الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقوبات الاميركية وتاثيراتها على الداخل الايراني

صافي الياسري

2018 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


العقوبات الاميركية وتاثيراتها على الداخل الايراني
صافي الياسري

بعد فشل استراتيجية اوباما واوربا بعامة القائمة على احتواء ايران بتنشيط حراك من يسمون انفسهم بالاصلاحيين في وجه الاصوليين واسقاط الشعب الايراني هذه اللعبة التي لا تختلف عن اللعبة الاميركية – الشرطي الطيب والشرطي العنيف – اتجهت اميركا تحت رئاسة ترامب الى وضع استراتيجية جديدة تقوم على محاصرة ايران الملالي لارغامها على الاستجابة للطلبات الاميركية القائمة على مبدأ تحسين سلوكها داخليا واقليميا ودوليا عبر دعم الانتفاضات الشعبية في الداخل لتحسين وضع حقوق الانسان وايقاف دعم الميليشيات الارهابية والدكتاتوريات الحليفة في منطقة الشرق الاوسط ورفع يد ايران الملالي عن حراك تغليب الصراع الطائفي على الصراع الوطني والطبقي السائد ،ما يعني الصدام مع شعوب المنطقة وفرض العقوبات المشددة التصاعدية على عموم اوجه النشاط الاقتصادي والمالي والاستثماري في ايران ،وياخذ المتخصصون في العلاقات الاستراتيجية الاميركية – الايرانية – على استراتيجية ترامب الجديدة هذه انها انما لا تختلف في جوهرها عن سياسة الاحتواء واستبدالها بسياسة تحسين السلوك ، بينما المطلوب هو سياسة تغيير النظام واشتراطاتها ،وفي رايي الشخصي ان سياسة ترامب في حقيقتها تهدف الى هذا المرمى وان تحسين سلوك ايران مجرد تغطية فلا اميركا تريده بحد ذاته ولو حسنت ايران فعلا سلوكها فانها لا تعود ايران التي نعرفها ،وستجد اميركا ايضا مطلبا ابعد من ذلك تضغط به ايران لاسقاط نظامها ،عبر تصعيد الضغط على اوضاع المعيشة العامة في ايران لتفجير انتفاضات اوسع واقوى ودعم العصيان المدني حتى اسقاط النظام ،كما ان هناك قناعة ان ايران الملالي لن تغير سلوكها ولن توقف تدخلاتها في الشؤون الداخلية لبلدان اقليم الشرق الاوسط ولن تكف عن دعمها الميليشيات ارهابية التي تريد اميركا طردها من المنطقة بعد محاصرتها ماليا لتسقط كورقة صفراء ذابلة في خريف النظام الايراني ،وذلك يدفع تماما الى القول ان اميركا بهذه العقوبات التي وصلت الى حد منع ايران من بيع نفوطها وعدم الحصول على اي مردود منها انما تعني وترمي واقعا الى اسقاط النظام وان بالية غير مباشرة ولا هجوم عسكري ، ودعم اميركا للمقاومة الايرانية في مؤتمرها السنوي العام الاخير الذي عقد مؤخرا بباريس وشاركت فيه شخصيات اميركية رفيعة المستوى من المحيطين بالرئيس الاميركي ومنفذي استراتيجيته بعصر الاغصان الايرانية حتى تذوى وتصفر وتسقط ،وتصريحات مستشار ترامب جاليانو بان الملالي لن يبقوا الى العام المقبل ،وبيان الوفد الاميركي المكون من 33 عضوا في مجلس الشيوخ والكونغرس من الحزبين بالعمل على تغيير النظام وتقديم البديل الديمقراطي –منظمة مجاهدي خلق – اكبر دليل واقعي على ان اميركا تريد وتعمل على اسقاط النظام وبدا ذلك واضحا ايضا في التناحر على موضوع اغلاق مضيق هرمز بين الطرفين من خلال نقل الصراع على النظام الى داخل ايران بدلا من احتدامه خارجها .

وفي مقال نشره الكاتب الالماني وسام الامين ما يعززهذا المذهب حيث كتب يقول :لم يخطىء المرشد السيد علي خامنئي ولا جنرالات ايران عندما أعلنوا في أكثر من مناسبة أن نفوذهم في لبنان والعراق والمعارك التي يخوضونها بالوكالة في سوريا واليمن وغيرها هي حروب وقائية كي لا تنتقل المعركة الى داخل الحدود الإيرانية.
ومع توجّه الولايات المتحدة الاميركية لتشديد العقوبات على إيران إلى حد حرمانها من صادرات النفط الخام بسبب تدخلاتها الخارجية، واذا اضفنا الى هذا التوجّه ما أعلنه ترامب بأنه يعمل جادا مع الروس على سحب القوات الايرانية وحلفائها من سوريا، مصحوبا بحصار سيضرب على قوات الحوثي في اليمن بعد السيطرة المتوقعة لقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من التحالف العربي على ميناء الحديدة، وهو ما سوف يجبر صنعاء لاحقا على الانصياع لشروط التفاوض وقبول الحل السلمي وانهاء النفوذ الحوثي الايراني، فان كل ذلك يشير الى ان الخوف الأكبر بدأ يتحقق والمعركة سوف تنتقل قريبا الى داخل ايران.
القادمون من ايران يتحدثون عن تذمّر وتحركات شعبية علنية لم يسبق لها مثيل بعد انخفاض العملة الى أكثر من نصف قيمتها مصحوبا هذا الانخفاض بغلاء لا طاقة للايرانيين المحدودي الدخل بغالبيتهم على احتماله، والتوقعات تشير الى ان الجمود الذي بدأ يسري في كافة القطاعات الاقتصادية بعد الاعلان الاميركي عن قرب فرض العقوبات النفطية سيكون له انعكاسات اقتصادية وسياسية وخيمة، وذلك مع ارتفاع الاصوات التي تحمل سياسة المرشد والحرس الثوري المسؤولية بسبب تدخلاتهم الخارجية في سوريا واليمن ولبنان وغيره، كما هتفت بذلك مظاهرات مشهد التي اندلعت نهاية العام الفائت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل العربية: قوات الدعم السريع تحاصر مدينة الفاشر السوداني


.. سفينة دعم بريطانية تتجه إلى غزة لبناء الرصيف البحري في القطا




.. استطلاعات الرأي تكشف: 47 في المئة من مؤيدي المرشح كينيدي يدع


.. مراسل العربية: الجيش الروسي يرسل ذخيرة متطورة وقنابل ذكية إل




.. الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال