الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يسبقى العراق اداة بيد الاخرين؟

عدنان جواد

2018 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


هل سيبقى العراق أداة بيد الآخرين؟
يبدو أن الطبقة السياسية باقية نفسها ، وان المرحلة القادمة ستكون نسخة من السابقة، فلا تطور اقتصادي ولا تجاري ولا صناعي ولا علمي ولا أدبي ولا فني ولا زراعي ولا صحي وبيئي ولا تعليمي ولا غيرها من الأمور التي تهم حياة الناس، وهؤلاء الساسة انعدمت الثقة بهم لأنهم لايعبرون عن إرادة الشعب وإنما إرادات دول يتبعونها، لأنهم حصروا أنفسهم بعقلية المعارضة وان العراق ليس وطنهم الأصلي وان بقائهم يتطلب الحصول على المزايا ومزيدا من القوانين التي تمنحهم الأموال تارة بالمعارضة السياسية فأصبح الجميع سجين سياسي ، وتارة أخرى بالخدمة الجهادية ، فكل تفكيرهم مصالحهم الشخصية والحزبية وتركهم حتى مجرد التفكير بمستقبل البلد ، فكل ما يقومون فيه هو بيع النفط ودفع الرواتب.
مع الأسف كان ولا يزال العراق أداة بيد الآخرين، فلم يكن قراره مستقلا، ويبدو انه موقف جميع دول العرب، فهي دائما تتبع القوي، وقد رأينا الحكومات في زمن الجمهوريات مرة للاتحاد السوفيتي ومرة أخرى لبريطانيا وبعدها الولايات المتحدة الأمريكية بعد افول بريطانيا العظمى، ومرة قومية ومرة شرقية ومرة غربية، تتلون حسب مصلحة الحاكم وليس مصلحة الأوطان لغياب الهوية الوطنية الواضحة، ودائما ما يتم اللعب بالنار ودمار الموارد وبذل الدماء من اجل أهداف كاذبة ، لقد شاهدنا ماذا فعل صدام بالحرب على إيران وإنها حرب العرب مع الفرس حتى انه سماها معركة القادسية، ولكن اكتشف انه مجرد منفذ أو أداة انتهى دورها، أراد أن يلعب دور اكبر من دوره تم تحجيمه والضغط عليه ليخلق منه عدوا للسلم العالمي بعد ان كان صديقا للدول العظمى، فعاد ليخسر ارض كان يحارب عشرات السنوات من اجل استعادتها سواء كان من إيران أو الكويت، وليس هذا فقط بل لم يحتفظ حتى بالسلطة التي كان يمني نفسه أن تبقى له ولعائلته.
اليوم يعاد السيناريو القديم ولكن بطله الجديد محمد بن سلمان بإسقاط النظام في إيران عبر بغداد، فهو يسعى لتدمير إيران عبر العراق بضخ الأموال واستغلال الحصار الاقتصادي الخانق على إيران، والوضع في العراق غير المستقر وانعدام التنمية والحاجة للأموال الخليجية والدعم الأمريكي، وصعود جهات سياسية لاتحبذ الوجود الإيراني في العراق، ووجود نفور شعبي من التدخل الإيراني في العراق وعدم سماحهم للصناعة والزراعة الوطنية بالنهوض عبر بعض أتباعهم، وفي المقابل تلعب تركيا والسعودية نفس الدور فهي دول مؤثرة في الوضع السياسي في العراق، لكن الاختلاف تغيير تركيا بموقفها من السعودية وأصبحت ضد سياستها والخلاف القطري السعودي وتواجد القوات التركية في قطر، وتكاد تكون مواقف تركيا وإيران متطابقة باستثناء بعض الجزئيات، إضافة استحالة تنفيذ هذا الأمر على ارض الواقع، فإيران نفوذها قوي في العراق وتمتلك إرادة سياسية وعسكرية فاعلة يصعب التخلص منها، والأمريكيون نفسهم مختلفون في قضية إسقاط النظام في إيران، فهامهم اليوم تخلوا عن هدفهم القديم باسقط الأسد قبل 7 سنوات، وكل ما يداعون فيه هو خروج القوات الإيرانية وحزب الله من سوريا، فترامب يسعى لسحب الثروات من المنطقة عبر خلق فزاعة إيران وارعاب قادة الخليج لبعض الوقت ، وأما المتشددون في السياسة الأمريكية فهم قلة تدفعهم ميولهم لإسرائيل وهم أيضا لايحبذون الحرب بل يدعون للتضييق والحصار الاقتصادي على ايران، وأما الآخرون الذين يمثلون السياسة الأمريكية موقفهم مشابه لموقف الاتحاد الأوربي في تعزيز الاتفاق النووي والحد من القوة الصاروخية وتهديد إسرائيل.
فيا ترى هل يعي ساستنا الوضع وإنهم مجرد أداة بيد الدول، وإنهم متى ما أرادوا أن يحترمهم شعبهم والدول الاخرى التي تستغلهم، عليهم أن يكون لهم موقف وطني يعبر عن مصالح مواطنيهم وليس مصالحهم ومصالح الدول الاخرى، فإيران صحيح إنها تعاني من حصار اقتصادي كبير لكنها اكبر بكثير مما يتصور المتشددون في السعودية ومن يسير في ركابهم من العراقيين ، وصحيح تم إسقاط النظام في ليبيا بتدخل الغرب والسعودية من جهة وقطر وتركيا من جهة أخرى، وتونس نفس الشيء ، ومصر لكن انتصر المحور الآخر باستمالة الجيش لصالحها ، لكن إيران ليس كما عندنا الحاكم يسرق شعبه بل الحاكم يخدم فهو يدخل السلطة ويخرج منها وهو بنفس السيارة وبنفس المنزل وبنفس الامتيازات التي كان يحصل عليها قبل الدخول إلى السلطة، لذلك تجد اغلب الشعب متمسك بقيادته ويتحمل الحصار ويبدع ويخترع ويطور ويتصدى لأعدائه ويستهدفهم في عقر دارهم ولديه هوية واضحة مستقلة عندما تتكلم عن إيران تتكلم عن المقاومة وعن فلسطين وعن الضعفاء في العالم، فالذهاب مع الأقوياء ليس دائما هو الطريق الصحيح ، فينبغي ان يكون ساسة العراق واضحين في طرح إرادة شعبهم وترك المجاملات ، وان عصر الأدوات لم يجدي نفعا فاليوم أما تكون أو لاتكون فكل شيء أصبح واضحا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا