الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذعر يساور خامنئي تجاه ارتباط المقاومة العارمة بانتفاضة الشعب الإيراني

مهدی عقبائی

2018 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



تمكن خميني ووريثه خامنئي منذ سنوات ومن خلال قمع غير مسبوق يفوق التصور من إيجاد الفصل بين الحركة الرئيسية العامة أي منظمة مجاهدي خلق والقاعدة الشعبية والجماهير المناصرة لها مرغمين إياها على الهجرة إلى خارج البلاد، وفي الخارج أيضا تمكن من خلال استغلال الظروف الدولية المناسبة للمداهنة للتآمر في ولاية أوباما والأوروبيين للدخول في مقايضة معهم بدفع الأموال والثروات الباهظة للشعب الإيراني وعلى حساب فقر أبناء الشعب وبطالتهم والأزمات الاجتماعية الطاغية عليه مقابل إدراج منظمة مجاهدي خلق في قائمة المنظمات المحظورة فضلا عن تجريدها من أسلحتها في العراق والإقامة الجبرية في العراق وأشرف وليبرتي، غير أن هذه الإجراءات لم تكن مستدامة منذ البداية وإلى النهاية في التأريخ كما كان الحال لبقية الدكتاتوريات، لأن منظمة مجاهدي خلق تقدمت خطوة بخطوة وذلك بجهود مضنية ودؤوبة وثمن باهظ قدمته ودماء زكية لشهدائها الذين سقطوا في هذا الدرب محبطة مسلسل المؤامرات للرجعية والاستعمار حيث حطمت جميع الحواجز والعقبات وفي نهاية المطاف تمكنت وبفضل وعي قيادتها ومن خلال المضي قدما في إستراتيجية الانتفاضة أي ألف أشرف وألف معقل انتفاضة من الربط بين «الرأس» أي المنظمة القيادية بـ«الجسد» أي جماهير الشعب، الأمر الذي كان خامنئي ونظامه يخاف منه. ويعلم خامنئي أنه ومن أجل الحفاظ على نظامه في الوقت الذي نشاهد فيه استمرار الانتفاضة داخل إيران وهزيمة منيت بها سياسة المساومة على الصعيد الدولي، لا مناص له سوى التصفية الجسدية لقيادة مجاهدي خلق.
وفي الأول من أيلول/ سبتمبر 2013 وبعد فترة وجيزة بعد تحليف روحاني رئيسا للجمهورية في النظام، قامت قوات الحرس بهجوم مميت على مدينة أشرف المجردة من السلاح. وشنت عناصر قوات الحرس وعملاؤها هجوما همجيا على أشرف مما أدى إلى مقتل عدد من الأفراد العزل من أعضاء منظمة مجاهدي خلق واختطاف عدد منهم كرهائن. رغم أنهم لم يتمكنوا من إنجاز مهمتهم القاضية بتصفية جميع الأفراد الـ100 في أشرف ولكنهم حاولوا الإيحاء بأن الطرف الوحيد الذي يمثل إيران على الصعيد الدولي هو نظام ولاية الفقيه وليس إلا.
وكان النظام الإيراني يريد إزالة قضية البديل من على الطاولة في الجولة الجديدة من المفاوضات النووية التي أدت في النهاية إلى تجرع السم النووي.
ولكن منظمة مجاهدي خلق ومنذ تلك الفترة أي بعد أيلول/ سبتمبر 2013 أعلنت عن إستراتيجيتها الجديدة أي إقامة ألف أشرف داخل إيران مما يتمثل الآن في معاقل العصيان ومجالس المقاومة.
وبعد بداية الانتفاضة الإيرانية في كانون الأول/ ديسمبر 2017 وضع حوار الإصلاح والتحوّل والتغيير من الداخل في النظام إلى جانب وأبرز حوار الإسقاط نفسه بمثابة الحوار الغالب في داخل وخارج إيران.
ومنذ بداية الانتفاضة كانت أصابع النظام توجه إلى منظمة مجاهدي خلق حيث أعلن كل من خامنئي نفسه وبقية المسؤولين في النظام دون مجاملة أن منظمة مجاهدي خلق هي التي تنظم وتقود الانتفاضة. والظروف العاصفة التي تتمثل في استمرار الانتفاضات ارتفعت نبرتها جراء انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي كعنصر دولي.
وفي جميع الدراسات التي أجراها المجتمع الاستخباري للنظام منذ انتفاضة ديسمبر، لعبت منظمة مجاهدي خلق في كل من المواجهات في شارع باسداران وانتفاضة كازرون وبقية الحالات المماثلة دورا رئيسيا. ويحاول النظام ومن أجل الخروج من المأزق الحالي للحفاظ على الاتفاق النووي مع الأعضاء المتبقية فيه ليبقى عنده درع سياسة المساومة في أقل تقدير.
واستنتج المجتمع الاستخباري في النظام أنه ومن أجل اجتياز الأزمة يكمن الطريق الوحيد لتوجيه ضربة قاضية ضد قيادة مجاهدي خلق خارج البلاد أو فرض تضييقات رئيسية عليها على الأقل.
ويفكر كبار النظام في أنفسهم أنه وإذا ما تمكنوا من القضاء على البديل خارج البلد أي مجاهدي خلق على شكل تصفية جسدية، فيقدر على فرض نفسه للعالم كخيار وحيد للسيطرة على إيران وفي حالة عدم وجود أي بديل فعلي في العالم، فيضطر العالم فعلا إلى الرضوخ لخليفة المسلمين! في طهران بصفته حاكما لإيران.
وبهذا التحليل يرسل النظام فرق الاغتيال إلى أوروبا حيث لا يتنازلون عن تهديد قادة مجاهدي خلق بالقتل والاغتيال في مواقف تتخذ في النظام علنا. كما كان الحرسي شمخاني قد أكد أن مجاهدي خلق تتعرض لضربة من حيث لم تكن تتوقع. https://bit.ly/2L7Q0RG
وهدد حسام‌الدين آشنا مستشار روحاني ورئيس مركز الأبحاث الإستراتيجية والنائب السابق لوزير المخابرات في تغريدة عشية عقد المؤتمر العام للمقاومة الإيرانية في باريس، قيادة مجاهدي خلق بشكل علني معلنا ضمنيا أنهم يعملون على اغتيال قيادة مجاهدي خلق خارج البلاد.
وبعد هذا التهديد من خلال التغريدة على تويتر بعدة أيام، تم إلقاء القبض على فريق اغتيال في بلجيكا وشخص في فرنسا ودبلوماسي تابع للنظام في ألمانيا وهم كانوا في صدد ارتكاب المجزرة في مؤتمر مجاهدي خلق في باريس. فتم إحباط المؤامرة في يوم عقد المؤتمر جراء حالات إلقاء القبض.
وكان من المقرر أن تنفذ هذه العملية الإرهابية واغتيال أعضاء مجاهدي خلق على أعتاب زيارة روحاني إلى أوروبا. ولو نجحت الخطة، لأجرى روحاني لقاءه مع الأطراف الأوروبية بطريقة تم فيها القضاء على موضوع البديل أو تعرض لخسارة عظيمة على الأقل، غير أن الخطة منيت بالفشل.
وطالبت النسما النظام الإيراني بسحب الحصانة الدبلوماسية للمقبوض عليه. كما وعد روحاني خلال اجتماعه مع المستشار النمساوي بأنه سوف يتعامل من أجل إيضاح القضية.
وبينما ترتفع نبرة الانتفاضة داخل إيران وفي الوقت الذي تتجه سياسة المساومة على الصعيد الدولي نحو هزيمة حتمية يكمن الحل الوحيد لإنقاذ النظام من الإسقاط في إزالة البديل من المشهد. ويقوم النظام من أجل الوصول إلى هذا الهدف بأي عمل ولكنه يتعرض للخسارة في كل مرة حيث تجري الظروف على حساب النظام بشكل متزايد. وأثبتب إستراتيجية مجاهدي خلق مصداقيتها لحد الآن حيث تتقدم الآن تزامنا مع التطورات الدولية والإقليمية بشكل متسرع لتثبت مصداقيتها على أرض الواقع.
*عضو فی المجلس الوطنی للمقاومة‌ الإيرانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السفينة الأميركية -ساغامور- تحمل أولى شحنات المساعدات من قبر


.. #متداول.. مستوطنون يقطعون الطريق بالحجارة أمام شاحنات المساع




.. هل يعيق إسرائيل تقليص المساعدات العسكرية الأميركية؟محرر الشؤ


.. مسؤولان أميركيان لـ سي إن إن: توقف مؤقت- في مفاوضات وقف إطلا




.. حرب غزة.. بدائل اجتياح رفح | #الظهيرة