الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثمالة ال نحن

نور نديم
(Nour Nadim)

2006 / 3 / 25
الادب والفن


تدخل لهذا المكان العارف إياهم ..
تبحث عنه في كل الأرجاء ..
وفي النهاية تجده مستلقياً على هذا الفراش ..
وعلى الطاولة المجاورة تنتظره نظارته الطبية في وداعة حتى يستيقظ
تنظر لهذا الشخص النائم ..
كم تعرفه ..
أحياناً تود لو تقضي ساعات في الاعتراف بما تحمله روحها له ..
وفي أحيان أخرى ترفض الإقرار حتى بهذا التشابه بينهما

لكنها تحمل هذا اليقين الخاص بهما
يقين المعرفة ..
يمكنها أن تتنبأ بما سيقول .. بنظرة عينيه ..
بالأحلام التي تؤرق ليله ..
آه .. كم يصيبها هذا اليقين بالبهجة
وفي نفس اللحظة يـُسرب إليها الخوف
ترتجف لمجرد التفكير في هذا الزمان الخارج عن السيطرة

وما أقسى يقين العارفين ..
أن تملك تلك القدرة على مواكبة من تحيا معه ..
أن تحيا داخل شجونه الخفية .. ولحظات جنونه ..
أن تكون هذا الجزء من ملامحه الجوانية الملامسة لنبض قلبه ..

تحافظ على ذاكرتها من العطب
تحتفظ في كل ركن فيها بلحظة من لحظاتهما
تلك اللحظات التي لا يقدر عليها سواهما ..
الممتلئة حتى الثمالة
ثمالة الاتحاد .. ثمالة الامتزاج .. ثمالة الـ نحن
واختيار للتورط معاً في هذا الخضم الخاص
بعيداً عن عالم العامة .. وحكايات الفضوليين التي لا تنتهي
يعرفان جيداً من هما .. ولحظاتهما

تتمنى لوهلة لو تختفي كل ساعات الكون
لو أن هذا المشهد تصيبه السرمدية
لكن أسيظل أجمل مشاهدهما ؟؟
أم أنهما مازالا قادران على صنع مشهد أجمل ..
يحمل ما يطلق عليه الفرنسيون chef-d’oeuvre أي عمل خالد

هل قلت لك من قبل إني كثيراً ما فكرت في مشهد النهاية ؟؟
هل تعرف كم يؤرقني ؟
أسيحمل لحظة تورط أخرى حادة .. عالية الصوت

على خشبة مسرح كيانه .. في هذا الركن البعيد عن الأعين
حيث تحيا بلا حواجز ولا شروط
غير هذا العهد الطازج أبداً
وأياديها المعقمة دوماً .. وتقديسها شديد الاتقان لطقوس خشبة مسرحه
تمارس طقس الإتحاد بولع خاص ..
تمارسه علناً داخل روحك
تلقي بملابسها بعيداً ..
تستلقي في هذا النور الدافيء
يلامس جسدها المنهك الرمال الندية
قلبها الصغير لم يعد يكفي
تخلع جسدها وتلقي به ..
لا يكفي هو الآخر جموحها الذي تصاعد حتى وصل للذروة

وفي وسط شرودها وهي تنظر إليه نائماً .. يفتح عينيه
يمد يده ليلامس نظارته .. يضعها على وجهه .. وينظر إليها

- لماذا تقفين هكذا ؟ ماذا بكِ ؟
- لا .. أبداً .. لقد جئت تواً وكنت أفكر فيما سأفعله لباقي اليوم
- تبدين متوهجة ..!

تبتسم .. وتنظر إليه متشككة
أقادر هو الآخر على قراءة ما كان يجول بخاطرها ؟
أكان نائماً فعلاً أم كان يرصدها مثلما كانت تفعل هي ؟

تقترب من الفراش .. تجلس بجواره
تمد يدها لتلامس ملامحه المحببة لأناملها
تقترب هامسة في أذنيه : أفتقدك جداً ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال