الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسلحة كاتمة لحروب ناعمة أو كيف يقع الشخص في عبودية الروح

ميشال يمّين

2018 / 6 / 27
العولمة وتطورات العالم المعاصر


نعوم تشومسكي – ترجمة ميشال يمّين
من كتاب نعوم تشومسكي "أسلحة كاتمة لحروب ناعمة"

1- صرف الانتباه

العنصر الأساسي بين عناصر السيطرة الاجتماعية هو استراتيجية تشتيت الانتباه. والهدف منها صرف الانتباه العام عن القضايا المهمة التي تعالجها النخب السياسية والاقتصادية باستخدام تكنولوجيا "الإغراق" في لجة التشتيت المستمر للانتباه بتقديم معلومات غير ذات شأن.
واستراتيجية تشتيت الانتباه ضرورية لمنع المواطنين من اكتساب معارف مهمة في مجال العلوم، والاقتصاد، وعلم النفس، وعلم الأعصاب، وعلم التحكم الآلي. "أصرفوا انتباه المواطنين عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية باستمرار، مع إبقائهم في أسار القضايا التي لا أهمية لها فعلية. فيجب أن يكون المجتمع مشغولاً، مشغولاً، مشغولاً، يجب ألا يفكر أبداً: من الحقل إلى الحظيرة مباشرة، إلى حيث تقبع الحيوانات الأخرى ("أسلحة كاتمة لحروب ناعمة").

2- خلق المشكلة واقتراح الحل لها

وتسمى هذه الطريقة أيضًا بـ"المشكلة فردّ الفعل فالحل". إذ يتم خلق مشكلة أو "وضع" يتسبب برد فعل معين من قبل الجمهور، بحيث يبدأ الناس هم أنفسهم يبدون رغبة في حلها. على سبيل المثال، السماح بزيادة العنف في المدن أو تنظيم أعمال إرهابية دموية من أجل أن يطالب المواطنون أنفسهم باعتماد قوانين تهدف إلأى تعزيز الإجراءات الأمنية وانتهاج السياسات التي تحد من الحريات المدنية. أو استثارة أزمة اقتصادية من أجل القبول بالحد من الحقوق المدنية وتفكيك الهيئات الحكومية كشرّ لا بد منه.

3- استراتيجية التدريج

لتنفيذ حلول لا تحظى بشعبية، يحتاج الأمر فقط إلى تطبيقها تدريجيا، قطرة قطرة، سنة بعد سنة. هكذا تم فرض الشروط الاجتماعية والاقتصادية الجديدة (النيوليبرالية) في الثمانينيات والتسعينيات وكنهها: تقييد دور الدولة والخصخصة وانعدام الأمان والمرونة والبطالة الجماعية وخفض الأجور فلم تعد توفر الحياة الكريمة. أي كل تلك التغييرات التي إذا ما نفذت في وقت واحد من شأنها أن تؤدي إلى ثورة.

4- استراتيجية التسويف

ثمة طريقة أخرى لاتخاذ قرارات غير شعبية هي تقديمها على أنها "مؤلمة وضرورية" وإحراز موافقة المواطنين في الوقت الحالي على تنفيذها في المستقبل. فمن الأسهل بكثير قبول أية تضحيات في المستقبل مما في الحاضر. أولا، لأنها لن تحدث على الفور. وثانيا، لأن جمهور الشعب يميل دائما إلى تغذية آمال ساذجة لديه بأن "كل شيء غدا سيتغير نحو لأفضل"، وأنه سيتمكن من تجنب تلك التضحيات التي يطالبونه بها. وهذا يعطي المواطنين المزيد من الوقت للتعود على فكرة التغيير والقبول بها بتواضع وخنوع عندما يحين الوقت لذلك.

5- التملق للشعب (مغازلته)

يستخدم معظم الإعلانات التي تستهدف الجمهور العام اللغة والحجج والرموز، وخاصةً الترنيمات الخاصة بالأطفال: كما لو كان المشاهد طفلًا صغيرًا جدًا أو يعاني من خلل عقلي. فكلما كنت تريد أن تخدع الناس أكثر، كان عليك أن تجعل نغمة التواصل أكثر طفولية. لماذا؟ "إذا كنت تخاطب الشخص كما لو كان عمره 12 سنة أو أقل، كان هناك وفقا لقوانين الإدراك احتمال أن يرد أو يتصرف بطريقة غير نقدية - مثل طفل" ("أسلحة كاتمة لحروب ناعمة").

6- عاطفة أكثر وتفكير أقل

استخدام الجانب العاطفي هو تقنية كلاسيكية لعرقلة التحليل العقلاني والإدراك النقدي للأفراد. بالإضافة إلى ذلك، يسمح استخدام العامل العاطفي لك بفتح الباب أمام العقل الباطن لدى المتلقي لإيصال الأفكار، الرغبات، المخاوف، عوامل الإكراه، السلوكيات إليه ...

7- إبقاء الناس في مستنقع الجهل والتفاهة

خلق مجتمع تابع، غير قادر على فهم تقنيات وطرائق الرقابة والاضطهاد الاجتماعيين. لذا "يجب أن تكون نوعية التعليم المقدَّم للطبقات الاجتماعية الدنيا ضحلة وتافهة قدر الإمكان كي تظل قائمة هوة الجهل بين الطبقات الاجتماعية الدنيا والطبقات الاجتماعية العليا، ويظل من المستحيل تجاوزها" ("أسلحة كاتمة لحروب ناعمة").

8- حث الجماهير على التعلق بالتفاهات

أن تزرع في الجماهير فكرة أن من المألوف أن يكون المرء غبيا، مبتذلا وغير مؤدب ...


9- تعزيز الشعور بالذنب

أن تجعل الأفراد يعتقدون أنهم هم أنفسهم مسؤولون عن مشاكلهم وإخفاقاتهم بسبب نقص في الذكاء أو القدرات لديهم أو الجهد المبذول من قبلهم. وبالتالي، بدلاً من التمرد على النظام القائم، يشعر الأفراد بالعجز والحاجة إلى تعنيف الذات. وهذا يؤدي إلى حالة من الاكتئاب، ويسهم بفعالية في ردع الناس عن أي فعل. وبدون فعل لا تقوم ثورة!

10- أن تعرف عن الناس أكثر مما يعرفون هم عن أنفسهم.

أدى التقدم العلمي على مدى السنوات الخمسين الماضية إلى زيادة سريعة في الفجوة المعرفية بين الجمهور الرئيسي في المجتمع وأولئك الذين ينتمون إلى النخب الحاكمة أو يُستخدَمون من قبلها. وبفضل علم الأحياء وعلم الأعصاب وعلم النفس التطبيقي، يتمتع "النظام" بمعرفة متقدمة بالأنسان، سواء جسديا أو نفسيا. فـ"النظام" قادر على فهم ومعرفة الشخص العادي أفضل مما يعرف هذا الشخص نفسه. وهذا يعني أن "النظام" يمكنه في معظم الحالات أن يتحكم ويتسلط على الأفراد أكثر مما يتحكم الأفراد بأنفسهم ويتسلطون عليها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون