الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة سيزيف.. في الذكرى الثالثة للغزو

فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)

2006 / 3 / 24
الارهاب, الحرب والسلام


أية آلهة حكمت على شعب العراق.. بعذاب سيزيف؟!
أية آلهة هذه التي جعلت من شعب على مر العصور وقوداً للطغاة ومسرحاً للمآسي الهزلية؟!
سيزيف، تحدى ذات يوم الآلهة..
وحكم عليه بأن يدحرج صخرةً عملاقة نحو القمة.. إلى الأبد!!
وما زال سيزيف يدحرج صخرته.. وقبل أن يصل إلى القمة بقليل.. تنحدر تلك الصخرة ثانية إلى القاع.. ليهبط وراءها ويبدأ عذابه من جديد؟!
آلهة الأمس..
ذاتهم آلهة اليوم..
طغاة متجبرون، تحركهم الرغبة بالسلطان والرغبة بالدم.. واستعباد الشعوب.
وسيزيف تحدى جبروتهم.. وسلطانهم.
أميركا آلهة العصر الحديث..
طاغية من طراز نادر.. تجرّ الأرض وراءها أينما اتجهت، وحين هيأت جحافلها نحو بغداد صرخت الأرض وجعاً من مصير أسود ينتظر سيزيف العظيم..
إنها الذكرى الثالثة لذاك الغزو..
وما زال سيزيف يقاوم بنبل وشجاعة.. وبطولة.
المشروع الأميركي لم يمض بعيداً في العراق.. ظل العراق عصياً على الاحتلال.. وظلت مدنه تكتسب يوماً بعد يوم شرف المقاومة والتضحية.
أما المشروع الفارسي بكل ضآلة حجمه العصري وحماقة أهدافه.. فقد دخل من بوابة مذهبية زينتها مصالح وأموال وأهداف لا علاقة لها بروحية المذهب وقداسته..
كلا المشروعين يعملان بتناغم.. وانسجام، رغماً عن خلافاتهما وصراعهما التاريخي.. فالغنيمة اليوم هي بلاد الرافدين.. النفط والذهب والنخيل.. وسلة الغذاء!!
وعلى هذا المذبح يتقدم المشروع الأميركي ـ الصفوي لينحر سيزيف.. ذبيحة لهذا التحالف العبثي..
طهران تقول عن واشنطن إنها الشيطان الأكبر.. ونحن نصدق طهران في هذا!!
وواشنطن تقول عن طهران إنها زعيمة محور الشر.. ونحن نصدق واشنطن أيضاً في هذا!!
والشعب العراقي يحارب اليوم الشيطان الأكبر وزعيمة محور الشر في آن!!
ألم اقل إنها محنة سيزيف؟!!
ولكي تأخذ الأسطورة العصرية أبعادها أكثر... لكي ينتصر الطغاة على هذا الشعب العاطفي والبسيط كانت الفتنة الطائفية.. وهي أشد خطورة من الأميركان والفرس معاً.. بكل جبن وهمجية بدؤوا بمؤامرة جديدة لتدمير سيزيف نهائياً.. إنها نار الطوائف التي اعتادت التهام الأوطان والشعوب معاً!!!
إنها الخوف الأكبر.. والمصير الأشد قتامة..
فهل يتنبه سيزيف لهذا القدر..
وهل يتوقف قليلاً لينظر حوله.. ويلم شتاته، ويعلنها (لا) كبيرة بحجم الكون لكل هؤلاء الطغاة بدءاً من أميركا وإيران وصولاً إلى قادة العراق الجديد.. الذين يتحركون وفقاً لما تمليه مرجعيات الكونغرس من جهة ومرجعيات (مجلس الشورى) من جهة ثانية...
بئساً لسيزيف في محنته إن لم يدرك حجم هذا الحقد الذي تكنه (آلهة) تحداها وقاومها..
وما زال!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه