الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرة جديدة مع تشافيز: ثائر متجدد ومثلٌ على التجاوز والابداع

سعد الله مزرعاني

2006 / 3 / 25
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


كنت قد وعدت بعودة جديدة الى الزعيم الفنزويلي الثائر والظاهرة في أميركا اللاتينية ـ وربما في العالم ـ هوغو تشافيز. ذكرت بان هذا الرجل يزداد إحمراراً: أي ثورية وجذرية، وبعض المهاجرين العرب، هناك، يشبهه بجمال عبد الناصر.!

... ويكاد يكون امام تجربة جديدة. فليس ممكناً ولا طبيعياً تكرار التجربة السوفياتية او التجربة الكوبية، رغم العلاقة التي تزداد وثوقاً بين القائد الثوري الكوبي فيديل كاسترو وبين تشافيز.

...إنه أمام تجربة جديدة بالفعل، أخذاً بعين الاعتبار سقوط من وما سقط، والمخاض الحقيقي والمعاناة الكبيرة التي يعيشها من بقي.

ثمة في هموم واولويات الرجل عدة مسائل. بعضها ملح، والبعض الآخر أكثر الحاحاً:

- ثمة، في البداية، تحدي الحفاظ على سلطته في الانتخابات الرئاسية القادمة المقررة أواخر هذه السنة. نقول سلطته، لأن موقع الرئيس هو الموقع الأساسي في تجربة فنزويلا الراهنة، ولأن بقاء أو ذهاب تشافيز، هو مفتاح توطيد التجربة، أو إنهائها.

هذا هو الواقع الذي قد يبدو مؤسفاً الى حدٍ يعيد. ذلك أنه رغم وجود برلمان كله من المتعاونين مع الرئيس بسبب مقاطعة المعارضة للانتخابات التشريعية التي جرت في العام الماضي، فإن نقطة الثقل في السلطة وفي التجربة الثورية تكمن، حتى أشعار آخر، في دور الرئيس وشخصه، بالدرجة الأولى.

- ثم ثمة تحدي بناء البديل: البديل السياسي والاقتصادي والإجتماعي. يحاول الرئيس توطيد علاقته مع الاكثرية الشعبية، الشعبية جداً والفقيرة جداً، كما ذكرنا آنفاً. وهو في خطابه بمناسبة الذكرى السابعة لإنتخابه، أعلن قرارين: الأول التبكير(قبل الأول من ايار كما جرت العادة) برفع الأجور بنسبة 15 %. والثاني وهو جديد عموماً، ويتمثل في منح ربات البيوت صفة العاملات في القطاع العام، والمباشرة بإعطاء جزء منهن يساوي 200 الف ربة منزل، معاشاً تقاعدياً، لدورهن في بناء الاسرة والمحافظة عليها والتضحية من اجلها.

ويعوّل الرئيس على الاعلام. أي على كسر احتكار الاعلام من قبل المعارضة التي تكاد تستأثر بالمرئي والمسموع والمقروء منه (كما هو الحال عندنا قبل ان تصبح موالاة)

ولأن تشافيز يدمج ما بين التغيير في بلده والتغيير في كل القارة، فإنه باشر بإنشاء شركة تلفزيونية مشتركة. وقد عقدت هذه الشركة اتفاقاً مع قناة "الجزيرة" القطرية يجري بموجبه التعاون بين الشركتين. ومن الطريف ان نذكر بان الرئيس الفنزويلي على علاقة صداقة وطيدة مع أمير قطر. وهو لا يترك مناسبة الا ويستغلها من أجل اللقاء به، ومجال تعاونهما يشمل الغاز، وقد يمتد الى مجالات عديدة أخرى!

على من يعتمد الرئيس في الحفاظ على التجربة الثورية وتطويرها. هذه الأسئلة كانت موضع حوار عميق وقلق. وفي اللقاءين المطوّليَن مع قيادة الحزب الشيوعي الفنزويلي، حيث دار حوار شيِّق حول التجربة والمخاطر والحلول: "الديمقراطية الشعبية، هي التي نمر بها الأن بالمعنى العريض للكلمة: سياسياً وإقتصادياً وأمنياً. وقوى الثورة هي الرئيس والجيش (جزء منه) والبرلمان والجماهير الشعبية الفقيرة. حزب الرئيس أي "حزب الجمهورية الخامسة" خليط من القوى اليسارية والشخصيات الطامحة ذات الاتجاهات البورجوازية الليبرالية. الحزب الشيوعي طرف وشريك في السلطة وفي البرلمان، وهو يحاول أن يستعيد قواه ونشاطه في ظروف موآتية الأن بعد مرحلة إنقسام ووهم وهامشية. اللجان الشعبية التي هي قيد الإنشاء أداة للمشاركة الشعبية من جهة، ولتعويض ضعف حزب الرئيس والاحزاب التقدمية، من جهة أخرى. وظيفة اللجان الشعبية بالإضافة الى المشاركة في تنفيذ التوجهات، مراقبة العمل ومحاربة الفئوية والفساد والترهل.."

وتحدث أمين عام الحزب واعضاء المكتب السياسي والنواب، في لقائنا الثاني، عن المصاعب والتحديات الداخلية والخارجية. إنهم يدركون حجم التحول الثوري الذي تشكله الثورة البوليفارية في بلدهم وفي أميركا اللاتينية. ويدركون بالمقابل، أن هذه العملية ذات البعد العالمي، لن تمر دون مقاومة ضارية.

ميزتهم انهم بسطاء ويتحدثون بتواضع عن دورهم وعن مساهماتهم. وميزتهم ايضاً انهم جادون في البحث عن أساليب جديدة وطرائق جديدة للتحول وللتعبئة وللمشاركة. بينهم، وهذا لافت في العاصمة والمناطق، مناضلون عرب جديون: من لبنان، ومن سوريا خصوصاً، ومن فلسطين. وفي المعسكر المعادي ايضاً، ثمة العديد من هؤلاء. ورغم ان المتحدرين من أصل عربي لا يزيدون عن 5 % من مجمل سكان البلاد، الا أنهم مساهمون بارزون في حركتها ونهضتها ونشاطها في ميادين السياسية والتجارة والمعارضة والثورة...



ولنعد الى تشافيز: كيف ينظر الى بعض الأمور؟

قال القائد الفنزويلي، محدداً المنطلق، من ثم الهدف، والوسيلة، ولو بعبارات موجزة وبسيطة وعامة: "بالكاد سقط جدار برلين عام (89) وإنهار الاتحاد السوفياتي (عام 91)، وقامت نظرية الفكر الواحد ونهاية التاريخ وبدأ عهد العولمة النيولبرالية في العالم، حتى بدأ ينهض شعب فنزويلا للاحتجاج على أهداف الهيمنة النيوليبرالية المعولمة" (خطبة في لقاء تضامني في المنتدى الاجتماعي العالمي في بورتو اليغري عام 2003) ويضيف في نفس الخطاب: "في وقت لاحق نشأ نظام سياسي بديل ... (ثم) نشأت فكرة نظام اقتصادي بديل"... ويعلن مواصلاً أن فرحته كانت عظيمة عندما زار كوبا عام 1994، وهناك خاطبه كاسترو : "انتم في فنزويلا تسمون الكفاح من اجل الكرامة، والكفاح من اجل المساواة، بوليفارية ونحن هنا نسميه اشتراكية!". وكانت دهشته أكبر حين قال كاسترو، "سنكون على اتفاق معكم لو اطلقتم عليه اسم مسيحية ايضاً"!!

يمثل شافيز التعامل الابداعي في استنباط وسائل التعبئة الشعبية ضد الظلم والنهب والهيمنة. الشيوعيون يعترفون له بذلك: " لقد احسن استخدام التاريخ الثوري للشعب في عملية مواصلة واستنهاض راهنة مدهشة!".

تشافيز علامة مضيئة في تاريخ النضال الثوري في القارة التي كانت تعتبر حديقة خليفة للاحتكارات الأميركية.

حركته عملية تجديد حلم يؤكد مقولة الشهيد مهدي عامل: لا لم تنهزم بعد، ما دمت ترفض الاستسلام وتواصل المقاومة.

نختم هذه الأحاديث لنؤكد ام مايجري في أميركا اللاتينية هو أكبر بكثير من حجم بلد، بل ومن حجم قارة، ولذلك فإنه يستحق كل متابعة وعناية وتضامن!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإجراءات الدستورية في حال وفاة رئيس الجمهورية في إيران


.. بعد إعلان إيران موت الرئيس بحادث تحطم طائرة.. من هو إبراهيم




.. مصادر إيرانية تعلن وفاة الرئيس الإيراني بحادثة تحطم مروحية|


.. إيران تؤكد رسمياً وفاة رئيسي وعبد اللهيان.. في تحطم المروحية




.. إيران تودع رئيسها الثامن.. من هو إبراهيم رئيسي وكيف وصل إلى