الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة النظام في سورية

قصي حسن

2006 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


أين تكمن أزمة النظام السوري؟
قد يتبادر إلى الذهن أول ما يتبادر أن اغتيال الحريري وما أعقبه من تطورات هو وراء أزمة النظام السوري الخانقة التي يعيشها هذه الأيام ولكن الذي كان و ما زال يعيش في سوريا يعرف حق المعرفة أن الأزمة لدى هذا النظام ليست وليدة اليوم فقط فهي بعمر الحركة التصحيحية التي قادها الراحل حافظ الأسد إن لم نقل أنها بعمر انتهاء الحياة الديمقراطية التي كان يعيشها الشعب السوري بعد زوال الاحتلال الفرنسي عام أل 45 و التي كانت نتائجها الحكم العسكري و حكم الحزب الواحد الذي لا ينازعه أي حزب أخر و و لأن كان هذا النظام بقيادة حافظ الأسد قادرا على أن يتجاوز هذه الأزمة و يسوقها للناس على أنها صمود وتصدي وهي بالفعل كانت على المستوى الوطني والقومي كذلك فان التركة الثقيلة التي تركها حافظ الأسد لم تكن لتترك بشار الأسد يتفرد بالحكم و يدير سوريا بنفس الطريقة التي كان والده المرحوم يديرها فلان كان الوالد ديكتاتورا قادرا بحنكته ودهائه كما أجمع عليه جميع أو أغلب السياسيين الذين قابلوه قادرا أن يمسك العصا من الوسط و أن يجذبها إلى طرفه في الوقت المناسب فان حاول بشار الإنفكاك من التركة الثقيلة التي تركها له والده من موظفين مرتشين و قادة متكاسلين متآمرين على البلد و أمن البلد وشعب البلد قادة لا يهمهم من الدنيا إلا زيادة أرصدتهم في البنوك الغربية و السويسرية و لا يتطلعون أبدا الى خدمة الشعب السوري بأي شكل من الأشكال باختصار شديد نخر الفساد عظامهم كما يقولون . ولأن الرئيس الأسد كان داهية وكان هو من صنع هؤلاء لكي يتثنى له السيطرة الأبدية كما كان يعتقد فانه كان قادرا على كم الأفواه و إسكات المتطلعين إلى المزيد من السيطرة و السلطة و بالتالي كان قادرا على الجمع بين المتناقضين الأساسيين في الحياة السورية ألا وهما الموقف الوطني المتقدم على كل المواقف العربية و الفساد المالي و الاجتماعي و القانوني في داخل البلاد و الديكتاتورية الداخلية فبحجة الهجمة الإمبريالية الشرسة على سورية وعلى الشعب السوري الصامد كممت الأفواه و أقيل الناس من وظائفهم وحدثت الإعدامات و الاعتقالات المؤبدة و دخلت الأموال الى الحسابات في المصارف السويسرية وعندما توفي الرئيس ولم يكن قد استطاع إعداد ابنه بشار للرئاسة بالشكل الذي كان يرغب هو فيه فقد ترك ابنه في ورطة لا يحسد عليها فالذي كان مواليا للرئيس الأسد لسبب من الأسباب سابقة الذكر لم يعد مضطرا لأن يوالي بشار بل موت الرئيس أجج الأطماع لدى هذا وذاك من القادة اللذين كانوا يعتبرون أنفسهم عماد الحكم في سوري و الذين جلبهم الرئيس فقط لكي يكونوا في خدمة الرئيس الجديد بشار و لو كان بشار كما يقول و يطرب المطبلين له و لأبيه من قبله والذين لا يرجون من الدنيا سوى خدمة الأسياد "بأنه من دعاة الإصلاح" و محاربة الفساد لكان أول المنتقدين لسياسة أبيه السابقة و لكان أول ما فعله حقيقة هو محاكمة أبيه على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري أو ارتكبت تحت سمعه وبصره دون أن ينبت ببنت شفة و لكن الرئيس بشار بأن يعتبر نفسه امتدادا للنظام السابق فهو بكل صراحة امتداد للفساد والديكتاتورية و الانحطاط الأخلاقي في السياسة و هو بحكم التجربة القصيرة و عدم إعداده بالشكل المناسب غير قادرا على جمع المتناقضات لذلك ليس أمامه سوى الرحيل نهائيا عن السلطة وترك الشعب السوري يختار سياسته بنفسه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟


.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش




.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا


.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا




.. مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري| #عاج