الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفلام توم وجيري !

يوسف ابو الفوز

2006 / 3 / 24
الصحافة والاعلام


تقلب الصحف الاجنبية والعربية ، وتتنقل بين شاشات الفضائيات التي لا عد لها ، وتزور المواقع الاليكترونية التي تتكاثر كالفطر ، وتتابع النشرات الاخبارية في الاذاعات المختلفة ، والتي يرسلها لك اصدقاء احبة ، وايضا تلك النشرات التي يواظب على ارسالها من لا ترغب برؤية اسمه في صندوق بريدك . في كل هذا ، ومن بين دروب الامك وجبال همومك ، وقلقك على وطنك وشعبك ، تبحث عن اسم العراق لترى ما هو جديد ، فماذا تجد ؟ لا شئ غير اخبار الاحتقان الطائفي والتحزب الضيق والتخندق والقتل والخطف والاغتيال والدم والموت . الموت ولا شئ غير الموت يطرق ابواب اهل العراق وينثر من جديد ثياب الحداد والدموع . فمن بعد عطايا نظام الديكتاتور المجرم المقبور، التي انتشرت في عموم العراق مقابرا جماعية وسجلات شهداء مفقودين وغيمات خردل ، ومن بعد ضحايا " النيران الصديقة " لقوات الاحتلال ، كان ابناء العراق ينتظرون ساعات صفاء وسلام وحرية وتفرغ للعمل والبناء . ولكن الواقع الامني المتردي بفعل الممارسات الطائفية التي تزيد من حدة التوتر ، صرت فيه لا تعرف هل ستلحق لمهاتفة بعض من اهلك واصدقائك ومعارفك في العراق قبل ان يعثروا على جثة احدهم طافية في نهر دجلة وطلقة في راسه ؟ او ان يختطف لجهة مجهولة ثم ترمى جثته في الشارع تحت جنح الظلام ؟ او ان تمر به سيارة بيضاء من نوع " البطة " ليرشقه ركابها بصلية رشاش ويتركوه في عرض الشارع متخبطا بدمه دون ان يعرف سبب اغتياله ؟ او ... !! حقا ان ثمة استخفافا كبيرا بحياة الانسان في العراق هذه الايام ، والله برئ من كل ما يفعله المجرمون بأسمه وهم يمسدون لحاهم ويدورن مسابحهم ويسبلون عيونهم . المجرمون الذين لم يتورعوا عن نسف وتفجير بيوت الله في مختلف المدن العراقية . ما يجري في العراق يدفعك لشتم من تشاء ،وصب النقمة على السياسيين ورجالات الدولة الغارقين في كواليسهم وصراعات الكراسي والنفوذ ، وصقل الحناجر امام الميكروفونات . صديق عزيز، طبيب ، امام الاوضاع الحالية الجارية في الوطن ، وبعد ازمتي الصحية الاخيرة ، وهو يعودني نصحني ـ جادا ـ ان ابتعد عن متابعة اخبار العراق ،والافضل ان ارفع الصحن( الستالايت ) وان اغلق خط الانترنيت ،فبأعتقاده ان هذا لا يحمل سوى اخبار الموت ولا يجلب سوى الجلطة وربما الموت !
ـ ولكن يا صاحبي ؟
ان كان ولابد من بقاء الستالايت فانصحك بمتابعة افلام كارتون توم وجيري فقط ، فهي تعرض بسخاء على كل الفضائيات . حاول ان تحافظ على سلامة قلبك بالابتعاد عن تفاصيل اخبار العراق وتصريحات رجال السياسة فيه والاعيبهم ومناوراتهم ، وذلك بالتفرج على افلام توم وجيري ، فهما على الاقل في صراعهم الازلي لم يتجرأ احد منهما على قتل الاخر ، وفي احيان كثيرة توصلا الى حلول صلح واديا عمليات مشتركة ، رغم كل الاختلافات بينهما !
انصرف صديقي الطبيب وانا اقلب الامر مع نفسي : اترانا حقا ، وصلنا الى ايام توم وجيري ، حيث من اجل الحفاظ على صحتنا واعصابنا لا ينفعنا سوى التفرج على افلامهما ، وربما يقودنا الخوف والقلق وحتى العبث للبحث فيها عن حلول ما ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة