الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خالد الكيلاني يكتب : هل هناك حل ؟

خالد الكيلاني

2018 / 7 / 16
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


- هل مجتمعنا يمر بحالة من ضيق الأفق السياسي ؟
- نعم …
- هل مسئولونا مصابون بفقر في الخيال والفكر ؟
- نعم …
- هل نحن لدينا واحداً من أسوأ البرلمانات في تاريخ مصر الحديث ؟
- نعم …
- هل ضاقت مساحات حرية الرأي والفكر والصحافة في المجتمع ، واتسعت مساحات الخلاف والإختلاف ؟
- نعم …
- هل الظروف الإقتصادية للشعب المصري تسوء يومياً ، في ظل إدارة تفتقر للإرادة السياسية وروح الإبتكار ، وتعيد تبني سياسات رأسمالية متوحشة ، ثبت فشلها في كثير من المرات لدينا ؟
- نعم …
- هل نخبنا الثقافية والسياسية والإعلامية تفرغت لبث أو ترويج الشائعات وزيادة الإحتقان في المجتمع ، بدلاً من تقديم الحلول والبدائل ، والنقد البناء الذي يؤدي لحلول لكل المشاكل التي نعانيها ، ونقل تجارب مجتمعات ناجحة ؟
- نعم …
إذاً ما هو الحل لما نحن فيه وما نعانيه ؟ … وما هو العمل ؟
هل نيأس ونتحول إلى كائنات سوداوية تنتقد كل شيء ، وتشيع روح اليأس والإحباط ، بديلاً عن بث روح التفاؤل والمقاومة لدى البسطاء من الناس ؟
بالطبع لا …
الثورة الفرنسية العظيمة ظلت سنوات طويلة في حالة من الصراع والتخبط ، حتى استقرت على صيغة أصبحت ملهمة للعالم كله من بعدها ، لكن بعد أن قدم الشعب الفرنسي عشرات الآلاف من الضحايا على مدى أكثر من عقد ونصف من الزمان … على رأسهم قادة ومنظروا الثورة أنفسهم !!!
وظلت الدساتير في فرنسا تتغير وتُعدل حتى عصر حكم الچنرال ديجول في أواخر ستينيات القرن العشرين … بل إن الچنرال ديجول نفسه الذي أتى لحكم فرنسا بعد حوالي قرن ونصف من الثورة الفرنسية ، يُعد واحداً من الثوار المجددين الملهمين في تاريخ الثورة الفرنسية الممتد .
ونحن قمنا بثورتين في وقت وجيز لا يجاوز عامين ونصف فقط … وما زالت نتائج الثورتين لم تتحقق بعد ، لكنها لابد وأن تتحقق مع الصبر والإصرار .
- البرلمان السيء الذي نشكو منه لن يبقى وسوف يتغير ، والقوانين التي أصدرها أو تلك التي سوف يصدرها ليست قرآناً … ويمكن تغييرها والعدول عنها في أي وقت ، فالدساتير نفسها تتغير .
- الحكومة بطبعها مؤقتها ، والرئيس سيتغير بحكم الدستور بعد دورتين رئاسيتين … والباقي هو الشعب .
فالرهان دوماً على الشعوب … فماذا أنتم فاعلون مع هذا الشعب ؟
هل لاحظتم أن ضيق الأفق السياسي وتضييق مساحات حرية الرأي والتعبير ، بل والكُفر بفكرة الرأي والرأي الآخر ، والكراهية لأفكار مثل حرية الصحافة والإعلام ، والتعددية الحزبية ، وتداول السلطة هي مطالب شعبية ؟!!!
نعم والله … هي مطالب شعبية
فالشعب الآن قد كفر - وله الحق - بكل تلك الأفكار بعد أن رأى النتائج التي ترتبت على الإنتخابات الديمقراطية وتداول السلطة في الفترة من 11 فبراير 2011 حتى 30 يونيو 2013 … وترسخت تلك المشاعر بعد أن رأى بأم عينيه ماذا حدث له من إرهاب نتيجة أنه عدل عن رأيه الذي أبداه في الصناديق في إنتخابات يونيو 2012 … تلك الصناديق التي أتت له بجماعة إرهابية خائنة تتستر بالدين .
ونتيجة لحالة الإختطاف التي تعرض لها بعد ثورة يناير 2011 ، فقد كفر الشعب بكل ما نطمح له الآن من حرية وديمقراطية ، وأصبح الشعب هو الذي يرفض حرية الصحافة والإعلام والتعددية الحزبية ، ويرى أنهم ساهموا بشكل أو بآخر في كل الإرهاب والإفقار الذي يتعرض له منذ عام 2011 وحتى الآن .
ولكن …
مع الوقت ومع الوعي … سوف تعود الأمور لطبيعتها ، ويعود المجتمع لاعتناق الحرية والديمقراطية مرة أخرى ، بعد أن يطمئن على مستقبله المهدد بفعل جماعات الإسلام السياسي التي سوف يتلاشى أثرها وأثر ما فعلته في دول مجاورة لنا في القريب العاجل .
بشرط …
أن نحاول الخروج من المستنقع الذي أسقطنا فيه تجار الدين والوطنية ، وأن نرتفع ولو قليلاً عن القاع الذي اخترنا نحن السقوط فيه …
لنبدأ من الآن معركة الوعي والتغيير المجتمعي ، ونترفع عن المهاترات والخناقات التافهة على مواقع التواصل الإجتماعي وعلى الشاشات .
أسهل شيء هو ما نفعله الآن … نشجب ونرفض ونندد ، ثم نذهب لأسرتنا لننام قريري العين بعد أن يُهيئ لنا أننا إنتصرنا في معاركنا الصغيرة .
أما معركة الوعي الحقيقية وهي المعركة الأصعب والجهاد الأكبر … فما زلنا بعيدين عنها كثيراً
والله أعلم …








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام