الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صرخة

آمال الشعبي

2018 / 7 / 4
الادب والفن


صرخة مؤقتة كقنبلة معدودة لصرخة دامية، خلقت أنا لأصنعها هي، لأقتل نفسي حينما يؤشرون لي بتصويب الهدف على نفسي، صراعي غير الصراعات، حيث تتشابك القبائل، و تحضر الأسلحة لتصوب على العدو ، أما أنا فقد صوبتها على نفسي، فسال دم الهزيمة يؤنبني و يتركني في حيرة، هل انتصرت لأنني كتمت ضجيج صراخ روحي أم هزمت لأنني قتلت نفسي بنفسي بلا أي رحمة أو شفقة معا؟
استيقظت بالليل، فالنهار عني دخيل و سجن نوره يؤرق أفكاري، و شمسه عدوتي تنازع الحقائق بذهني تجعلني أئن بصمت فاجع يؤلم مسمعي، يجعلني أخرج مكنوناتي نفسي أصيح بوجه العالم، أنادي الناس فيجيبونني بكوني أصبحت على الجنون أهوي لأتخذه مقرا و مستقرا لحالي، يخفون حقيقة وجودي بكذبة تقاليدهم، يرون الخطأ صحيحا، و لا وجود للخطأ بينهم، و بما أنهم اكتشفوا كوني خطأ قطعوا حبال صوتي الرنان بصوت مسخرتهم الدامية الخالصة من الذنب، فدفنت نفسي بين جدران كتبي، لعلها تستمع لندائي، فتنصت لوجعي، وجع احتوائي للواقع المر، للحقيقة التي يرونها مستحيلة، غلبت علي سلاسل قيودهم، أريد التحرر، لكن نفسي تؤيدهم ، فبما أنني من قريتهم، احكموا سيطرتهم علي ، باسم امتلاك هويتي ، التي لا أعرف حتى معنى أن لدي هوية، كوني فتاة، يجب أن أنصت لا أن أعبر، أن أكون كما يريدون لا كما أريد أن أكون، أبحث عن نفسي، فتخنقني يدي، أطلق صرخاتي، فتربت على عنقي محكمة، أستيقظ مغشية علي بين ظلال أرجلهم الطويلة و أيديهم التي لم و لن تنزل لمسك يدي الخائرة يرمونني بين أرجلهم، ككرة رخيصة بالية، لا تساوي قيمة غير كونها نقطة تتخلل عالمهم المزيف، فهل عالمي حقيقي إن كانوا هم مزيفين بأقنعتهم الماكرة؟ القمر صديقي يدعوني لاحتساء شاي، بينما هم في غفلة نومهم بشخير التكبر، نجلس معا فوق التل تحت العشب، أنتظر اكتماله بدرا ليأخذني معه بعيدا من هنا، هذه سنتي الأخيرة من عمري الكئيب، الذي كبل بلثام الصمت لأعوام، حتى عندما ولدت لم أصرخ سوى مرة في حياتي و لم يسمع صوتي بعدها حتى الآن، أكتم صرختي التي تهدد كيانهم، بل كياني في صراع نفسي أقوى من حروب العالم الكونية، حتى صرخة الكواكب و اندثار النجوم اجتازه صوتي المدفون بالآهات، فهل يسمعون ؟؟ ، الآن يا قمري و بعد طول انتظاري حان وقت قتل نفسي التي جعلوها بصفهم رغما عني و قيدت روحي بابتسامة الانقياد لهم، أواجه نفورهم رغم هزيمتي، فما يريدون مني هو اختفائي عن الوجود كذلك النجم الذي اندثر سأكون مثله و قبل اندثاري أنا سأترك أثري مثله، مثلك يا نجمي خذني معك يوم اكتمال القمر، سأصرخ، سأصرخ بأعلى صوت، لا أريد فقط أن يصل إلى مسامعهم بل إلى قلوبهم المحتجة، إلى عقولهم المبرمجة على أن تكون ضد الحق، إلى أرواحهم التي ستدفن روحي بعد صرختي …

الايمايل : [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد


.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد




.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا


.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس




.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام