الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة حكم ام أزمة ثقة أم أزمة اخلاق؟

عمار علي

2006 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


لقد مرت حوالي ثلاثة اشهر على أنتهاء ألانتخابات.و التي كان من المفترض ان تفضي نتائجها ,الى تشكيل حكومة جديدة بعد اسبوعين من الموعد ا المحدد لها دستوريا .ولم يتم تشكيل هذه الحكومة المبجلة.نتيجة صراع علني ومخزي.و ماراثون حوارت طويل لاينتهي بين الكتل المتصارعة.حول توزيع الغنيمة بين أمراء حرب الكراسي الضروس.
و تعطيل مقصود وغير مبرر لآلية الدستور الذي كتبته هذه الكتل, حول صلاحيات اقرتها ومن ثم أ نقضت عليها. متناسية ضجتها حول أهمية الدستور في أستقرار الحياة السياسية وسلامتها.
وبسبب مواقع اكتسبت بظل سياسة المحاصصة البغيضة,التي كرستها هذه الكتل... نعيش الان نتيجة هذا الصراع في فراغ حكومي ودستور عاطل. ولم نحصد سوى المزيد من العنف والتدمير.
أن هذه الكتل أصبحت موضوعيا معرقلة لاستمرار و استتباب العملية السياسية المتحركة ببطء شديد وحذر, وأستفحال خلافاتها العميقة حول المصالح الضيقة أدى الى تهيئة الميدان لقيام حرب اهلية. كادت تطيح بتماسك المجتمع الهش عبرتفجير ألاضرحة الشيعية في سامراء.و الذي زادت هذا الملف الدامي تعقيدا وعمقت الفجوة بين الطوائف.وأستفزت الشعور الطائفي الملتهب بسبب القتل المتبادل بين اطراف متطرفة تستند على فكرتكفيري اقصائي ومتخلف. لولا تدخل بعض الاتجاهات العقلانية في وقف هذا الأنفجار . بعيدا الحكومة التي لم يكن لها دورا مؤثرا في هذه الازمة... و سيبقى هذا الفعل جمرة تستعر تحت الرماد الطائفي لتفجير الوضع لاحقا .
اذا لم تسرع القوى المتحكمة بالبلاد الى تشكيل حكومة تحت اي مسمى كان,وأيجاد حلول سريعة لهذاالفصل المؤلم والقاسي . سيزداد الوضع تعقيدا .وسنقف فعلا في لجة حرب طاحنة وأزمات لاتنتهي . و نزيف دم تغرق البلاد في طوفانه المدمر.
ان جوهر الازمة التي تنوء تحت ثقلها البلاد ألآن لاتكمن في الفساد الاداري المخجل ولا في الانفلات ألامني واعمال الارهاب أو البطالة وعواقبها أوفي الفقروالتهميش أو في الاختلافات الفكرية والرؤى السياسية حول صياغة المرحلة القادمة من بناء الدولة العراقية. ولاحول مفهوم الدولة وشكل نظامها السياسي . ولا في أيجاد الحلول المقترحة لحل هذه الازمات المتفاقمة,. التي شلت حركية ألية العمل في بنية الحكم الراهن ومؤسساته المعطلة وحسب.. بل أنها تكمن في تراجع الروح الوطنية وصعود روح العرق والطائفة والقبيلة أيضا, وهي ازمة أخلاقية وفكرية متاصلة في طبيعة وبنية القوى السياسية المتصارعة قبل ان تأتي الى السلطة. ترتكز على روح الغلبة والاستئثار,. فهي تفتقر الى الحوار والقبول بالاخر. بل هي تلهث الان حول الغنيمة التي طرحت عارية فوق ارض مكشوفة يحومون حولها بشهوة الافتراس.
هذه الطبقة السياسية الجديدة . تستند في تفكيرها على عدم الثقة بالاخر المشارك في العلمية السياسية.بل تنظر له كمستفيد او خصم يجب تحجيم حركته. من اجل كسب مواقع مؤثرة في هذا السباق النفعي المحموم نحو كرسي الحكم, الذي يسيل له لعاب المستفيدين من هذا الخراب العام في كل ركن من هذه البلاد.فهي في وداي والشعب هائم بحثا عن حل فردي بكل السبل المتاحة.
لقد استفادت هذه الكتل من الارث الدكتاتوري البغيض, في ممارسة العمل السياسي ضد بعضها وأعادة انتاج الاستبداد بأسلوب مبتكر بالعلاقات السياسية مغلف بروح الحوار. فهي عمليا لاتؤمن بالاخر بل وتقصيه .ولاتحترم اي عقد تم الاتفاق عليه في مرحلة سابقة.
ولاتهتم لوضع المواطن العادي الذي يعيش في خيبة امل التي اجهضت حلمه بالعيش بكرامة وسلام .
ان القوى السياسية رغم خطابها الطافح بالديمقراطية والتعددية ودولة القانون . فجوهرها لايختلف عن كل الانظمة التي حكمت العراق منذ تأسيسه ولحد هذه اللحظة القلقة من مصير العراق المبلتى بحكام أنانيون.

لقد طرحت القوى المعترضة على ترشيح رئيس الوزراء الحالي, مقترحات لقائمة الائتلاف بتغيير السيد ابراهيم الجعفري وأستبداله بشخص آخر لانه حسب هذه القوى هو يعيد انتاج دكتاتورية جديدة ولايحترم الحقوق الممنوحه له دستوريا.
وكأن الشخص الاخر الذي يليه لايختلف عن الجعفري, ربما سيأتي آخر اكثر تطرفا من الجعفري لانهم يمثلون رأي كتلة فائزة متجانسة طائفيا ومتلاحمة في اجنتدتها ومشاريعها السياسية. وليس أفراد متفرقين.
وفي ظل هذه الاجواء المحتقنة يعلن جلال الطالباني لايوجد مرشح آخر غير الجعفري .!!
أذن لماذا كل هذه الازمة ؟
ولماذا كل هذا التعطيل؟
ولماذا المطالبة بتغير ريئس الوزاء ومن ثم التراجع عن هذا المطلب؟
ولماذا كل هذا الوقت والدم والترقب؟
أذا لم يوجد مرشح آخر.
كل هذا يعني ان هذه الكتل لاتحترم المواطن العراقي ولاتحترم ألتزاماتها أتجاه مصير الوطن .هي بالحقيقة تفقتر الى أخلاق الوطنية العراقية.ويبدوا لي انها تقاسمت الغنيمة وهدأت .لكن بعيدا عن مصير العراق المنسي في كل هذه الصراعات.
هل اننا امام أزمة ثقة وأخلاق ام ازمة حكم.
او لااعرف انه سؤال يجب علية الزمن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر