الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واحة الندم (قصيدة) مهداة الى كولونيل عربي

نهاد بشير

2006 / 3 / 24
الادب والفن


لملِمْ خيامــــَكَ وابرَحْ واحـَـةَ النـَدَمِ ما ضـــاعَ ضـاعَ فلا تعـــتـــبْ ولا تلُمِ
جففتَ روحَكَ في بيداءَ مُوحشــــةٍ يعــوي بها الموتُ مسعـورا بألفِ فــمِ
يا ابنَ النخيلِ ألم تنذرك فاختة أدمــيتَ كــفاً بــما طــبــبــتَ من قــدمِ
فليسَ دِجلةُ إنْ غاضَتْ بصابــــــئةٍ ولا الفـــراتُ إذا أرْغــى بمُنـــتــَــقـــِم ِ
ولا يـــــعــيبُ حليــبا كنتَ راضعَــهُ أن الفـــطـــامَ طــحا بالقــَرمِ والقــــَزَمِ
نقّــَلـتَ رَحلَكَ لا تـَلــوي على وطَـنٍ حـَتّى نزلت بِعُــشِّ البــومِ والرَّخـــَـــم ِ
وما عُدِمْتَ بها شمَـــســا ولا مطرا ً لكــِنْ بـــِذارُكَ في ارضٍ بــلا رَحِـــــــم ِ
عاثَ المخاض بـــها دهرا فأفسدها وجاءها النفط بالظلام والظُلــــــَـــــمِ
ولعــــنة المـــرءِ فــيـها كونه بَشــرا يغـــورُ في الوحّلِ إذْ يَهــفو إلى القِمـَـمِ
ارض بها أنكر الأصوات تطربها ويصطفى الذئــبُ ناطــورا ًعلى الغنَمِ
يرون في الضَيفِ صَيدا ينصــِبـونَ له شَــتّى الفِـــخاخِ ومنها القنــصُ بالكَرَمِ
ولا شفيعَ لهُ في سجنِ غُربــــَــتــــهِ إّلا اقترانُ عَمى عينيهِ بالصَمـــَــــــــــمِ
عُذرا ًاُميمةُ قد أسففتُ في كلمي بلواك اعــــظمُ مـــن لَومي ومِن ألمــي
صوتي لِكلِّ شريفٍ ماتَ مخُــتــنِــقا ً بــصرخَةِ الحــقِّ أو يحَــيى كمــُــتـــَّـــهَمِ
قـــلبي لــكلِّ ولـــيـــدٍ في مُلاءَتـــِــهِ ما افــــترَّ ثـــغـــُرهُ في صَحْوٍ وفي حـُـلُمِ
كمـــا تـــَـشــاءُ هِيَ الدُنـيــا تــُقَــلبُنا بينَ الصُروفِ على جــَمرٍ منَ العَدَمِ
لكنّ أرى في جَناحِ الغيْبِ عاصِفة ً هَوجــــاءَ تعـــصِــفُ بالأسيادِ والخـَـدَمِ
العابــِدينَ إلها ًمــِــن مَــطامـِـعِهِـم والمــُــكتـَــفــينَ منَ القــرآنِ بالــنـَــغَمِ
واللاهِثينَ وراءَ السُحْتِ مَنقَبــــَـةً الشارِبـــينَ دَمَ الخــِــنـــزيرِ في الحــَرمِ
الشامخــــينَ إذا اقتيدوا إلى سَــــفَهٍ المــُـهــــطِعـــينَ إذا نُودوا إلى شمَــــــَـــمِ
يسَــــلطونَ على أبناءِ جـِــلـــــدَتـِـهم سيفَ الحشــيــشِ وهَمَّ الفــقرِ والسَقَمِ
ويمـــسَحونَ نــِعــالَ الأجـنـــبيِّ بـــتـــا ريـــــخِ البلادِ وبالـــدستـــورِ و العـــَــلَمِ
هَلا صَبرتَ قليلا يا ابنَ أمِّهِ حتــى يُقــرعَ الطبـْـلُ وارقُـصْ رَقــصَ مُنـسَجِــمِ
لكنَّ ما فيكَ لم ُيمهلْكَ فانتــصرَتْ فـــيــكَ الطِــبــاعُ على التــَطبــيـعِ والقِيَــمِ
للهِ ظـــهـــرُّكَ لا قَــــشٌ ولا جمـــــــــلٌ هتكتَ عِرضَكَ طـَــوْعا ًفــِـعلَ مُلتــَـزِمِ
دَخلْتَ في عِصمَةِ الرومانِ جاريةً وأنتَ في عـــِـدةٍ من مــُتــعَةِ الــعـَــجَـــمِ
هذي رجالُكِ يا صَحراءُ فاحترقي بالزيـــــتِ والبــيــتِ والأحياءِ والرِمَــــمِ
فمَنْ سوى العُرْبِ منْ باهى بغَفلَتِهِ وراحَ يحرسُـهـا بالــسيــفِ والــــقــَـلـــمِ
ويــَـفـخـرونَ بـِـانَّ اللهَ فـــَـضــَّــلـــَـهـمْ عـلى الأنامِ بما في الجـَـهلِ مــنْ نـِعَــــــمِ
أغركم أمــةً من اقدمِ الأمــــــــــــم ِ أن تنتجوا النَصْبَ بعد الجُهدِ من صنـــمِ
تـُــعَــلقونَ على أستارِ ردتكم صــــهيلَ خيـــلٍ قَضَت في حافــِــرِ القِدَمِ
من ألفِ ألفٍ وانتم خنــــجرٌ صــــدئٌ في كـفِ حـــاوٍ وفي أحــــشاءِ مُعـــتــصِمِ
كنـــــتم فبــنـــتم فـــما تجري مــياهُـكم ُ إلا لـــتـــبدأَ مــن حيــثُ انــتـــهت بــــدمِ
في شِرْعَةِ الغابِ لا اجــــرٌ ولا ديـــــةٌ لحــــــمُ الضــــحيـــةِ والجـــــلادِ للوضـَـــــمِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??