الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُوعِدٌ في الظلامِ

سامي عبد العال

2018 / 7 / 18
الادب والفن


موعِد في الظلام



لنُحلِّق بعيداً، بعيداً
كطيور العشق
حيث الآفاق خارج حُويصلاتها
عصيةً على المضغ
مذاقها كطعم الألوان...
الآفاق لا تُؤكَّل ولا تُشرب
ولا تُستنشق...
ولا تُحس...
لكنها تخطف الأبصار
تنهش عُرى الدهشةِ
تحترق بأطيافها
سابحة في اللاشيء
طاعنة في الجنون
عائدة من حيث جاءت
إذن: من أين هي،
وكيف أتت؟
قيل إنها كانت عالقة بأرجل الطيور الجارحة،
بأهداب أجمل الجميلات،
بتجاعيد عجوز في جبال الروح،
بأظافر قاتل يمخر عباب الموت بمدن العولمة،
بآهات العاهرات وإشارتهن للزبائن،
بمواء القطط البرية فوق أشجار الغابات،
بحشائش شرسة تأكل الأدمغة فقط
...............................
................................

لِمَ لا نلتقط حبات الحياة ؟
والحال كهذا، ليس أقرب من النأي
دع الأشياء وارتمِ هنالك...
حروفاً على حجر سحري
ظلالاً عبر الغسق...
نحن كالأشباح التي ترحل
هذه التي تتيه
شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً
ساعية إلى مواسم الدفيء
الأنامل تختلط،
الضربات تختلج
الخفقات ترُوح وتجيء
كل الأحجار كتاب
كل الرمال جِينات
كل الوجوه دفاتر
الأشجار أقلام
الأيام أحبار
نبضات وأصوات
شرايين وكلمات
امتزجت الأشياء
لكن في بئر العالم
يحتاج الماء إلى دلو،
وحبالٍّ أطول من التاريخ،
لا يقوى العابر على سحبها
إنَّ الحرف طلاسم القادم
لننهض سوياً نحو الآتي
لا حدود لهذا الشوُق
الغمر دون ضفاف
...........................
...........................
متى ننتظر إذ يستحيل الانتظار؟
لا تختبر المروق من قوس الوجود
فالإحاطة به عجز
والعجز اكتمال
والاكتمال موت
والموت يقين
واليقين تلاشٍ
.....................
.....................
لقد غدت العتمة ناضجة
شهية كثمار التين البري
وأفواه المجهول باتساعها
تلعق الذاكرة
تبلل الحقائق
والليل يتسكَّع فوق جلودنا
يلتصق بهواجسنا
يخترق مسام الرهبة
يترك بصمات العابرين
مثلما يهمس النهار:
أتظن أنَّ العتمة شيءٌ ؟
بحرُ الحياة هي،
حيث يُقلع عبرها
المسافرون
البلهاء
الموتى
الفراغات
كن ضوءاً معلقاً بالنافذة
تحمله الريح
ربما ستكتشف عتمتك
شعاع يجثم بفِناء الوجود
خاصرة الزمن تضطرم بالحرية
لم تعد ضيقة على المشردين
فآثار الأظافر فوقها لا تنتهي
وأبجديات الرغبة لم تكتمل
والأضواء بقايا المصابيح العتيقة
فما أروع من نخر عظام المدينة
حيث ينفذ منها الهواء
يتسرب عبرها الماء
وتتولد الكائنات
ويتساقط الوقت كقطرات المطر فوق رؤوسنا
................................
................................
فلنكُّن بالموعد يا صديقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل


.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع




.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو


.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع




.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا