الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاث سنوات بعد سقوط الصنم

جاسم هداد

2006 / 3 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مرت ثلاث سنوات على سقوط نظام البعث العراقي الفاشي ، وحال العراق من سئ الى أسوء ، فالتردي شامل وعام ، من الأمن الى الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطن ، والأقتصاد بلغ " الحضيض تقريبا" و" المذهبية تسود والميليشيات تسيطر على كثير من الأحياء في بغداد " ، و" فرق الموت" تصول وتجول رغم منع التجول المفروض .

وبعد ان اجترح شعبنا العراقي المآثر وتحدى قوى الأرهاب وزحف بالملايين لثلاث مرات نحو صناديق الأقتراع ، ففي المرة الأولى انتخب ممثليه للجمعية الوطنية الذين ناقشوا واهتموا بأول " مطلب جماهيري " ، هو رواتبهم ومساكنهم وحمايتهم . وفي المرة الثانية صوت على الدستور ، القانون الأعلى للبلاد وذلك من اجل ارساء نظام دستوري برلماني وليودع بيان رقم واحد ، وفي الثالثة انتخب ممثليه لمجلس النواب ، ورغم كل ما قيل عن هذه الأنتخابات ، فأن الجميع اقتنع بنتائجها املا بالأستقرار والأنتهاء من الحال " المؤقت " .

وبعد ثلاثة اشهر من انتهاء الأنتخابات لا زال طريق تشكيل الحكومة وعرا ، مليئا بالحفر والمنزلقات ، ويترافق ذلك مع التدهور في الوضع الأمني .

فخلال شهر " 22 شباط 2006 ـ 21 آذار 2006" قتل اكثر من ثلاثة آلاف عراقي في مختلف مدن العراق ، وحصة الأسد من نصيب بغداد ، حيث صار مشهدا يوميا اكتشاف الجثث لعراقيين تعرضوا للتعذيب قبل قتلهم سواء بإطلاق النار او شنقا .

والتطهير العرقي اخذ مظهر الظاهرة ، واعترفت الحكومة رسميا بنزوح آلاف العوائل خوفا من الأنتقام بسبب الأنتماء المذهبي ، وخصصت مبلغ " 500 مليون دينار " لمساعدة هذه العواءل المهجرة ، ووزارة المهجرين اصدرت بيانا اشارت فيه انها تقدم مساعدات عينية وغذائية لـ " 3075 عائلة " ، واللهم يعلم بعدد العوائل المهجرة والتي لم تكن ضمن احصاءات وزارة المهجرين .

والولايات المتحدة الأمريكية صاحبة مشروع " بناء الديمقراطية في العراق " يصرح وزير دفاعها بـ " نحن نحاول معرفة ماذا سنفعل اذا سقط العراق في دوامة حرب اهلية " ووزير دفاع بريطانيا يصرح هو الآخر بأن " الوضع الأمني في العراق خطير " ، ولم يقولا كيف يمكن ابعاد " دوامة الحرب الأهلية " او ازالة الخطر عن الوضع الأمني ، وهما اللاعبان الأساسيان في العراق ولهما التواجد العسكري الكبير ، وهما من قاما بغزو العراق وحلا جيشه وشرطته ، وهدما دولته ، ووعدا كثيرا بأن الديمقراطية ستسود العراق ، وزادا في ذلك ان اشعاعاتها سوف تنتقل لبلدان الشرق الأوسط .

اما السياسيون العراقيون فتصريحاتهم تحمل من التناقض مما يقبض القلب ويزيد الأسى ، فأحدهم يقول " اننا في حرب اهلية " ، ويرد عليه الثاني بأنه " لا يؤيد فكرة وجود حرب اهلية وشيكة " ، بينما ثالث يقول " العراق يشهد بدايات حرب اهلية " ، فيجيبه رابع بأن " الحرب الأهلية غير واردة " وذكر آخر بـ " وجود مخاوف من انتقال الأزمة من صراع سياسي الى قتال اهلي " .

ونود تذكير هؤلاء السياسيين بأنه رغم مرور ثلاث سنوات على اسقاط نظام البعث العراقي الفاشي ، فأن الصراع على بديل الكتاتورية لا زال محتدما وضارا ويحمل مخاطر جدية على الأستقرار والأمن ، ويهدد بشكل جدي الى اخذ الصراعات الطائفية الجارية الآن تحت الطاولة مديات اوسع وشكلا علنيا ، والذي يتطلب من قادة القوى السياسية ، الجلوس معا وسوية وطرح مستقبل العراق وشعبه على جدول عملهم وتغليبها على مصالحهم الحزبية الفئوية الضيقة ، فالتاريخ لا يرحم ، والشعب العراقي سوف يلعن كل من يتسبب في تأجيج الحرب الأهلية وضياع العراق كما لعن ويلعن صدام حسين .

وفي الأشهر الأخيرة فأن الناس " بطلوا من العنب ويريدون سلتهم" ، فالجميع ينادون بصوت عال ويطلبون الأمان ، وصار المواطن العراقي يتمنى امنية ان ينام ليلته بدون خوف او قلق على حياته .

فهل يكون السياسيون العراقيون بمستوى هموم ومحنة الشعب العراقي ، الأيام القادمة ستكشف ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا


.. طالبة تلاحق رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق وتطالبها بالاستقا




.. بايدن يقول إنه لن يزود إسرائيل بأسلحة لاجتياح رفح.. ما دلالة


.. الشرطة الفرنسية تحاصر مؤيدين لفلسطين في جامعة السوربون




.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت