الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية للشعب الكردي في عيد الربيع والكفاح..

عزيز الحاج

2006 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


أية صدفة رائعة في أن يكون عيد الأمة الكردية هو نفسه يوم قدوم الربيع وازدهار الزرع النابض بدفق الحياة!
لم يكن ممكنا للشعب الكردي في العراق جعل عيده القومي عيدا وطنيا رسميا لكل العراقيين إلا بعد كفاح طويل، مخضب بالدم ورائع الصفحات.
واليوم، وقد انتقلت كردستان لتثبيت وترسيخ حقها الطبيعي والديمقراطي والإنساني في النظام الفيدرالي، الذي يجب أن تكون منجزاته وممارساته نموذجا لبقية العراقيين في العمل الديمقراطي والتقدم وحقوق المرأة والنزاهة، فإن من الواجب تقييم دور التحالف الكردستاني في العملية السياسية العراقية الجارية، التي تعمل لعرقلتها قوى الإرهاب الدموي، والطائفية المقيتة والمدمرة.
إن عيدنا المجيد يمر في أدق ظرف يمر به العراق منذ يوم التاسع من نيسان، يوم التحرير الخالد. إنه ظرف معقد ومتشابك في مواجهة تحديات ومخاطر إقليمية وداخلية كبرى. وبينما تسعى القوى المعادية للديمقراطية لتخريب المسيرة بكل الأساليب القذرة والدموية، فإن قوى الشعب الكردي وسائر القوى الديمقراطية والوطنية في العراق مدعوة للإسراع بوقف البوادر الأولى للمصادمات الطائفية، وأولا تشكيل حكومة ائتلاف وطني عريض قائم على المصالح المشتركة وبعيدا عن المحاصصات الضيقة والمنغلقة. وفي الحقيقة إنني مع تشكيل حكومة تكنوقراط وطنية قوية مؤقتة لمدة عام مثلا، تقوم القيادات السياسية بمتابعة خطواتها، ولحين الاتفاق العام بحل كل الخلافات المعلقة، وثم تشكيل الحكومة الائتلافية المنشودة. هذا مجرد تمني ليس مع الأسف واقعيا اليوم لأسباب نعرفها جميعا. وعلى كل، فإن الإسراع بتشكيل حكومة وطنية تمثيلية واسعة هو خطوة رئيسية مطلوبة لوقف بوادر الحرب الأهلية ولدحر قوى الإرهاب، وضمان الخدمات العامة، ووقف التدخلات الإقليمية المكشوفة للعيان، والتي باتت خطرا حقيقيا.
إن العالم يتطلع للوضع العراقي الصعب والمعقد بقلق من جانب محبي العراق وبتشف من أعداء الديمقراطية وكل الذين يواصلون التشنيع بحرب تحرير العراق، التحرير الذي ندين به للقوات متعددة الجنسية والتضحيات الأمريكية، دما ومالا. إن خروج العراق من المأزق الحالي سيكون ضربة قوية لا لقوى الإرهاب وحسب، بل ولبعض القوى الإقليمية التي تنشط ليل نهار لإدامة نزف الدم العراقي ولنشر الخراب، معتبرة الدم العراقي ورقة لتصفية خلافاتها مع المجتمع الدولي والخروج من العزلة.
إن مباحثات أمريكية مع إيران لا بأس بها، ولكن بشرط حضور كافة الأطراف الوطنية العراقية، وأن يكون الهدف الضغط لوقف التدخل المتعدد الرؤوس في الوضع الداخلي العراقي. أما من يريدون استخدام مباحثات كهذه للمساومة مع أميركا حول المشروع النووي العسكري، أي بثمن تكريس وتزكية التدخل الخارجي، فلا أعتقد أن الإدارة الأمريكية ستتجاوب معهم ولو قليلا. صحيح أن الرئيس بوش يواجه ضغوطا داخلية كبيرة ومتصاعدة، ولكن يخطئ من يتوهم أن ذلك سيجعله يقدم العراق هدية لغير العراقيين. كما أن الشعب العراقي كله لا يزال في حاجة ماسة لبقاء القوات الأمريكية لمواجهة الإرهاب ولسلامة الحدود وللمساعدة على تدريب قوات عراقية كفئة، يكون ولاؤها للعراق وليس لحزب أو طائفة ما.
إن تشكيل الحكومة الوطنية الموسعة، وتعديل الدستور، ولاسيما ما يخص إخضاع القوانين لأحكام الشريعة وما يخص حقوق المرأة، والسير بجد بخطوات حثيثة نحو بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي المدني واللبرالي، سيكون لا لصالح الشعب الكردي وكل العراقيين وحسب، بل وأيضا لشعوب المنطقة. كما سيكون اعترافا منا بالجميل الأمريكي وإعطاء الحرب على نظام صدام شرعية فوق شرعية.
في هذا اليوم العظيم، أتوجه لسيادة الأخ مام جلال رئيس الجمهورية ولسيادة الأخ مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان، ولمناضلي الحزبين، ولمجموع الشعب الكردي وقواه الوطنية والديمقراطية بأحر التحيات وأصدق التمنيات. وكل عيد وكردستان بخير والعراق بخير!
باريس في 21 آذار 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية بفرنسا.. ما مصير التحالف الرئاسي؟


.. بسبب عنف العصابات في بلادهم.. الهايتيون في ميامي الأمريكية ف




.. إدمان المخدرات.. لماذا تنتشر هذه الظاهرة بين الشباب، وكيف ال


.. أسباب غير متوقعة لفقدان الذاكرة والخرف والشيخوخة| #برنامج_ال




.. لإنقاذه من -الورطة-.. أسرة بايدن تحمل مستشاري الرئيس مسؤولية