الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يريد -ترامب- من بوتين فى القمة المرتقبة ؟

حمدى حمودة

2018 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


فى قمة مرتقبة بين العظمتين موسكو وواشنطن فى 16 من الشهر القادم ، يحلم ترامب بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان ، تكون أحلامه قد تعدت الحدود اذا ما فكر أن يطلب من بوتين التخلى عن سوريا بسحب قواته وقواعده منها ويعود بادراجه الى موسكو حاملا ذيله أو خيبته على أكتافه .
من المؤكد أن هذا من المستحيلات السبعة ، لأن بوتين ما ضحى بكل ما ضحى به من خبراء وتدريبات واعداد خطط وأحدث المنظومات الدفاعية والطائرات الحربية من أجل عيون سوريا ، أو لحماية الأسد من السقوط كما أشيع فى الثلاث سنوات الأول للهجمة القذرة على سوريا ، انما ما قام به بوتين هو من أجل حفظ أمن روسيا القومى ، والتمكن من الأفلات من محاصرة واشنطن لبلاد القوقاز بالمنظوات الدفاعية الأمريكية التى نصبتها أو زودت بها كل الدول الغربية المحيطة بموسكو من أجل اضعافه واجباره على تخليه عن أوكرانيا باعادة جزيرة القرم اليها مرة أخرى متجاهلين تماما أن هذه الجزيرة فى الحقيقة هى جزء لايتجزأ من روسيا منذ آلاف السنين ، والدليل على ذلك ما طلبه اليهود من لينن وقت حكمه للأتحاد السوفياتى ، بمنحهم جزيرة القرم لأقامة دولتهم عليها ، فما كان منه الا أن قلب على رأسهم الدنيا فجعل ، عاليها سافلها بذبح كل من تجرأ وطالب بهذا المطلب ، علما أنهم كانوا فى هذا الوقت منعمين ومرفهين الى حد يحسدوا عليه .
من المؤكد أن هذا المطلب من ترامب لم ولن يجد أذن صاغية لدى بوتين ، لا سحب قواته من سوريا مقابل كل الهدايا الكبيرة التى أعدها له مقابل هذا الأنسحاب ، وأيضا مقابل اعادة ضم القرم الى أوكرانيا ، مهما كانت المغريات التى أعدها له ، أما عن المطلب الثالث وهو الضغط على طهران وحزب الله للأنسخاب من سوريا ، فهذا يتوقف بالضرورة على الحكومة السورية ورئيسها مباشرة ، هذا المطلب يعتبر من أهم المطالب التى تهم الصهاينة الذين يلطمون وجوههم وأدبارهم اليوم بعد القرار الذى اتخذه الجيش العربى السورى بتحرير درعة وريفها ، أى جنوب سوريا كله شماله وشرقه ، القلق والتخوف الى يعتريهم أصبح من أن الجيش السورى سيصبح وجها لوجه للعدو على الحدود الفلسطينية المحتلة ، وهم يعتقدون أن قوات حزب الله وايران يكملان أضلاع المثلث للمقاومة التى سوريا رأسها والتى التحمت معهم المقاومة العراقية والفلسطينية واليمنية اذا ما أحتاج الأمر لذلك .
نعود للقاء القطبين وأحلام ترامب ، أقول هل يعتقد هذا الترامبى أن بوتين أبله أو ساذج أو جبان لدرجة الأنصياع لشروطه وتنفيذ طلباته ؟ هل استبدله ترامب ، بولى عهد الجزيرة العربية الذى ينفذ مايطلب منه بلا قيد أو شرط ؟ أيظن هذا-- أن الشاب الصغير الذى اجتمع فى قمة سابقة معه ( رئيس كوريا الشمالية) سيقوم بتنفيذ طلباته بهذه البساطة ، دون أن يقوم هو بتنفيذ شروط المعاهدة أولا ؟ "هذا الشيئ" يعتبر نفسه أزكى من الجميع ، أو ربما يعتقد أنه رئيس أكبر دولة فى العالم ولديها من القوة الحربية ما تشل بها قوة الآخرين ، ربما كان هذا فى القرنين السابقين ، وعليه أن يعى أن اليوم غير الأمس ، فالحقبة التى تفردت فيها الولايات المتحدة كقوة أحادية فى العالم قد انتهت ، واستطاع بوتين بزكائه الحاد ومعه الصين ومجموعتى بركس وشنغهاى أن يعيد الأمور الى نصابها ، حيث فقدت واشنطن هيمنتها على العالم وسحبت موسكو البساط من تحت أرجلها وعرتها تماما خاصة بعد الأزمة الأقتصادية التى عاشتها ، وما زالت غير قادرة على الخروج منها ، هذه الأزمة التى من جرائها اضطرت صاغرة أن تجلس مع الرئيس الكورى الشمالى ، وهو نفس السبب الذى جعل أوباما يتجنب الحرب مع روسيا على أرض سوريا ، وكذلك ترامب فكر ألف مرة قبل أن يقدم على مثل هذه الحرب رغم الضغط الهائل من الصهاينة الجدد ونتنياهو .
اذن نحن أمام قمة لاتبشر بالخير ، فكل القضايا المطروحة فيها للنقاش ، قضايا مستحيلة غير قابلة للحوار ، بعد كل المكاسب التى كسبتها موسكو من ارساء قواعدها فى سوريا ومساندة حلفائها لها ، أظنها ليس لديها أى رغبة فى التنازل لواشنطن عن أى من هذه المكاسب ، لا فى سوريا ولا فى أكرانيا مهما كانت المغريات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأثير مقتل رئيسي على المشهد السياسي في إيران| المسائية


.. محاكمة غيابية بفرنسا لمسؤولين بالنظام السوري بتهمة ارتكاب جر




.. الخطوط السعودية تعلن عن شراء 105 طائرات من إيرباص في أكبر -ص


.. مقتل 7 فلسطينيين في عملية للجيش الإسرائيلي بجنين| #الظهيرة




.. واشنطن: عدد من الدول والجهات قدمت عشرات الأطنان من المساعدات