الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا وراء بناء أكبر قنصلية أمريكية في أربيل

احمد حامد قادر

2018 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا وراء بناء أكبر قنصلية أمريكية في أربيل
تم في السادس من الشهر الجارى (تموز 2018) وضع حجر الأساس لأكبر قنصلية أمريكية على على النطاق العالمى في مدينة أربيل. كما دكرت (الشرق الأوسط في عددها الصادر في 7/7/2018 على مساحة (500) مائتى ألف متر مربع..
حضر الحفل رئيس حكومة اقليم كردستان – نيجرفان بارزانى والسفير الامريكى في بغداد. ولم يحضر أي ممثل عن الحكومة العراقية. وكأن (أربيل) ليست مدينة عراقية. وكأن إقليم كردستان قد انفصلت أو استقطعت عن العراق بقرار أمريكى!!
تعانى الدولة الامريكية الامرين من جراء الازمة الاقتصادية التي أصابتها و بقية الدول الرأسمالية منذ 2008. وهى تعمل جاهدة من أجل تخفيف معاناتها بكل الوسائل. وأينما وجدت الى ذلك سبيلا, فاتجهت الى منطقة الشرق الأوسط و الى تجزأة كل من (سوريا و العراق) الى دويلات تابعة لها. فأشعلت الحرب الدموية المدمرة في سوريا عام 2011 عن طريق الزمر المعارضة التي صفتها و مولتها باحتياجاتها!! ومن ثم عن طريف داعش. الحركة التي خلقتها لنفس الغرض. كما قالت (هيلارى كلنتن) : "نحن صنعناها و لكنها انقلبت علينا"!! الا ان التدخل روسيا و دعمها لحكومة الأسد قد أحبط المخطط المذكور. عليه يمكن التأكد بأن الغاية الأساسية من بناء هذه القنصلية العملاقة. هي بناء قاعدة اقتصادية عسكرية سياسية في هذه المنطقة الحساسة استراتيجيا و الغنية بثرواتها الطبيعية الهائلة من النفط و الغاز الطبيعى إضافة الى كونها سوقا تجاريا. فإقليم كردستان العراق يتوسط كل من (ايران, تركيا, سوريا, والعراق العربى ان صح التعبير) من جهة وهو قلب الحركة التحررية الكردية من جهة أخرى.
ان بناء هذه القاعدة الفريدة من نوعها في أربيل. يعنى بقاء و ترسيخ الوجود الامريكى في المنطقة. وتجزأه العراق على الطريقة الامريكية!!
فهى أضافة الى مهمتها الاقتصادية. ستعزز مخططاتها التآمرية ضد ايران و روسيا في نفس الوقت. ومراقبة تحركات (أوردوغان) الهادفة الى أعادة الإمبراطورية العثمانية في الشرق الأوسط. و تسوية تساوميه في سوريا مع روسيا وكذلك التدخل المباشر في شؤون الحركة الكردية في ايران!!
كانت الدولة الامريكية قد وقفت ضد عملية الاستفتاء (ريفراندم) التي أجرتها حكومة الإقليم في 25/9/2017. و ساندت الموقف المعادى للحكومة العراقية. و سكتت إزاء الهجمة الشرسة التي شنتها (الحشد الشعبى)(1) واحتلالها مدينتي كركوك و توزخورماتو و القصبات و القرى التابعة لهما حيث شردت عشرات الالاف من سكانها بعد أن دمرت منازلهم وفرهدت ممتلكاتهم و تعرض الباقى للإرهاب والعبث الهمجيين. وفرض حصار الاقتصادى على بقية مناطق الإقليم. و قطع الطريق الرئيسى بين كركوك و أربيل و ضواحيها الى يومنا هذا ... الخ.
هذا ما كان الموقف المعادى للأمريكان من الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردى. منذ سنة 975 حيث اتفق (صدام حسين) مع شاه ايران لخنق الثورة الكردية آنذاك وذلك بأشراف مباشر من الرئيس الامريكى (نيكسون). وفى كردستان من يتصور بأن أمريكا بأنشائها هذه القنصلية الضخمة تريد أن تصحح موقفها من المسألة الكردية. و ستدعم الكرد في العراق لأنشاء دولته المستقلة!!
هؤلاء هم الفئة الرأسمالية الكردية التي ارتبطت مصالحها مع المصالح الامريكية. أو الغربية منذ أن دخلت شركاتها المتعددة أراضى الإقليم بعد انتفاضة آذار 991. وحتى الآن فهى ترحب بهذا الوجود الامريكى و عواقبها!!
أم أكثرية الشعب الكردى الذين لم تتغير أحوالهم المعاشية والاجتماعية و الخدمية خلال ال(26) سنة الماضية الملاين من الفلاحين و الكسبة و المهنين و صغار التجار الذين ضاقت بهم الحياة.. الالاف الذين يلجئون الى الخارج إصرارا باستمرار. لا يدركون حقيقة استيلاء أكبر دولة امبريالية في العالم عاى بلادهم – وما ستنجم عن ذلك!!
يقال بان التاريخ يعيد نفسه بشكل آخر. فهل هذا الوجود الامريكى إعادة لحلف بغداد المركزى (سنتو) لسنة 955؟؟
وأخيرا هل سترضى القوى التحررية الكردية و أحزابها المتنفذة خاصة. بهذا الوجود الامريكى ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة