الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل خرق عارف دليلة حرمة المحرّم

حسن دليلة

2006 / 3 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ما أثار انتباهي التحقيق الذي جرى مع الدكتور عبد الرزاق عيد في المخابرات العسكرية " فرع فلسطين " والأسئلة حوله والذي قرأته في " مرآة سوريا " على الأنترنيت تحت عنوان " صور من سوريا ، أرشيف المدونات السورية " وخاصة السؤال الأخير وهو " كيف تفسّر عدم اعتقالهم لك ما داموا تخلّوا عن حكمة الآباء القائلة " لا تعتقلوا الكاتب لكي لا يغدونبيّا " وما دمت ترفض تفسيرهم بأنّهم لن يحقّقوا لك أمنياتك بدخول السجن رغم أنّك ترفع السقف إلى الحد الأقصى " وجواب الدكتور عبد الرزاق عيد عليه بقوله " إنّ سبب عدم دخوله السجن هو مراعاته المحرّم الوحيد وهو محرّم عالمي يقوم على الإحترام الدستوري لمنصب رئيس الجمهوريّة فلا ينبغي إدخاله في صراعات الأطراف الإجتماعية والسياسية وتبادل الإتهامات والإدانات ، وأنّه قد احترم هذا الخط " أتوقّف هنا للتساؤل ؟ هل استطاع عارف دليلة احترام هذا الخط الأحمر كما احترمه الدكتور عبد الرزاق عيد من خلال مداخلاته ومحاضراته وأتساءل ؟ هل أنّ تجاوز عارف دليلة لهذا الخط الأحمر هو السبب في الحكم عليه بهذه العقوبة الغير مسبوقة في تاريخ سوريا الحقوقي والجنائي ، لقد عدت إلى محاضرات عارف دليلة المكتوبة ومداخلاته الشفهية المسجّلة في كافة المحاضرات والندوات التي كان يلقيها أو يحضرها ما استطعت إلى ذلك سبيلا فلم أجد له أي تجاوز لهذا الخط الأحمر الذي يوجب ويستلزم اعتقال الكتّاب والمفكّرين والحكم عليهم بأشد العقوبات تجاوزاً على قانون العقوبات السوري ، فكيف إذن تمّ اعتقاله والحكم عليه ولماذا عومل بهذه المعاملة السيئة وحوكم وحكم بأقسى العقوبات متجاوزاً حكمه النصوص القانونية الواردة في قانون العقوبات السوري والتي اعتمدته المحكمة في المحاكمة
أعود للتساؤل هل الوشايات والأحقاد الشخصية من قبل أرباب المصالح الذين هم ضد أرباب الفكر كما سمّاهم عارف دليلة من خلال كتاباته داخل سجنه والذين تضرّرت مصالحهم نتيجة الكشف عن ارتكاباتهم بحق الوطن والشعب هي السبب في وصوله إلى ما وصل إليه ، فكانت تحرّكات أزلامهم داخل السلطة وداخل السجن لتقوم بخرق حق الخلوة في سجنه وإجراء تسجيلات مفبركة وتسليمها للمحكمة بعد القيام بمونتاجات عليها والتي تمّ تقديمها من قبل المحقق الذي ضربه داخل زنزانته الإنفرادية حتى أدماه ، هذا المحقّق الذي ثبت تورّطه في الفساد وانغماسه فيه حتى أذنيه وكان ذلك سبباً في صرفه من الخدمة ، فهل أقوال أو تحقيقات مثل هذا المحقّق الفاسد والمفسد يمكن أن يعوّل عليها في المحاكمة . وهل هذه التسجيلات والتي لا زالت مختومة ومغلقة في اضبارة المحكمة لم يستطع المتّهم ولا المحامون أن يضطلعوا عليها لتقديم دفوعهم بشأنها يمكن أن يكون فيها ما يمثّل تجاوزاً لهذا الخط الأحمر الذي يتكلّم عنه الدكتور عبد الرزاق عيد ، هنا أتساءل ؟ لماذا لم تفتح هذه التسجيلات في قاعة المحكمة وتناقش لبيان مدى صحتّها ولسماع دفاع المتّهم بشأنها والتي أصرّ عارف دليلة وخلال جلسات المحكمة على نشرها أمام الجميع لأنّه نفى كل ما جاء فيها جملة وتفصيلا ، ولماذا رفضت المحكمة طلب المتّهم والدفاع سماعها في قاعة المحكمة .
هل من المعقول أن يحاكم عارف دليلة غيابياً وعلى أقوال نسبت إليه من خلال أشرطة كاسيت مسجّلة داخل زنزانته خلافاً للقانون وخلافاً للحقيقة ويحكم عليه بهذه العقوبة الغير مسبوقة في تاريخ سوريا بسببها ، وهل قانون العقوبات السوري والصادر بمرسوم من قبل السيد رئيس الجمهورية يعاقب بمثل هذه العقوبة على مثل هذه الجريمة إن كانت ثابتة فعلاً ، فكيف إذا كانت غير واقعة حقيقة أو مشكوك فيها على الأقل ، وهل السيد الرئيس يرضى بمثل ذلك الحكم أم أن ّ من قاموا بذلك هم ملكيّون أكثر من الملك .
فهل خرق عارف دليلة حرمة المحرّم العالمي من خلال محاضراته ومداخلاته والتي استطاع عبد الرزاق عيد المحافظة عليه ، إنّني واثق بأنّه لم يخرق هذه الحرمة ، ومع ذلك سأبقى أبحث عن الجواب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: الشرط الأول بعد الحرب هو القضاء على حماس والقيام بذ


.. ما الرسائل التي أراد إسماعيل هنية إيصالها من خلال خطابه الأخ




.. سائق سيارة أجرة مصري يرفض أخذ أجرته من ركاب غزيين


.. أردوغان: إسرائيل ستضع أنظارها على تركيا إذا هزمت حماس




.. محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا وسط ظروف أوروبية معقدة