الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل من جدية في تهديدات ايران باغلاق مضيق هرمز ؟؟

صافي الياسري

2018 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


اثر القرار الاميركي بتصفير واردات ايران من النفط ثارت ثائرة روحاني ليبدأ مسلسل التهديدات التي اعتدنا سماعها من ملالي ايران كلما حاصرتهم قضية او اشتدت عليهم ازمة ،وتهديد روحاني هنا قائم على ان اغلاق الطرق بوجه بيع النفط الايراني يعني ايضا اغلاق الطرق بوجه بيع دول المنطقة نفطها في اشارة الى اغلاق مضيق هرمز بوجه ناقلات نفط دول الخليج ،وعلى طريقة – اللهم علي وعلى اعدائي – المضيق للجميع او ليس لاحد –وتبعه سليماني في رسالته التي امتدح بها تصريحات روحاني وقال انه وقواته على استعداد لتنفيذ الاوامر اي اغلاق المضيق فعلا كما تبعه زعيم الحرس الثوري جعفري على نفس المنوال ،والسؤال هنا هل ان ايران جادة في تهديداتها بالاغلاق المضيق ومنع مرور ناقلات النفط من دول الخليج والسعودية الى العالم ؟؟
تقول التقارير الاعلامية التي تداولتها وكالات الانباء ووسائل الاعلام والمدونات والميديا الاجتماعية ،ان هذه التهديدات ليست اكثر من خدعة لاجدية فيها مع انها ما زالت تثير تساؤلات عن مدى جديتها، في ظل تصعيد متبادل بين الإدارة الأمريكية ومسؤولين إيرانيين، على خلفية دعوة واشنطن لحلفائها بوقف استيراد النفط الإيراني وفرض عقوبات على طهران، ودعوات إيرانية مقابلة بالصمود وتهديد بالرد.
وجاءت أحدث ردود طهران على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، الخميس 5 يوليو/ تموز، إذ قال إن "قواته على استعداد لإغلاق مضيق هرمز، حال عدم تمكن إيران من بيع نفطها بسبب الضغوط الأمريكية". وأضاف جعفري: "سوف نجعل العدو يفهم إما أن يتمكن الجميع من استخدام مضيق هرمز أو لن يستخدمه أحد".
وتأتي تصريحات جعفري بعد أيام من حديث للرئيس الإيراني، حسن روحاني، مع الجالية الإيرانية في سويسرا قال فيه: "الأمريكيون يدَّعون أنهم يريدون وقف صادرات نفط إيران كليا، لكنهم لا يفهمون معنى هذا الكلام، لأنه لا معنى لتصدير نفط المنطقة حال عدم تمكن إيران من تصدير نفطها".
ويأتي هذا التصعيد بعد دعوات واشنطن إلى وقف استيراد النفط الإيراني لوضع مزيد من الضغوط على النظام الإيراني. وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أعلن، في مايو/ أيار 2018، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، الموقع عام 2015، وفرض عقوبات اقتصادية جديدة على طهران. فما إمكانية إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز؟
"إيران لا تسعى إلى مواجهة"**
في حديث مع بي بي سي عربي، يقول الدكتور هادي أفقهي، الدبلوماسي الإيراني والخبير في شؤون الشرق الأوسط، إن "حديث الرئيس روحاني وتهديداته بإغلاق مضيق هرمز هو حديث افتراضي ومشروط بمنع إيران فعليا من تصدير نفطها كليا".
ويضيف أفقهي أن "تصريحات روحاني جاءت ردا على دعوات أمريكية بإيصال صادرات نفط إيران إلى نقطة صفر". ويزيد أفقهي "هناك دول مثل تركيا والصين وروسيا والهند أعلنت فعليا عدم انصياعها لدعوات مقاطعة النفط الإيراني، مما يفرغ التهديدات الأمريكية من مضمونها".
ويرى أفقهي أنه "عمليا سهل جدا إغلاق مضيق هرمز، لكن الصعوبة تكمن في اتخاذ القرار، إذ يجب أن يكون هناك مبرر قوي لهذه الخطوة". ويستطرد أفقهي معتقدا أن "إيران ستقدم على خطوة إغلاق مضيق هرمز حال استخدام الولايات المتحدة للقوة العسكرية لمنع صادرات النفط الإيراني".
وأخيرا يؤكد الدبلوماسي الإيراني أن "طهران لا تسعى للمواجهة وأن الطرف الآخر لا يسعى إليها أيضا".
"تهديدات إيران تنبع من خوف وهلع يعيشه نظامها"**
وفي حديث آخر مع بي بي سي عربي، يقول الدكتور محمد سرور الصبان، المستشار الاقتصادي والنفطي السعودي، إن "إيران تحاول إخافة المجتمع الدولي عبر هذه التصريحات، وهذه ليست المرة الأولى التي تهدد فيها إيران بإغلاق مضيق هرمز، وهي تعلم جيدا أنها لن تستطيع القيام بذلك، وأن المجتمع الدولي بأكمله سيقف ضدها".
ويضيف الصبان أن ما تردده إيران ينبع من "خوف وهلع يعيشه نظامها، فهي تتخبط سياسيا، وبدلا من أن تقوم بمفاوضات مع دول الخليج، تلجأ إلى أساليب مراهقة سياسية".
ويعتقد الصبان أن "الدول والشركات التي أعلنت استمرارها في شراء النفط الإيراني ستتراجع عندما تجد الولايات المتحدة جادة في فرض عقوبات اقتصادية عليها".
وأخيرا يرى الصبان أن "السعودية تملك احتياطي نفط يتجاوز 260 بليون برميل، مما يمكنها من الاستمرار على طاقتها الإنتاجية الحالية لحولي 80 عاما، وهي قادرة على تعويض أي عجز ناتج عن إيقاف صادرات النفط الإيراني".
ويقع مضيق هرمز في جنوب الخليج، ويحده من الشمال إيران ومن الجنوب سلطنة عمان.
ويمر حوالي 40 في المئة من الإنتاج العالمي للنفط عبر مضيق هرمز .كما تستخدم العديد من دول المنطقة المضيق كممر لتصدير إنتاجها النفطي وتعزيزا لما ذهبنا اليه من انه لا جدية لتهديدات ايران بشان المضيق ، وفي مقال نشره عام 2009 تحت عنوان "تكلفة وصعوبات إغلاق مضيق هرمز"، أكد الباحث ويليم د. أونيل، أن "إغلاق إيران للمضيق سيولد نتائج من شأنها تخفيض عائدات النفط الإيراني، وتضرر البنى التحتية الحساسة، وإضعاف القوات المسلحة الإيرانية".
وأشار إلى أنه يتعين على إيران من أجل إغلاق المضيق، أن تكلف غواصتين بالعمل المكثف لمدة أسبوع لزرع حوالي ألف لغم بعرض المضيق، لافتًا إلى أن الأمر غير ممكن بواسطة الغواصات لعدم عمق المياه بالشكل الكافي.
وأضاف في الشأن ذاته، أن زرع الألغام بواسطة السفن غير ممكن أيضًا، لسهولة اكتشافها خلال قيامها بالمهمة.
ويؤكد محللون أن إيران لا تمتلك اليوم المقومات التي تؤهلها لاستخدام القوى الجيوسياسية بالمنطقة، خاصة في وقت تحولت فيه العقوبات الاقتصادية إلى أزمة داخلية، ما يجعل طهران غير قادرة على الوقوف في وجه الولايات المتحدة، قياسًا بالتوترات السابقة بين الجانبين
وبالرغم من تهديد طهران بإغلاق مضيق هرمز خلال زيادة وتيرة التوترات مع الجانب الأميركي في فترات سابقة، إلا أنها لم تتخذ أية خطوات من شأنها توليد نتائج ثقيلة ضدها، سواء بموجب القوانين الدولية، أو موازين القوى العالمية.
ومع أن احتمال إغلاق إيران للمضيق يبدو ضعيفًا، إلا أنه قد يكون السبب في إحداث مشاكل هائلة لنظامها قد تُعجل بنهايته، مع انتشار مشاكل اجتماعية واقتصادية داخلية عديدة في أنحاء إيران، من قبيل ارتفاع الأسعار، والتضخم، والبطالة، والفساد، والجفاف، ونقص المياه.
وفي الوقت الذي قد يفضي فيه إغلاق إيران للمضيق إلى ارتفاع أسعار النفط لصالح السعودية، والإمارات، وروسيا، والولايات المتحدة، ستؤدي هذه الخطوة لإلحاق الضرر بالصين والدول الأوروبية.
أحد شرايين العالم لنقل النفط**
ويشير الخبراء إلى أن استمرار الجانب الإيراني في التدريبات والمناوشات مع عناصر البحرية الأميركية، منذ سنوات طويلة، عقب كل توتر في العلاقات بين طهران وواشنطن، ما هو إلا محاولة من إيران لإثبات سيطرتها على مضيق هرمز.
ويعتبر مضيق هرمز واحدًا من الشرايين الرئيسة حول العالم في نقل النفط، حيث يمر عبره نحو 80% من النفط السعودي، والعراقي، والإماراتي، والكويتي، في طريق التصدير إلى دول معروفة باعتمادها العالي على مصادر الطاقة مثل: الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية، والهند، وسنغافورة.
وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية
(EIA)
، فإن مضيق هرمز يعد المضيق الأول حول العالم من حيث كمية النفط التي تمر عبره، إذ بلغ معدل مرور النفط اليومي منه عام 2016، حوالي 18.5 مليون برميل، ما يشكل نحو 40% من تجارة النفط عبر البحار.
ويحيط بالمضيق من سواحله الشمالية إيران، ومن الجنوب سلطنة عمان، بينما يقع في أضيق منطقة بين خليجي البصرة وعمان، بعرض يبلغ حوالي 50 كم، في حين يبلغ عرض الممر الخاص بعبور سفن الشحن الثقيلة نحو 10 كم.
ويعد المضيق من جهة أخرى، النقطة الوحيدة التي تنفتح منها صادرات دول الخليج العربي وإيران من النفط إلى المحيط.
واكتسب المضيق أهمية إضافية، عقب فشل تشغيل خط أنابيب النفط السعودي، الذي أُنشئ كبديل لنقل النفط عام 1974، بالدرجة المرجوة.
وعبْر مضيق هرمز يمر أكثر من ثلث صادرات العالم من النفط التي تنقل عبر البحار يوميًا، ويربط المضيق الدول المنتجة للخام في الشرق الأوسط بالأسواق الرئيسة في مناطق آسيا والمحيط الهادي وأوروبا وأميركا الشمالية وغيرها.
ويعتبر النفط من أهم موارد إيران المالية، وتنتج نحو 3.8 مليون برميل من النفط الخام يوميًا، وتصل صادراتها منه إلى 2.3 مليون برميل يوميا.
وتعزيزا لعدم جدية ايران في تهديدها باغلاق المضيق التاكيد على عدم قدرتها على التنفيذ قال مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية الأمريكي "سترافور" إن إيران لا تملك القدرة على تنفيذ تهديدها بغلق مضيق هرمز ووقف تدفق 18 مليون برميل نفط تمر عبر المضيق يوميا.
وأشار المركز إلى أنه في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لفرض عقوبات جديدة على صادرات النفط الإيرانية، لجأت طهران إلى ورقة التهديد المألوفة، عبر التلويح باعتراض صادرات النفط التي تمر عبر المضيق الذي يفصل بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخري.
وقال المركز، في نشرة توقعاته الدورية التي أصدرها هذا الأسبوع، إن "إيران قد تلجأ فقط إلى الإقدام على مثل هذا العمل في حال اندلاع صراع عسكري واسع النطاق".
وخلاف هذا، يقول المركز إن نظام الملالي من المرجح أن يعاود القيام بأنشطة التحرش الاستفزازية التي اعتادها في الخليج العربي ضد السفن الأمريكية والإقليمية.
وأوضح المركز: "نعمل على رصد أي إشارات على استهداف إيران للبنية التحتية البحرية الخاصة بالنفط والغاز قرب المياه التي تدعي إيران سيادتها عليها".
وخلص المركز في تحليله إلى أن وقوع حوادث استفزازية منفصلة من الممكن أن يؤدي لمزيد من التصعيد في الخليج ، ولكن من غير المرجح أن تتعرض صادرات النفط القادمة من الشرق الأوسط لتهديد مستمر في هذه المرحلة جراء أعمال انتقامية من جانب إيران.
وكان رئيس النظام الإيراني حسن روحاني هدد بإغلاق مضيق هرمز خلال زيارته سويسرا الثلاثاء الماضي، ردا على العقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران ومحاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حظر صادرات إيران النفطية.
لكن وعقب رد المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات الأمريكية بأن "القوات الأمريكية وحلفاءها في المنطقة مستعدون لضمان حرية الحركة وتداول التجارة الحرة في مضيق هرمز بموجب القانون الدولي"، أجبر النظام الإيراني على التراجع عن هذه التصريحات، قائلا إنه "أسيء تفسيرها"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |