الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية الى الذكرى الثانية والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي

الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)

2006 / 3 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بين آذار 1934 وآذار 2006، تمتد المسيرة الحافلة بالآمال والتحديات والتضحيات في سبيل حرية الوطن وسعادة الشعب.
ففي آذار التأسيس قبل 72 سنة، وبمبادرة جريئة من الرواد الاوائل، بدأ الشيوعيون العراقيون شوطهم التاريخي بمنشور سري وجريدة تتداولها الايدي خفية. وفي غمار النضالات والمعارك الوطنية والطبقية والاجتماعية في السنين والعقود التالية، ظل الحزب يرتقي بكفاحه وبروح الجماهير النضالية، ويشارك عبرها في السعي لتغيير الواقع وصنع المستقبل.. راح ينمو ويكبر، ليكبر عطاؤه للوطن وحريته واستقلاله، وللشعب وابنائه الكادحين والمحرومين من العمال والفلاحين وغيرهم، وكل شغيلة اليد والفكر.
كان حزبنا في مسيرته النضالية الطويلة يذود بثبات عن مصالح الشعب وحقوقه، ويقدم في سبيل ذلك التضحيات الجسام من ارواح قادته ومناضليه الشجعان، الذين تساموا شهداء خالدين وبقي عبق ذكراهم يفوح في اجواء الوطن على الدوام: يوسف سلمان - فهد، حسين الشبيبي، زكي بسيم، حسين الرضي – سلام عادل، جمال الحيدري، محمد صالح العبلي والعشرات والمئات الآخرين من مناضلي ومناضلات حزبنا وحركتنا الوطنية والديمقراطية، الذين جادوا بحياتهم الغالية في اقبية التعذيب وعلى اعواد المشانق وفي الانتفاضات والوثبات ومعارك الانصار البطولية على ربى كردستان وفي سهولها، ورووا ارض الوطن العزيزة بدمائهم الزكية. لذلك استحق حزبنا تسمية " حزب الشهداء " التي تؤشر وفاءه غير المحدود، قيادة وقاعدة، لاهداف الشعب وحركته الوطنية والديمقراطية، وبسالة وإقدام كوادره واعضائه وجماهيره، واستعدادهم لافتداء تلك الاهداف في كل حين.
ان احياء ذكرى تأسيس حزبنا الثانية بعد السبعين في الظرف الراهن العصيب الذي تمر به بلادنا، وفي خضم معركة البدائل لبناء عراق حر ومستقل ودولة ديمقراطية عصرية، يحمل اكثر من مغزى. ولعل اهم هذه المغازي يكمن في حقيقة ان اعتى الرجعيات والدكتاتوريات والقوى والساسة قصيري البصر والبصيرة، والتي توهمت جميعاً انها قادرة على اقتلاع جذور الحزب الشيوعي العراقي الممتدة عميقاً في وجدان الشعب وكادحيه وبسطائه، واستخدمت لتحقيق غاياتها ابشع وسائل الارهاب، كانت تكتشف في النهاية، وفي كل مرة،انها عاجزة عن اسكات صوت الشيوعيين العراقيين لانه صوت الشعب والحقيقة والديمقراطية والوئام، وعاجزة عن فلَّ ارادتهم لانها ارادة الشعب وكادحيه ومثقفيه، وكل من يهمهم بناء عراق يتسع للجميع. لذلك اندحرت انظمة الاستبداد الواحد تلو الاخر، وكان اخيرها، النظام الدكتاتوري المقبور الذي رحل الى مزبلة التاريخ، والقي القبض على رأسه في جحر مظلم. اما حزب الشيوعيين فقد ظل نخلة تمتد جذورها في اعماق ارض العراق، وتشمخ هامتها بإرادة النضال المجيد، من اجل " وطن حر وشعب سعيد ".
لقد اجتاز شعبنا العراقي وحركته الوطنية والديمقراطية بنجاح معركة النضال من اجل ازاحة النظام الدكتاتوري، واثبت بالملموس تطلعه العميق الى بناء مجتمع جديد يقوم على الديمقراطية والتعددية والتداول السلمي للسلطة. كما بيّن بما لا يقبل الشك ادراكه ان النضال من اجل انهاء الاحتلال واستعادة السيادة والاستقلال لاينفصل عن كفاحه من اجل تدشين العملية الديمقراطية وبناء دولة ديمقراطية حديثة. وجسّد ابناء شعبنا هذا التوجه، بخوضهم الانتخابات البرلمانية لمرتين واقرارهم الدستور، وكل ذلك في ظرف عام واحد، متحدَّين كل العقبات والصعوبات وصنوف الارهاب.
واليوم تواصل جماهير الشعب ، تتصدرها قواها السياسية الحية، كفاحها الوطني والديمقراطي والاجتماعي، وتطرح مطالبها في العمل والامن والامان، وتأمين الخدمات ومستلزمات العيش الاساسية، ومكافحة الفساد، ودمقرطة الحياة السياسية، والغاء الميليشيات، والنضال ضد اشكال التمييز الطائفي والعرقي . ولن تثنيها عن العمل لنيل ذلك اية صعوبات وعراقيل، مهما كان نوعها.
ان بلادنا تواجه اليوم، في عشية الذكرى الثالثة لانهيار الدكتاتورية، اوضاعاً لا سابق لتعقيدها وصعوبتها، ولا مثيل لها في ما تحمل من تهديدات ومخاطر. ولعب بروز حالة التوتر والاستقطاب الطائفيين وتفاقمهما، وصولاً الى التطورات التي اعقبت تفجير المرقد الشريف في سامراء، دورا خطيرا في ذلك. كما وفاقمت ذلك سياسات الاحتلال واجراءاته، وهو الذي فشل في فهم واقع مجتمعنا وثقافة بلادنا، وتجاوز التحليل على اساس التكوينات الاجتماعية بلجوئه الى التصنيف الطائفي والقومي، على نحو يكرس الانقسام ويشكل عائقاً جديداً امام معالجة الآثار البغيضة لنظام الاستبداد.
وارتباطا بما افرزته الانتخابات الاخيرة في15 كانون الاول 2005 والتداعيات التي رافقتها واعقبتها، وما يواجه وطننا وشعبنا من مهام جسيمة ، فان التغلب على الازمة متعددة الصعُد التي تعانيها بلادنا حالياً، ومواجهة حالة الاستقطاب الطائفي والاستعصاء السياسي، يتطلب تعاون القوى السياسية الفاعلة، لانه ليس ممكناً لاي قائمة او كيان سياسي بمفرده، مهما كان نفوذه وحجمه ، ان ينجز ما ينتظره المواطن العراقي. واستناداً الى تجربة الحكومة التي انبثقت بعد الانتخابات الاولى مطلع السنة الماضية والتي قامت على الاستقطاب الطائفي / القومي، وارتباطاً بنتائج الانتخابات الثانية وما افرزته من توازن قوى جديد في البرلمان القادم، فقد بات تشكيل حكومة وحدة وطنية مطلباً ملحاً . وبالقدر الذي يتعلق بحزبنا، فاننا نفهم حكومة الوحدة الوطنية باعتبارها حكومة واسعة التمثيل للتيارات السياسية والفكرية، تقوم على اساس برنامج سياسي متفق عليه من طرف الفرقاء المعنيين بهذه الصيغة، مع ضمان مشاركة فعلية في رسم الاتجاهات العامة للحكومة والدولة، بعيداً عن المحاصصة الطائفية، ومنطق الاغلبية الفائزة المقررة، ولكن من دون تجاهل لنتائج الانتخابات.
ويعتقد حزبنا ان تشكيل هذه الحكومة ، على اساس الحوار والتوافق الوطني من جهة ، وإعلاء قيم المواطنة والوحدة الوطنية من جهة ثانية، من شأنه ان يُشيع الامل والتفاؤل، ويُعزز اجواء الثقة، ويسهل الوصول الى تسويات مقبولة من الجميع، تساعد في وضع حلول صحيحة للمشكلات الحقيقية التي تواجه البلاد اليوم.
ان كل ذلك سيشكل منطلقا لانقاذ الوطن من ازماته المتعددة، والخروج به من المحنة، وتمكينه من استعادة الامن والاستقرار، واعادة بناء الاقتصاد الوطني، وتحسين الاحوال المعيشية، وتوفير الخدمات الاساسية، واتاحة المجال للمباشرة في تنفيذ مطلب الجدول الزمني لانسحاب القوات الاجنبية، وصولا الى استرجاع السيادة والاستقلال التامين.
نستقبل اليوم الذكرى الثانية والسبعين لتأسيس حزبنا وقد باشرنا الاستعدادات لعقد مؤتمره الوطني الثامن، يغمرنا الطموح المشروع الى جعل هذا المؤتمر محطة نوعية جديدة على طريق تطوير عملنا والارتقاء باشكاله النضالية المتنوعة وتجديد اساليبه. ومن اجل ذلك لا بد ان تشمل الاستعدادات الوطن والخارج، وان يتسع الحوار ويتعمق عبر مختلف المنابر الحزبية، حول تجربة الفترة ما بين المؤتمرين السابع والثامن، واستخلاص الدروس منها لجهة بلورة البرامج والسبل والوسائل الكفيلة بتقوية الحزب وتفعيل نشاطه على مختلف الصعد ليسهم بقسط اكبر في بناء عراق ديمقراطي فدرالي موحد.
وفي هذه اللحظات الصعبة التي تمر بها بلادنا، نتذكر وصايا حزبنا لاعضائه، كما سطرها النظام الداخلي الذي اقره المؤتمر الاول للحزب:
"ايها الرفيق، أحبّ شعبك ووطنك، وكن في مقدمة المناضلين من اجل حريتهما وعزّهما، وليكن لك ايمان راسخ بقدرة شعبك على تحرير نفسه وتحقيق انبعاثه، والسير مع طليعة الشعوب الحرة، والمساهمة وإياها في تشييد حضارة انسانية حقا".
لتكن الذكرى الثانية والسبعون مناسبة نتذكر فيها شهداء الحزب والوطن، الذين جادوا بارواحهم فاضاءوا لنا الدرب، ولا نستثني احداً ممن سلكوا دروب الكفاح والعطاء. ان التضحيات التى استرخصوها هي خلاصة المحبة والوعي والارادة الصادقة والشجاعة وروح الاقتحام.
ولنعمل جميعا، رفاقا ومنظمات، على جعل هذه الذكرى مناسبة للتحدي ولبث الروح الجديدة والمتجددة لمواجهة التعقيدات الراهنة، مناسبة تشيع الامل بالتغلب على المصاعب والمعضلات، وتفتح الافق لحقبة جديدة من النشاط والنضال المثابر، كي تبقى راية الشعب خفاقة، ويظل حزبنا كما كان على الدوام قوة للعمل والامل، قوة للتغيير والتجديد والديمقراطية.
ويقينا ان الشيوعيين والشيوعيات لن يخيبوا ثقة شعبهم وحزبهم، وسيكونون في طليعة المناضلين من اجل تحقيق اهدافهما النبيلة.

تحية للذكرى الثانية والسبعين لتأسيس حزبنا المكافح!
والنصر لشعبنا في نضاله من اجل عراق ديمقراطي اتحادي مزدهر!

اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العراقي

بغداد في 22 آذار 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قذائف إسرائيلية على غزة في أول أيام العيد بالرغم من إعلان -ه


.. جزيرة إيطالية توفر إقامة مجانية لثلاث ليالٍ ولكن بشرط واحد




.. حريق هائل يدمر فندق ماريسفيل التاريخي في ولاية كاليفورنيا


.. جبهة لبنان – إسرائيل.. مخاوف من التصعيد ودخول إيران ومساعٍ ل




.. هل تنضم إيران إلى حزب الله في حرب شاملة مع إسرائيل؟| #الظهير