الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى طفلتي

مرام عطية

2018 / 7 / 8
الادب والفن


___أخذتُ إجازةً اليومَ من عملي الشَّاقِّ والمضني
لأتفرغَ لجمالكِ القمريِّ ، وأتفرَّدَ بروحكِ السَّماويةِ
لا تلوميني صغيرتي ، كنتُ بعيدةً عنكِ وأنتِ في مقلتيَّ ، سأخرجكِ الآن من بيادرِ حزني سنبلةً تنتظرُ الجنى، أسمعكَ أغنيةَ سوسنِ، ففي صقيعِ الأيامِ وتصحُّر الليالي لا يدفئني أو يروي عطشي إلاَّ غديرُ الفرحِ وضحكاتُ النرجسِ في عينيكِ الفيروزيتينِ .
يا قصيدةَ الوردِ ، كمْ أثناني التَّعبُ عن الاستمتاعِ بهمسكِ والإصغاءِ لموسيقاكِ الشجيةِ ! وكم أبعدتني همومُ الأدبِ عن شذاكِ ! كم منعتني معالجةُ قضايا الإنسانيةِ البائسةِ عن التَّلذذِ بمذاقِ ضحكتكِ السُّنونو ونبيذِ طيبكِ !! اعذريني بنيَّتي، إنَّ البحثَ في مدنِ الفكرِ نزيفٌ للمشاعرِ، و التنقلَ بين الإلهام والمجازِ أو الارتحالَ بينَ المعاني والصورِ رحلةٌ شاقةٌ ، تستنفذُ كلَّ مقدراتِ القلبِ والروحِ ،أغوصُ بحثاً عن لآلىء القوافي في محارِ أوردتي ، لأمنحكِ جزءاً يسيراً مماسلبوهُ منِّي ، أستخرجُ صابونِ الجمالِ ؛ لأغسلَ أدرانِ القبحِ الأنانيةِ والنفاقِ ، التي تلتصقُ بشراييني في أثناءِ عملي القابعِ في سجنٍ مظلمٍ ، لانافذةَ نورٍ تضيئهُ .
ياأميرتي ، إنَّ الغوصَ في خُلْجانِ الحياةِ للوصولِ إلى جزرٍ السَّلامِ الوثيرةِ الزمرُّدِ ، وممالكِ الجمالِ الآسرةِ التي تليقُ بعالمكِ الطفولي وأراجيحِ أحلامِكِ ، قد سرقَ كثيرا من جهدي و وقتي .
تعالي صغيرتي لانجومَ تضيءُ دروبَ ظلمتي سواكِ ، أيقنتُ أنَّني لن أصلحَ هذا العالمَ المعطوبَ ، ولن يكون بمقدوري تقويمَ اعوجاجَهُ وحدي ، يكفيهِ ماسلبهُ من يقظتي و نَضَارتي ، دعيني اليوم أعتني بخميلتي الجميلةِ ، أرويها من نميرِ فؤادي ، وأسرِّحُ أصابعي بين خصلاتٍ غرتهاِ ، أعبثُ بضفائرها الشقراء ؛ لأجدِّدَ العهدَ بالوفاء للجمالِ والأمومةِ

وأنتم ياأحبتي دعوا الطفولةَ تغزلُ لكم قمصانَ الجمالِ الواسعةَ ، فالثيابُ الحريريةُ التي لاتنسجها مغازلُ الطفولةِ قصيرةٌ أكمامها ، أضيقُ من ثقبِ إبرةٍ اتساعها ، لا فراشاتِ حبورٍ تحلِّقُ على صدرها ولا عصافيرَ تزيِّنُ خصرها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل