الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكاتب أياد خضير وايحاءات الرمزية ، قصة (ثوب الثعبان) أنموذجا

وجدان عبدالعزيز

2018 / 7 / 2
الادب والفن


لاشك ان قصة (ثوب الثعبان)، قصة قصيرة جدا، اعتمدت الضربة الاخيرة ، لكنها بشقين : الاول مقتل الثعبان، والثاني تقاسم ثوب الثعبان بين مجموعة، لم يشر لها القاص تماما، ولكن حملت رمزا للمتلقي ان الثعبان لم يمت .. ومن هنا فالقصة كانت رامزة اثقلت بالرمزية، والرمزية اتجاه فني يغلب عليه سيطرة الخيال علي كل ماعداه، سيطرة تجعل الرمز دلالة أولية علي ألوان المعاني العقلية والمشاعر العاطفية، ولكن طغيان عنصر الخيال من شأنه أن لايسمح للعقل والعاطفة، إلا أن يعملا في خدمة الرمز وبواسطته، إذ عوضاً أن يعبر الكاتب عن غرضه بالفكرة المباشرة، فإنه يبحث عن الصورة الرامزة التي تشير في النهاية إلى الفكرة أو العاطفة، ولهذا تعكز القاص اياد خضير على الرمزية كثيرا، فالقرية قد لاتكون قرية كما هي، وهذا ايحاء واضح، كما ان هناك حالة انتظار وترقب واضحين (مازال أهل قريتي واضعين سكاكينهم تحت الوسادة، منتظرين أن يغرزوها في أحشائه ..)، اي يقصد الثعبان، هذا الانتظار صاحبه الكثير من الويلات والاوجاع ، حيث (صار الحزن عناقيد تتدلى كالأغصان وتدثّر أهل القرية بمخاوفهم وراء الصخور الناتئة، استرجعوا ذكرياتهم واستمرَّ انزلاقهم في مستنقعات التخلّف والانسحاق ...)، وهنا تتجلى صورة الثعبان كرمز، فهو لم يكن بالقدرة، التي تشل حركة اهل القرية، وتجعلهم في مستنقعات التخلف، ان لم يكن الثعبان شيء اخر .. الرمز واضح يحمل صورة الدكتاتورية المقيتة التي مرت بويلاتها على قرى ومدن العراق .. وان ثوب الثعبان والذين تقاسموه، هم بقايا النظام السابق، او الطبقة السياسية الفاسدة التي تلت سقوط الصنم، ولازالت تشل حركة التطور والتخلص من اثار الاوجاع واوصاب الزمن المرّ، والرمزية ، كما نعلم، جاءت اثر فشل التجربة المادية في كشف خبايا النفس البشرية ، كما فشلوا اتباع المادية في اشباع الرغبات الإنسانية الملحٌة في استطلاع اسرار الكون، وكان من طلائع المفكرين أدباء وكتاب : الالماني جوته والأمريكي إدجار آلن وتبعهما فيما بعد كتاب وشعراء أمثال شارل بودلير، صاحب ديوان أزهار الشر، وهوشاعر فرنسي مات صغيراً بعد أن أحدث أثراً كبيراً في الشعر العالمي، وكذلك ميلارميه الفرنسي ووليم بلاك الإنجليزي، وعلی يد هؤلاء الرواد استطاعت المدرسة الرمزية ان ترسي قواعدها وترسخ افكارها وتكشف عن هويتها في المجال الادبي، وقد أنحسر مفهومها في نقل الإبداعات الأدبية بتأثير المدارس الطبيعة والواقعية والبرناسية التي حصرت نفسها في إطار العالم الحسي المحدود وإنتقل إلى عالم أوسع وأرحب وهو عالم النفس والروح والغيب، ولكن الرمزية استمرت في عطاءاتها واعطت مجسات اكتشاف المعنى الذي يحاول استرداده القراء او النقاد، وهذا يؤكد ان كل مدرسة ادبية لم يُكتب لها الموت او الاندثار .. والدليل قصة (ثوب الثعبان) للقاص اياد خضير في الالفية الثالثة زمن الانفتاح والديمقراطية والعولمة الثقافية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى