الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفرين .... والمشهد الكردي المتكرر!

حمود حواري

2018 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


عفرين .... والمشهد الكردي المتكرر!
وكأنّه لم يحدث أي مفاجئ، ويبدو لكلّ مطلع للتاريخ الكردي أنّ ما حدث لعفرين تكرّر عشرات المرات. الموضوع برمته وانطلاقه ونهايته أشبه بما حدث في مهاباد مثلاً. عندما استغل الأكراد ضعف السلطة المركزية في طهران نتيجة الحرب العالمية الثانية ودخول القوات الأجنبية للبلاد فأعلنوا يدفعهم الحماس والأمل بتأسيس دولة خاصة بهم إلى إعلان جمهورية مهاباد. ولكن سرعان ما اتضحت الحقائق الدوليّة المرّة. وعقدت صفقات البترول واستنكف الروس عن دعمهم للجمهورية الناشئة ولربّما لم يعطوا بالأصل تلك الضمانات اللازمة. وهوت الجمهورية ليعدم مؤسسها القاضي محمد.
الخطأ يجر الخطأ.... هنا لسنا في صدد تحليل تلك الأسابيع الأخيرة وأهل عفرين يناهضون الاحتلال التركي والكتائب العاملة معه. وندخل في دوامة الأسئلة هل كان يجب فعل كذا أو كذا. بل السؤال الذي لابدّ منه ألم تحسب القيادات الكردية الحسبان لهذا اليوم منذ البداية؟ ألم تتوقع يوماً هذا الذي جرى؟ وفي حال كان متوقعاً ما الخطط التي كانت أعددتها لتدارك ذلك؟. يبدو أنه الحماس الكردي نفسه الذي دفع وحدات حماية الشعب لإعلان "دويلة عفرين" حكومة ووزارات. محاكم وسجون. جمارك وضرائب و... والحق يُقال ذلك الحماس أنتج في سنين وأشهر قليلة تجربة ليست بالكاملة ولكن أقلها تُحسد عليها/. ولنعود لسؤالنا, أكل ذلك في بقعة جغرافية صغيرة محاطة بأعداء شرسين وخاصة دولة كتركيا؟ ألم يتبادر للذهن وبعد كل ذلك؟ أجل إنّه ذلك الحماس والشغف الكردي ذاته لإيجاد مكان تحت الشمس.
وكانت النتيجة أيام جراد بشعة! وما زالت ....ما لفت النظر في معركة عفرين تلك الفوقية والعنجهية التركية المستمدة من قوتها الغير متكافئة مع الخصم, بدا الأمر وكأن ذلك الشخص المهووس بحب العظمة والسلطة أراد تعويض انكساراته المتتالية أمام الروس والأمريكان وغيرهم الذين لم يعيروه الاهتمام الذي كان يريد, بالهجوم الشرس على ذلك الشعب البسيط الشبه أعزل. فكان له ما أراد وكان لطائراته ودباباته وعسكره الاحتلال الكامل لمنطقة عفرين.
ما حزّ في النفس أنه استطاع تعميق "الحساسية العربية الكردية" عبر استخدامه لفصائل عربية في الهجوم على عفرين, والمؤلم في الموضوع أنّ القصة البشعة التي حدثت في عفرين كانت قد تكرّرت في كلّ أجزاء كردستان, ومع كلّ الانتفاضات الكرديّة تقريباً, ففي كل حركة كرديّة يتبع العثماني نفس الخطة, يتم قطع صلتها بالمناطق الأخرى, وتحضير قيادة كرديّة موالية بديلة, وقمع تلك الحركة بوحشية لا مثيل لها. مثلاً في عام 1836 مع مير محمد وقواته الذي قام بمقاومة بطولية أمام العثمانيين في رواندوز ليتكرر الفصل المأساوي مع حركة أمير بوطان بدرخان بك الذي قام بانتفاضته عام1840 ومع حركة يزدان شير التي بدأت من بتليس عام 1855 وفي انتفاضة كوجكيري عام1920 و.....كلها وبأجمعها تعرضت لنفس النهايات القاسية. دائماً تضحيات جسام وألوف مؤلفة من الشهداء ثمّ النهاية المؤسفة. مرّة أخرى يتعرض الكردي لذات الهجمة العثمانية الشرسة المجرمة التي تريد النيل من حقوقه بل تستهدف وجوده, وكلّ المؤشرات تؤكد وللأسف نجاحه. الشيء الوحيد الذي ربما يغير من المعادلة هو تغير التوافقات الدولية.
حمود حواري 13- 7- 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟