الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرافيش العراق ........ هل يقودون ثورتهم ؟!..... مقالة اولى

ثامر قلو

2018 / 7 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يتظاهر هذه الايام عشرات الالوف من المواطنين العراقيين في وسط العراق وجنوبه من أجل نيل بعض مطالبهم المشروعة , فالشرارة الاولى انطلقت من مدينة البصرة المغضوب عليها عبر الحكومات المتعاقية رغم اعتبارها أكبر وأهم مركز اقتصادي في العراق , وتنتج ابارها ما يقارب نصف الناتج العراقي من النفط فضلا عن كونها المنفذ العراقي الوحيد الذي يربط العراق بالتجارة العالمية عبر موانئها على الخليج العربي.... البصرة التي كانت يوما ملتقى اقتصادي للحضارات الشرقية ومركز التجارة العالمي الرئيسي في بدايات القرن الماضي يعاني مواطنوها ألما للحصول على نسب يسيرة من متطلبات الحياة ,فالى جانب التضور جوعا لا تتوفر ألكهرباء في ظل صيف قائظ تتجاوز الحرارة فيه الخمسين , أما المياه الصالحلة للشرب فهذه قصة يعيش المواطن البصراوي مأسيها عبر الزمان دون أن يرفل لمسؤول أو رئيس حكومة جفن للمحاولة في ايجاد علاج لها.
عندما يكون هناك جوع , نقص في الخدمات الضرورية للحياة فلا مناص من أن التظاهرات يقودها الحرافيش ,خصوصا في ظل انحسار وخفوت دور الاحزاب العمالية واليسارية المدافعة عن حقوقهم,,, فمن يكون هؤلاء؟
الحرافيش مصطلح اطلقه الكاتب العربي الكبير نجيب محفوظ في رواياته للتعريف بسذج القوم وعامته الذين تحركهم الضرورة احيانا , ويدفعهم الاخرون أو الاهواء المحيطة احيانا اخرى! في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي كان هوى هؤلاء الحرافيش يساريا , فقد كان يسوقهم الحزب الشيوعي في العراق في نضالاته الحياتية والسياسية , حتى التمكن من تفجير ثورة الرابع عشر من تموز 1958 التي تحين ذكراها الستين هذه الايام , فقد أنصهفهم , أو يكاد يكون القائد الوحيد الذي ينصف هذه الفئة من المواطنين , الزعيم عبد الكريم قاسم فقد أنشا لهم مدينة الثورة وانتشلهم من العيش في بيوت الصفيح , الى جانب العشرات من المنجزات من قبيل اصدار قوانين الاصلاح الزراعي واستحداث مجانية التعليم والرعاية الصحية وغيرها الكثير.
تتغيرالازمان ويتغير ولاءهم , فبعد أن كان يساريا , تحول دينيا بعد ثورة الخميني في ايران التي حدثت في العام 1979 , وصار منطقهم مختلفا يدور حول استحضار الخرافة في كل مناحي حياتهم , وأتذكر انتفاضتهم في العام 1991 التي اكتسحت اغلب محافظات الجنوب , فقد كانت الشعارات الدينية المرفوعة فيها كفيلة بوأدها والعزوف عن مناصرتها من قبل أغلبية كبيرة من الجماهير العراقية الواعية .
يتظاهر هؤلاء ضد من ؟ أليس هذا تساءلا مشروعا ... ينتخبون .. يتظاهرون .. ثم ينتخبون الاحزاب الدينية ذاتها دواليك دون التفكير مطلقا بأن التغيير نحو الافضل بحياتهم يتطلب انتخاب تيار لا يدور فكره وممارساته في الدورة الدينية المغلقة التي أدمنوا على انتخابها... الا تتفقون معي انهم الحرافيش؟! بالامس القريب طلب منهم الانتخاب مجددا , على أن يغيروا الوجوه المنتخبة , فتحقق لهم هذا التغيير , ولكن هل تغيير الوجوه بوجوه اخرى لاتختلف كثيرا في الكحالة يحل مشاكلهم ويوفر لهم التغيير المنشود !
اليوم يقود هؤلاء ثورتهم مرة أخرى التي تنطلق من البصرة وتمر عبر المحافظات الجنوبية الاخرى وصولا للعاصمة وقد تكبر وينظم لهم الغالبية من المواطنين وهم لا يختلفون كثيرا عن هؤلاء الحرافيش فماذا ستكون النتيجة ؟
ثورة أخرى لااشك لحظة , انها سوف تسلم لقوى مرئية وغير مرئية في ئان لاقامة دولة الولي الفقيه والاسباب الموجبة التي سوف يتعكز عليها متسلفوا وسارقوا جهود هؤلاء الحرافيش ,ابتعاد الساسة الدينيون عن روح الولاية وايغالهم في الفساد وهكذا ندور معهم دورات اخرى لاتنتهي !
ما العمل؟
هل نترك نحن النخب المثقفة والتيارات المدنية والعلمانية واليسارية هؤلاء الحرافيش ومعهم جياع الجنوب نتركهم خوفا من المصير السيء القادم الذي لا أشك لحظة من حتمية تحققه فالامثلة كثيرة انظر ثورة ابو زيد في تونس , فمن سرقها , وثورة الفيسبوك التي فجرها الشباب في مصر ومن سرقها في المرحلة الاولى ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب