الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فارِسُ الحُفْرَةِ....

ظمياء ملكشاهي

2018 / 7 / 7
الادب والفن


فارِسُ الحُفْرَةِ....
حَمَلَ رأْسهِ بَعْدَ الأعدامِ الأوْلِ,يُتَمْتِمُ وهو يَتَجَشَأُ دَمِهِ (كانَ الْحَبلُ قاسياً,هؤلاء السَفْلةَ).وَقَفَ على دْكَةِ المْغْتَسَلِ منتظراً طَقُوسَ الغُسْلِ بعدَ الميتِ الذْيْ أكملوا تَكْفينه بكثيرٍ من الوجلِ.قالَ الجسدُ مُطلقا ريحاً كريهة ..(يقرأونَ الآيات عليهِ..فهلْ منْ قارئٍ عليَ..؟؟؟)..ردَ الميتُ الأولِ وهو يُخرجُ منْ فمهِ القطن (كم أنتَ مِنَ الخاسرين!!)
أهتزَ الُمغْتسلُ بوقعِ أقدامٍ كثيرةٍ تسورتْ الجسدَ,وهي تُرتِل آية الصمتِ,تُدمدمُ الدمع مُختلطاً معَ العويلِ المُتَصاعد,فرَ الرأسُ يُدحرجُ نفسهِ هَلِعأً منْ هَوْلِ مارأى ألى أقربِ حفرةٍ ,تسورَ الحفرةِ أيضاً جموعٌ آخرين,حاملينَ أكفانهم المُضَمَخةِ بالكافورِ ,يَرمقونَ الرأس سائلين أياهُ (هلْ تَذكرنا؟؟)..ردَ الرأسُ منتفخَ الأوداجِ يكسوهُ قِتاماً بكثيرٍ منَ الأنكساِر (لا...لا...لا..) ردَ أحدهم وهوَ منْحَنياً الى الحفرةِ صارِخاً بالرأسِ(نحنُ همْ...الضحايا).تَشتتَ الصوابُ في الحفرةِ الآسنةِ وظلَ الرأسُ مُعتصراً خوائهِ,باحثاً عنْ جَسَده,يَسْتَنْقذه من الشَرَكِ,تراودهَ الرماح الضوئيةِ المُسجاةِ في ترتيبٍ, رؤوسِها متقِدَةٍ بنارٍ عظيمةٍ تُضيئُ هذا الليلِ الغاسقِ بالوجوهِ.تواصلُ القدومَ العظيمَ,حتى أكتسى الليلُ البهيمِ بلونِ أكفانِها الداميةِ.وصلَ الجسدُ الى حفرتهِ مُحتضناً رأسهِ ِفَزِعاً منَ الخيولِ المُطَهَمَةِ تقِفُ على تخومِ الحفرةِ ,تدكُ بِسَنابِكها أرجاءَ الحزنِ,ناظرةٍ بفوارسها ألى السماءِ المُدْلَهمةِ بالحكايا الغابرة,ِتَعْولُ الريحُ في جَنَباِتها,(بأيَ ذَنْبٍ قُتِلتْ؟؟؟).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??