الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في انتظار أمواج البحر

سامي عبد العال

2018 / 7 / 2
الادب والفن


في انتظار أمواج البحر


كي نُعانق المستحيل
تتحول أجسادُنا إلى بخارٍ،
إلى سحب تغزل الهواء،
إلى أضواءٍ تعتقُ الحقيقة
رسائل منذ قديم الزمان
حملها البحر حيث لا أنت
جذبتك إليها دون مواربةٍ
ليتلاعب بك الشغفُ والخطر
موشومة هي بالأحلام والأمنيات
بل مقدسة وساحرة كالنبيذ المعتق
هلا تجرعتها، لماذا يكتبها مجهولٌ؟
أنت كما لا أنت
ليست واحداً بل اثنان
تسقيان الوجود نخب العدم
تجرجران العالم إلى يابسة الضجر
تفعلان كلَّ ما عنَّ لكما
تركضان مع بعضكما عبر الأمواج
لا تدركان أنَّ البحر خطر
تدفعان أحدكما ليركب أهواله
تتزلجان على صحائف بلا سطر

**********

تصرخ
أو لا تصرخ
لا أحد هناك
أمواج البحر لن تقذف إلاَّ " سورةَ الزجاج "
الرسول مياه
الوحي وشوشة
الصحائف قوارير بسراب وأنفاس
الحروف غامضة لا ترى
والخربشات تصارع النسيان
ألواح مائية خلسة تتلألأ
هل من مهتدٍ أثيم،
هل من جسد جديدٍ للعنة؟!
الضباب أحوال وترجمان
بعض القطرات أحداق وعينان

**********

واقعٌ لا أنت بفوهة الانتظار
تخطفتك ذرى الجبال
تتقاذفك رياح السأم
حين تُوغر صدور الأفكار
فلم تدع لك ثدياً للاطمئنان
إذ تعوي كلُّ أفواه الأرض والسماء ،
تقابلك أشباح الموانئ النائية
هل تعلم أنْ الرحيل ينادي؟
تاركاً الأصوات مع النجوم الذابلة
لماذا تمشي متكأ،
الحياة طريق بلا ضفاف
هل تظن أنْ يأتي فجرٌ؟

**********

كالسهام تثقب الأسئلةُ لحمك الحي
تطرحك على جناح الأساطير
تبقيك هناك حيث طيور الرخ،
وأنت تلْعق عريك الأبدي
يلتقمك التنين لملايين السنين
ثم ينفثك طائراً عجولاً
لماذا حين تطير تسقط بشباك الصيادين؟
لا تمنحهم وليمة من الأحلام
أحلامك جنون المياه
أماكن ترسمها الأمواج
والصياد قناص بلا إنسان

**********

يتحلق غَجرُك حول المصير
يعزفون بالطرقات والدروب الليلية
يلتهمون بقايا الأخيلة
يمضغون الأوقات بآذان لاهثة
لأنَّ نبض المستحيل يتهدج
وهم يناشدونه البقاء
أنْ يكون مؤنساً
أنْ يداعب الأرجل الضاحكة
أنْ لا يتعثر في وعوده
أنْ يسبح ضد التيار

**********

مياة الزمن معتقة قبل الذاكرة
تنداح على جوانب الأقدار
لا مجال لإيقاف هديرها
تعْلق في ياقات الخرافة
لا تدعها نهباً للأعداء
من هم خارج البحر لا يدركون
البحر هو ذاته بذاته
فأبحر، أوغل دون توقف
كُّن صديقاً للأهوال
أصنع من المستحيل شراعاً
ربما حين يدركُّك الطوفان
يجدك جزءاً منه
كيف سيغرقك، كيف سيأتيك؟
كيف سيكتبك بالمياه؟
ستكون في فوهة البركان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شعر روعة
Tarek fathi ( 2018 / 7 / 3 - 00:47 )
روووعة وجميل........

اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب