الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنسانيتي أصابع مُتّسوِلّة

سامي عبد العال

2018 / 7 / 9
الادب والفن


فجأة خرجت اليدُ من ظلامٍ،
مثل جنين يمزقُ غشاءً ملفوفاً به
أنامل تتسول القلوب
تتحسس النظرات
تتوجس خيفةً
لكنها تنبض بالقسوة
أضاءت الساحة
أهي وجه الحياة المارق بجوارنا؟
لماذا تخجلين يا جسدنا العاري؟
فلا تعبأ السماءُ،
والنجوم حارقة
تتدلى كقناديلٍ يلفظها الغمام
وحيث أقف على أظافر وجودي،
بدا أنَّها أصابع بكل الكلام
تتحدث بجميع الإشارات
لا تتوقف، لا تغفل، لا تنام
تشرخُ نبضاتُ عروقها الصمت
كأزيز الرصاص الضال
....................
هل من بقايا طعام؟
هل من شيءٍ لأهرب من الجوع؟
كقوى القدر المشئوم لم تكن سوى صرخةٍ
تنادي القادم
تستعطف الأشباح

**********

إنسانيتي...
ما الذي ألقاكِ دون مأوى؟
ألهذا المدى المدينة تغصُ بالأوهام
والجدران تتصنَّع الصمم
والنوافذ ظلام وراء ظلام
والسيارات تدوس الأعصاب
والبطون تخور بالهواء
والوجوه رخامية كبلاط السلطان
وأنت هائمة... واهنة...،
تترجين ياعزيزتي قلوباً بلا قلوبٍ
لماذا تتخيلين أنَّ هناك أملاً ؟
دوماً المباني تطأ الظنون
العقول تسكن القبور
بينما يصلي السلطان في دولتك
كثور داخل صومعه
لم يأبه بشعبه ولو لحظة
يتفُل إليك موائد الخُطب
والحكايات تخرجه مظفرَّاً
رغم كونِّه لم يخضْ معركةً واحدةً
لم يبتَّعد عن ردهات قصره
لم يطرق مرةً أبوابَ المستقبل
الجماجم تتحرك حوله
وهو يبصق المواعظ والحكم

**********

إنسانيتي....
الهامات فارغة كسيقان القصب الأجوف
تترنح مع الريح
لتعلمِ: أنه لن يمنحكِ أحدٌ
وإنْ نظر إليك
لن يرى....
إنَّ أمامك جثثاً
لكنها تتحرك بأثر الموت
كتلُّ من اللامبالاة
أتدرين يا حبيبتي أنَّ الناس ناس
يحتاجون إلى خرافات
لا يشبعون من الحكايات
يرتعون كالجراء الصغيرة
تحدوهم عصا الراعي
حتى إلى النهايات

**********

إنسانيتي....
أنتِ قدر المدينة
أنتِ ظل الحياة
أنتِ وهم الحرية
أنتِ غسق الصولجان
لو يعلم السلطان كيف أنت
لوضعك على راحتيه!!
...............
دون إبطاء اعقدِ ورود الكون على جبينك
ضَّعِ النجوم بين خصلاتك الطائرة
لا تنظري إلى أسفل
فالقمر يود أنْ يسكن عينيك
نسمات الليل توقظ جفونك
على أجراس الحياة الهادرة
غنِ أغاني السعادة
فالإنسان قد ينبت داخلنا
قد يحطم هياكل الجحيم الباقية

**********

إنسانيتي....
حين سألتك ما اسمكِ؟
قلتِ: مَلَّكْ...
ثم كررتُ السؤالَّ
قلتِ: مَلَّكْ...
يا لهذه السخرية
أتدرين أنَّ مَلَّكاً من المُلك
بينما أنت لا تملكين شيئاً...
رغم أنك تتسولين إلاَّ أنكِ مَلَّكٌ
أنتِ مَلِّكٌ... مَلَّكٌ... مَلاكٌ
حتماً ستأتي إليك الحياةُ
تريد تقبيل جبينك....
فالبراءة يا حبيبتي لا تأتي بغتة
كيف أعيدك إليَّ... كيف أمنحك إلينا
فكلُّ ما دون البراءة هلاكٌ...هلاكٌ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب