الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب التي انتظرناها لم تنته بعد

طارق الحارس

2006 / 3 / 24
الارهاب, الحرب والسلام


الحرب دمار .. الحرب قتل .. نحن شعب العراق نعرفها أكثر من غيرنا في هذا العالم ، لاسيما الجيل الذي ولد بعد خمسينات القرن الماضي ، أي بعد الحرب العالمية الثانية ، آخر الحروب الكبيرة ، إذ عانينا من دمارها في حربين متتاليتين هما الحرب العراقية - الايرانية ( 1980 - 1988 ) ، والحرب التي قادتها الولايات المتحدة بتفويض من الأمم المتحدة ضد النظام العراقي لتحرير الكويت في العام 1991 .
لقد عانينا كثيرا أثناء سنوات الحرب وما بعدها ، إذ مات وتعوق مئات الآلاف من شبابنا وتبددت ثروات البلد في حربين خاسرتين ، فضلا عن الاعدامات والاعتقالات المستمرة على قدم وساق .
بعدها جاء الحصار ليقضي على كل ما تبقى . لا نقصد الحصار الخارجي الذي فرضته الأمم المتحدة بعد احتلال النظام الصدامي لدولة الكويت حسب ، بل الحصار الداخلي الذي فرضه النظام علينا ، ذلك الحصار الذي كان في بعض تفاصيله أقسى من الحربين . مع كل هذا فقد كان أغلب أبناء الشعب العراقي ينتظرون ، بلهفة ، قيام الحرب الثالثة .
أي شعب هذا الذي عانى كل هذه المعاناة ينتظر ، بلهفة ، حربا جديدة يبدو أنها ستكون كبيرة ، إذ تقودها أقوى دولة بالعالم .. أي شعب هذا الذي يفضل الموت على الحياة ، إذ هو يعرف أن الحرب موت ، بل هو الأعرف في هذا العالم بدمار الحروب ؟
هذا هو السؤال الذي تعرضنا اليه قبل بدء الحرب التي كان صوتها يعلو على كل شيء . كنا نجيب : أننا نموت في كل يوم مرات عدة ومنذ سنوات طويلة فدعونا نموت مرة واحدة وفي حرب كبيرة فربما سيموت قاتلنا معنا في هذه الحرب ، وربما سيعيش الجيل الذي يأتي بعدنا بسلام وهدوء .
بدأت الحرب .. الشعب يترقب القادم وسط أنقاضها . لقد تعود على الترقب من بعيد ، لكن هذه المرة بدأ يشعر أنه المعني الحقيقي في هذه الحرب فالجميع يصيح بأعلى صوته أنها من أجله .. من أجل حريته وسعادته وخلاصه . تصور العديد من أبناء الشعب العراقي أن الحرب انتهت بمجرد سقوط تمثال الرئيس الهارب ، أو ربما حال القاء القبض عليه والبعض من زمرته ، لكن لم تكن تلك هي الحقيقة . لقد أعلن بوش عن انتهاء العمليات الكبرى ، لكنه لم يقل أن الحرب انتهت .
نعم ، الحرب لم تنته بعد لأن الآفات والأمراض التي خلفها النظام السابق تحتاج الى زمن ليتم القضاء عليها .. لأن القتلة يعيشون بيننا ، فضلا عن الظلاميين الذين انتهزوا فرصة الفوضى التي عمت البلد بعد السقوط المفاجىء والسريع للنظام السابق ، هؤلاء الذين جاءوا الى العراق لينتقموا من الشعب الذي كان ينتظر الحرب الذي ستسقط قاتلهم .
ربما أن مدة الحرب قد طالت وأن الشعب العراقي وحده لا زال يدفع ثمن هذه الحرب وهو ثمن حريته وخلاصه وذلك له بعض الأسباب التي تتحمل بعضها أمريكا وهناك أسباب تتحملها القيادات السياسية والدينية التي حكمت البلد بعد سقوط النظام . لا نريد أن ندخل في متاهات هذه الأسباب فقد تجرنا الى حديث طويل ، لكن بودنا أن نقول أن هذه الحرب لابد لها من أن تنتهي ولابد للشعب العراقي من يشهد ذلك اليوم الذي انتظره طويلا وهو اليوم الذي سنعلن فيه جميعا نهاية الحرب والى الأبد .
ربما أن مدة الحرب قد طالت ، لكنها حتما ستكون آخر حروب العراق وآخر مآسيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس