الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس دفاعاً عن ثورة 14 تموز 1958 المجيدة

وصفي أحمد

2018 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


لسنا نجافي الحقيقة إن قلنا أن ما جرى صبيحة الرابع عشر من تموز هو ثورة وليس انقلاباً عسكرياً . إذ أن الانقلاب مجرد تغيير في الوجوه من داخل الطبقة ـ أو الطبقات ـ المتصدية للحكم , في حين أن الثورة تحدث تغيراً جذرياً في البنية الفوقية للمجتمع . وهذا ما حدث في ظل عراق الجمهورية الأولى فقد تحول الحكم من تحالف الاقطاع والبرجوازية الكبيرة والفئات البيروقراطية التي كانت تحمي مصالحهما إلى تحالف الطبقة الوسطى وممثليها من الضباط وقيادات الأحزاب المتحالفة مع حركة الضباط الأحرار , وهذا سنحاول تسليط الضوء في مكان آخر من المقال , مع الطبقة العاملة وسائر الطبقات الكادحة ودليلنا على ذلك المظاهرات الجماهيرية الكبرى التي خرجت إلى الشوارع في بغداد وسائر المحافظات لتساند الثورة والوقوف منيعا أمام اجهاضها , سواء من قبل الامبريالية ومن تسنده من قوى الثورة المضادة .
أما لماذا جرى التغيير من قبل الجيش وليس من خلال صناديق الاقتراع أو عن طريق ثورة جماهيرية . من يقرأ تاريخ العهد الملكي يجد أن الخيار الأول كان مستحيلاً ودليلنا على ما نقول هو ما حدث بعد ظهور نتائج انتخابات 1954 , والتي وصفت بأنها أنزه انتخابات جرت إبان العهد الملكي , حيث تمكنت الجبهة الوطنية ( المشكلة من الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال وأنصار السلام وعدد من الشخصيات الديمقراطية المستقلة ) من الفوز بعدد ضئيل من المقاعد لكن ذلك لم يرق لنوري السعيد والوصي عبد الاله إذ قاما بحله قبل أن يعقد جلسته الأولى ـ في سابقة لم تحصل في أي من الدول الديمقراطية ـ ثم قامت الحكومة بإجراء انتخابات لمجلس نيابي معظم أعضاءه وصلوا إليه بالتزكية .
اما عن التغيير من خلال ثورة شعبية فهذا الاحتمال لم يكن يلوح في الأفق وذلك لعدم قدرة احزاب المعارضة ( العلنية منها والسرية ) على القيام بذلك بسبب ضعفها الناتج من شدة القمع الذي كانت تجده من قبل السلطة . لذلك من يرجع إلى بيانات جبهة الاتحاد الوطني ـ التي تشكلت سنة 1957 من قبل عدد من الأحزاب الوطنية ـ لن يجد أية اشارة إلى تغيير نظام الحكم .
لكن هذا لا يمنع من وجود تنسيق بين أحزاب الجبهة واللجنة العليا للضباط الأحرار , فالحزب الشيوعي كان على اتصال بعبد الكريم قاسم , وحزبي البعث والاستقلال كانا على تواصل مع عبد السلام عارف وعدد من الضباط من ذوي التوجهات القومية , لا بل أن عدد كبير من الضباط الذين ساهموا بإسقاط النظام كان لهم انتماءات في هذه الأحزاب ( خصوصاً الشيوعي والبعث ) .
أما بالنسبة لمقتل العائلة المالكة ( وهو بالتأكيد جريمة بكل المقاييس لا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال ) فلم تشر لا المصادر التي تصدت لدراسة تلك المرحلة ولا شهادات الضباط في اللجنة العليا للضباط الأحرار إلى أي اتفاق على هذا العمل . فقد اتفق الضباط في اجتماعاتهم على القاء القبض على الثلاثة الكبار ( نوري السعيد , وعبد الاله , والملك فيصل الثاني ) ومن ثم تقديم نوري وعبد الاله إلى المحكمة ومن ثم اعدامهما في حين يتم ابعاد الملك إلى خارج العراق , باستثناء عبد السلام عارف الذي قال : (( اقطع عرق وسيح دم )) ويعني بذلك اعدام الثلاثة وقد برر ذلك بسبب مخاوفه من تكرار ما حصل بعد فشل حركة 1941 من تنكيل بالضباط . وقد اعتذر عبد الكريم قاسم إلى ملك الأردن ( الحسين بن طلال ) عن مقتل ابن عمه فيصل الثاني وهذا ما أكده الدكتور محمد مظفر الأدهمي من خلال شاشة قناة الحرة عراق .
وعن الصراعات التي حصلت بعد الثورة , سواء بين قياداتها أو تلك التي حصلت بين القوى السياسية في الشارع , فهي صراعات طبيعية نابعة من طبيعة الطبقة الوسطى غير المتجانسة , اخرى ترجع إلى موروثنا الطبقي والاجتماعي .
لكن رغم ذلك , فقد حققت الثورة العديد من الانجازات على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وأهمها قانون رقم ( 80 ) الذي حرر 99 % من الأراضي النفطية العراقية من سيطرة شركات النفط الاحتكارية والذي وقعه عبد الكريم قاسم تحت قصف طائرات ودبابات انقلابيي شباط ( حسب ما رواه احد مرافقي الزعيم ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو