الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل شيء هادئ على البر الغربي للأحمر

عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

2018 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ذات يوم حذرنا السياسي الأول بنبرة حازمة جازمة وغير سياسية بالمرة من عدم كونه "سياسياً". لكن الواقع غير الكلام، يكذبه تماماً. سواء بالسياسة أو بغيرها من الوسائل، قد نجح السياسي الأول بالفعل من تهدئة وتسكين كل حراك سياسي، وغير سياسي، على البر الغربي للبحر الأحمر. هذا إنجاز سياسي بامتياز، بعد نجاحه في إبعاد أو تحييد كل الخصوم والمنافسين الفعليين والمحتملين، ليصبح هو اللاعب الواحد الأحد على البر الغربي. ثمة حلم يراوده، وهو يريد لحلمه، حلمه هو فقط، للبر الغربي أن يتحقق!

هذا السياسي الأوحد الخارق ليس ولن يكون هو الأول أو الأخير أو الفريد من نوعه كما قد يعتقد البعض. قد سبقه السياسي الأوحد المؤسس والملهم محمد علي باشا، كان حلمه أكبر وأوسع، وقدراته ومقدراته أعظم؛ رغم ذلك انقلب حلمه، في حياته، إلى نقمة عليه وعلى بلده بعدما تحالفت ضده القوى الغربية وسلبته كل مكتسباته، لتنتهي إمبراطورتيه المترامية الأطراف إلى حدود مملكة مصر والسودان فقط، فضلاً عن إذلاله بتحميله كافة نفقات تحقيق حلمه الجامح في شكل ديون وامتيازات للدول المنتصرة. ثم كانت وفاة ابنه وذراعه العسكري العبقري والباطش إبراهيم باشا في حياته ضربة قاصمة له، لينهي بقية حياته فيما يشبه الجنون والخبل. يرحمه الله!

بعد 1952، انتقل البر الغربي لحكم من نوع جديد، حكم الجنرالات أو الرتب العسكرية؛ وكان حلم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ليس بأقل من حلم محمد علي باشا. عبد الناصر ورفاقه الضباط الأحرار في 23 يوليو 1953 هم من وضعوا اللبنات التأسيسية لنظام الحكم والمجتمع المستمر بتعديلات وملاحق حتى اليوم في 23 يوليو 2018. ثمة اختلافات في الدرجة والظهور والخفاء بين أنظمة عبد الناصر والسادات وحسني مبارك، لكن هناك امتداد واستمرارية مؤكدة في الأسس الجوهرية: أغلب خيوط وأركان تنظيم الحكم والمجتمع تتلاقى في نهاية المطاف، علانية أو من تحت ستار معتم أو شفاف، في يد نخبة منتقاة بعناية وذات امتيازات واسعة من الرتب العسكرية. إذا كنا نبحث عن مفتاح البر الغربي، هو بالتأكد احتكار الضباط- لا أي أحد غيرهم- منذ 1952.

حلم الزعيم الخالد للبر الغربي لم يكن بدرجة خلوده هو نفسه ذكرى مدوية ومثيرة للجدل والنقاش حتى اليوم. زعيم ثورة التحرر من الاستعمار رأى بأم عينيه في حياته، جراء سياساته وحماقاته هو نفسه، ما يقرب من ثلث تراب وطنه تدوسه بيادات ألد أعدائه، الإسرائيليين. كان الزعيم قد ورث من سلفه نصف امبراطورية، ليورث هو خلفه نصف دولة. هل كان ذلك هو حلم الزعيم، أم هكذا انتهى به المآل رغم نبل الأماني الشخصية، المطلقة والمستبدة؟! هل مجرد القدرة على الحلم كافية لصواب الحلم في ذاته، وإمكانية تحقيقه؟! أين هي النقطة على حبل الخيال التي بعدها يتحول الحلم إلى وهم، ضرب من الشطط وجنون العظمة؟!

هؤلاء كانوا ساسة أوائل مطلقين، مستبدين، لم يفقدوا يوماً القدرة على تهدئة وتسكين كل حراك على البر الغربي، ولا على مفاجأة رعاياهم الهادئين، الساكنين، المطيعين والمهللين بين الفنية والأخرى بأحلام يقظة وردية، لتستحيل بعد فترة إلى واقع مأسوي أشد مرارة من الحنظل في حلق الجميع بلا استثناء. يرحمنا ويرحمكم الله من الساسة الأوائل العظماء وأحلامهم العظيمة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأوله آه
ركاش يناه ( 2018 / 7 / 21 - 18:13 )

الأوله آه
____

الأول كان البانى ، شرس بتاع طاخ طيخ
و التانى معجبانى ، قلب الشربات فسيخ
وم التالت يا رعبى يانى ، هَجَرنا للمريخ

و عجبى

....


2 - تعليق
على سالم ( 2018 / 7 / 22 - 06:37 )
عصابه العساكر الحراميه الجهله القاصرين عقليا والاغبياء القتله لايزالوا كابوس رهيب يجثم على جسد مصر منذ حدثت الثوره المشؤومه والى وقتنا الحالى , دمروها تماما , يخرب بيوتهم

اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب