الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مايكل هارت والخالدون المائة

حمادي محمد أيمن

2018 / 7 / 13
الادب والفن


بينما أنا أتصفح موقع الفيسبوك ظهر أمامي منشور أحد الأصدقاء كان يتحدث فيه عن كتاب مائة من عظماء الإسلام غيروا مجرى التاريخ للكاتب الفلسطيني جهاد الترباني، ويقول بأن هذا الكتاب هو رد عن كتاب مايكل هارت الخالدون المائة أعظمهم محمد، ورغم أن هذا الأخير "اليهودي" أنصف الرسول محمد "ص"، وقال بأنه أعظمهم إلا أن لكتابه هذا جوانب سيئة، وكثيرة منها أنه وضع المجرمون مثل جنكيز خان وهتلر وغيرهم، ومن الجوانب السيئة أيضا وضعه لبعض المنتحرين كبوذا وغيره، وبعض المغالطات التاريخية كمن اكتشف القارة الأمريكية وغيرهم، فاستفزني منشوره هذا الصديق حيث أنه راح يتنقد الكتاب والكاتب معا، وأكثر من هذا أنه قال "اليهودي" فما دخل الكاتب بديانته؟ و أيضا، حين قال بأن للكتاب جوانب سيئة وهي ذكره للمجرمين، فقد تساءلت بيني وبين نفسي، هل يكون قرأ هذا الشخص الكتاب؟ وإن كان قرأه هل قرأ مقدمته؟ ففي المقدمة قال بأنه اختار على أساس الاختيار على أن يكون الشخص عميق الأثر ومهما كان أثره على البشرية طيبا أو خبيثا، فهو ذهب نحو الأثر الذي انطبع لدى الناس ولعبقرية الرجل.
ولنعد لموضوع ذكره للرسول على أنه أعظم شخصية ولماذا محمد وليس عيسى؟، فمايكل هارت هنا أبدع حقا، خرج بقراءة جديدة لسيرة الرسول "ص" في حين أننا اليوم أصبحنا نرى جلّ كتب السيرة لحياة الرسول تشبه بعضها بعضا، أما مايكل هارت فذهب نحو لب الموضوع برّر سبب اختياره وقال بأنه الرجل الوحيد على مرّ التاريخ نجح نجاحا مطلقا على المستوى الديني والدنيوي، ثمّ يأ كد أكثر على قوله السابق، فيقول بأن جلّ الذين اختارهم في كتابه هذا قد ولدوا في مراكز حضارية، ومن شعوب متحضرة في شتى المجالات، إلا هو محمد الوحيد الذي ولد في مكة في منطقة متخلفة من العالم القديم تدعى شبه الجزيرة العربية، بعيدا عن مراكز الثقافة والفن، والحضارة، وأن ما فعله والحضارة التي بناها محمد لم يفعله أحد على مرّ التاريخ، فقد وحّد بعض الشعوب التي كانت متفرقة، وهزم أكبر الإمبراطوريات، ثمّ برّر مرّة أخرى فقال رغم أن عدد المسيحين ضعف عدد المسلمين، إلا أنه أختار محمد عن عدّة أسباب أخرى، فقد كان للرسول ص دور كبير وخطير لنشر الإسلام وإرساء قواعده، في حين أن النبي عيسى كان مسؤولا عن المبادئ الأخلاقية في الدين المسيحي، لأن القديس بولس هو من ارسى أصول الشريعة المسيحية، وهو المسؤول عن كتابة الجزء الكبير مما جاء في كتب العهد الجديد، وكذلك أن القرءان الكريم نزل على محمد كاملا وسجلت آياته وهو ما يزال على قيد الحياة فكان في منتهى الدقة ولم يتغير حرف منه، وليس في المسيحية شيء من ذلك، فالرسول ص كان رجلا دنيويا ودينيا فهذا الامتزاج الديني والدنيوي هو الذي جعله يختار محمدا على رأس القائمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عبد الوهاب الدوكالي يحكي لصباح العربية عن قصة صداقته بالفنان


.. -مقابلة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ-.. بداية مشوار الفنان المغ




.. الفنان المغربي عبد الوهاب الدوكالي يتحدث عن الانتقادات التي


.. الفنان محمد خير الجراح ضيف صباح العربية




.. أفلام مهرجان سينما-فلسطين في باريس، تتناول قضايا الذاكرة وال