الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واتِّحاداااااه

الهيموت عبدالسلام

2018 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


ربما الألم الذي يعتصر العديد من الاتحاديين الذين ارتبطوا تنظيميا بحزب الاتحاد الاشتراكي هو نفس الألم الذي يعتصر العديد من المناضلين والمثقفين والمواطنين المستقلين وغير المستقلين على المآلات والمهاوي التي ينحدر لها يوما بعد يوم هذا الحزب.
ليس تشفياً ولا نكأً في جرح أوغل العديد في نكأه ولا نكاية في المسخ الذي أصاب هذا الحزب مع القيادة الحالية ،ببساطة لأن ضعف وإضعاف حزب بحجم الاتحاد الاشتراكي هو إضعاف لجميع القوى المناضلة و للشعب المغربي عموما المتطلع لمجتمع الكرامة والحرية والعدالة ،لذلك ومن الطبيعي أن ينصرف الاهتمام لهذا الحزب وليس للعديد من الأحزاب المخزنية والتي صُنعت صَنعا لخدمة أهداف معينة ومحاصرة أحزاب عانقت في مرحلة معينة هموم وقضايا الشعب المغربي ،وأنا أعرف أن اتحاديين كثيرين غسلوا أيديهم من هذا الحزب وأعرف آخرين سيزعجهم ما سأتناوله والبعض الآخر سيكيل لي ما تيسر من القذف والشتم وليطمئن الجميع أن الشأن الحزبي ليس شأنا داخليا بل هو شأن مجتمعي وأن الكتابة حول هذا الحزب يندرج في إطار الحُرقة والألم ويندرج في طابور المتشبثين بالأمل فيما تبقى من المناضلين الاتحاديين الذين لازالوا يصارعون هذا الإصرار الهمجي على قتل وإقبار حزب المهدي وعمر واكرينة والعديد من الشهداء.

مناسبة هذا القول
*إن من تابع حراكات الريف وجرادة وزاكورة ... وأخيرا المقاطعة الشعبية سيجد أن حزب الاتحاد الاشتراكي أكبر حزب تصدى لهذه الحراكات وللمقاطعة على خلاف الأحزاب المخزنية التي سلكت لعبة "تكوي وتبخ " أو تقتل وتذهب في جنازة القتيل ،الاتحاد الاشتراكي وقّع على البلاغ المشؤوم الذي اتهم حراك الريف بالانفصال وتلقي أموال من الخارج والعمالة للخارج والمس بوحدة الوطن ...هذا البلاغ الذي وقعه الاتحاد الاشتراكي لجانب أحزاب الأغلبية الحكومية شكل غطاء سياسيا للأحكام الجائرة والتي وصلت ل 20 سنة في حق ناصرالزفزافي ورفاقه الثلاثة.

* في شهر أكتوبر الماضي عرف صندوق تدبير معاشات البرلمانيين نفاذ احتياطاته الشيء الذي جعل هذا الصندوق غيرَ قادر على أداء مجموعة من المعاشات لفائدة البرلمانيين ،وقد اعتزم فريق العدالة إلغاء هذه المعاشات لأنها غير قانونية ورفضتْها معظم فئات الشعب المغربي -سيتراجع فريق حزب البيجيدي حاليا عن هذا الإلغاء وسيعمل على تعديله- الاتحاد الاشتراكي في شخص رئيس مجلس النواب "الحبيب المالكي" هو من عمل على استجداء "سعد الدين العثماني" رئيس الحكومة لضخ أموال لإنقاذ الصندوق وتمكين البرلمانيين من معاشاتهم ،بل ذهب "ادريس لشكر" الكاتب الوطني لهذا الحزب بعيدا إذ لوَّح بتفجير التحالف بل واللجوء للديوان الملكي إذا لم يتدخل رئيس الحكومة وإنقاذ هذا الصندوق .!!!

* مع انطلاق محاكمة مناضلي حراك الريف على خلفية مشاركتهم وتأطيرهم وقيادتهم لحراك شهد العالمُ أجمع على سلمية وعدالة وبساطة مطالبه ،في هذه المحاكمة سينتصب المحاميان الاتحاديان "عبدالكبير طبيح" و"ابراهيم الراشيدي" للدفاع عن الدولة وضد مناضلي هذا الحراك،بدفاع محاميَيْ الاتحاد الاشتراكي الذي نال في سنوات الرصاص القسطَ الأوفر من المحاكمات والاعتقالات والنفي والطرد ، يكون بذلك قد ساهم في هذه المجزرة القضائية التي انتقدتها جميع المنظمات الوطنية والدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان.

* في معمعان المقاطعة الشعبية التي أوجعت العديد من رموز الفساد والريع والاحتكار سيطرح "عبدالحميد فاتيحي" عضو الفريق الاشتراكي بمجلس النواب يوم 23 ماي الماضي سؤالا يطالب فيه وزيرَ الثقافة والاتصال والحكومة بالتدخل لمراقبة نشطاء الفايسبوك إذ اعتبر أن 80% من المغاربة يستعملون الفايسبوك في مسّ أعراض الناس ونشرالتفاهات ، نسي أن يشير القيادي الاتحادي إلى الدراسة الاستطلاعية التي استند إليها في نسبة 80% ونسي تضحيات حزبه في مجال حرية التعبير ودفاعه عنها ،ليس هذا وحسب فالقيادية الاتحادية "حنان رحاب" اعتبرت المقاطعين قطيعا نازعة عنهم حتى الصفة البشرية .

* ولأن المقاطعة طالت مهرجان موازين الذي يعتبره المغاربة تبذيرا للمال العام ومناسبة لتسويق ديمقراطية الواجهة وموسما للتغطية على الخصاص المُهول في جميع المجالات بما فيها مجال الثقافة والإبداع حيث تُعطى للفنانين العالمين الملايير بالعملة الصعبة في بلد تلد نساؤه في الطرقات ولا يجد التلاميذ مقعدا في المدرسة ،يخرج الكاتب الوطني لهذا الحزب في إحدى برامج قنوات الأولى ليصرح بأن مهرجان موازين مولود شرعي للاتحاد الاشتراكي.

* قد يقول قائل ليس غريبا على قيادة طردت من طردت وأدّبت من أدبت وهمشت من همشت خاصة المثقفين والمناضلين ،واحتكرت تسيير الجرائد والممتلكات ،وارتمت في أحضان التجمع الوطني للأحرار الضامن الحالي للمقعد الوزاري ...ليس غريبا أن تسارع القيادة الحالية بتخندقها ضد قضايا الشعب المغربي وبدفاعها المستميت عن الريع والاحتكار و"قبضة الدولة " لتمضي في سيرورة أن يتحول هذا الحزب إلى أحد الدكاكين السياسية التي تؤثث المشهد السياسي المغربي،وذلك ما لا يتمناه كل من يناضل ويساهم ويعمل على إقامة مجتمع الكرامة والحرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الكلفة الإنسانية التي تكبدتها غزة ولبنان بعد عام من الحرب


.. الانتخابات الرئاسية التونسية : مشاركة ضعيفة لنتيجة قياسية؟




.. إسرائيل: ما الذي تغير بعد السابع من أكتوبر؟ • فرانس 24


.. تونس: ما ردود الفعل الأولية على نتائج الانتخابات الرئاسية ؟




.. عام من الألم للأمهات في غزة وإسرائيل.. ونداء لإنهاء الحرب -ل