الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سكوتُ المتلبِّسين بالدين عن خطر الغزاة... منهج مستمر.

محمد جابر الجنابي

2018 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



حُبُّ الأوطان من الايمان، وبه تعمر وتزدهر البلدان، ومن اللوازم الشرعية لهذا الحب، هو الدفاع عنها، والمحافظة على امنها واستقرارها، وبذل الجهد من أجل اعمارها وازدهارها، والوقوف بوجه المخاطر التي تهددها، وبذلك نطقت الشرائع السماوية، وأمرت به، حتى أنها جعلت الدفاع عن الوطن جهادا، والقتل في سبيله شهادة...
لكن هذه الرؤية والعقيدة الإسلامية، والغريزة الفطرية، غائبة تماما عن ذهنية ومواقف المتلبسين بالدين، فلا حرمة ولا قدسية ولا قيمة للوطن في عقيدتهم، وخيانته والتفريط به، أو عدم اعداد العدة لدرء المخاطر عنه، وتسليمه للغزاة بل انهم يتسابقون لتقديم الولاء والطاعة للمحتلين وتمكينهم من الأوطان، ديدنهم، وفي طليعة هؤلاء أئمة وخلفاء وسلاطين التيمية كما ينقل التاريخ عنهم...
ومن الشواهد على ذلك ما كشف عنه الاستاذ المعلم الصرخي في المحاضرة الثامنة والاربعين من بحث ( وقفات مع.... توحيد ابن تيمة الجسمي الاسطوري)، نقلا عن ابن العبري في تاريخه (مختصر الدول)، في سياق تحليله للأحداث التي تسببت في غزو المغول لبغداد، حيث اشار المحقق الصرخي الى أن ابن العبري يذكر سكوت أئمة التيمية عن خطر الغزاة !!!، فكان له عدة تعليقات منها:
«تعليق: أـ الدويدار والشرابي بأنفسِهما وتحت قيادتهما حصلتْ مواجهتان ‏عسكريتان مع المغول على تُخُوم وحدود بغداد، المعركة الأولى حصلتْ عند سامراء، ‏وقد انتصر فيها جيش بغداد، وبعدَ أشهرٍ وقعتْ المعركة الثانية في خانقين، وقد انكسر ‏فيها جيش بغداد، فعادوا منهزمين إلى بغداد، إضافة لذلك فقد نقلنا لكم مِن عدة مصادر ‏أنّ المغول تحرّكوا لغزو بغداد في زمن خلافة المستعصم نفسه في سنة (643هـ)، ‏فكيف يدّعي منهج ابن تيمية أنّ هؤلاء القادة يَجْهَلون قوة وخطر المغول ويَجْهَلون ‏طَمَعَهم ببغداد؟!! أو أنّهم قادة سفهاء أغبياء جهّال يعلموون بخطر المغول وطمعهم ‏ببغداد وخلافتها لكنّهم لم يستعدِّوا للمواجهة لها، بل سرّحوا العساكر، ففقدتْ بغداد ‏القوة العسكرية للمواجهة؟!!»، انتهى المقتبس.
ومن مفارقات- وما اكثرها- هؤلاء ونظرائهم من المتلبسين بالدين، انهم يرفعون شعار الدفاع عن المقدسات، ومحاربة المحتلين والغزاة والصليبين والغرب الكافر وغيرها من مفردات، ويتهمون غيرهم بالعمالة لهم، ويكفرون من يتعامل معهم، ويبيحون دمه وماله وعرضه وقد مارسوا تلك الجرائم عمليا، في حين ان تأريخهم ووواقعهم يكشف عن تبيعيتهم وانبطاحهم للمحتلين، والسكوت عن خطر عزوهم وعدم تحريك ساكن لتفادي ذلك الخطر، وتنفيذهم لمشاريعهم ومخططاتهم التي تستهدف الشعوب والأوطان، كما اسلفنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات