الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدمية الأب تحت السرير

عصام محمد الجاسم

2018 / 7 / 24
الادب والفن


الدمية الأب تحت السرير



‎ ‎للكاتبة الأمريكية ايرما بومبيك
‏ ترجمة عصام محمد الجاسم

كنت فتاة صغيرة، و كان الأب مثل الضوء الذي يوجد في الثلاجة. ولا ‏ياكاد كل بيت‎ ‎يخلو من ذلك. ولكن لا أحد حقا يعرف ماذا يكون حال ما ‏في البيت و ضوء الثلاجة حين تغلق الأبواب.‏
كان أبي يغادر المنزل كل صباح و حينما يعود في المساء كان يسعد ‏لرؤيتنا.‏‎ ‎كان دائما يفتح جرة المخلل في حين أنه لم يكن أحد باستطاعته ‏فعل ذلك. كان هو الشخص الوحيد في المنزل الذي لم يكن يتملكه ‏الخوف عند النزول إلى قبو المنزل بمفرده. كان يجرح نفسه أثناء ‏الحلاقة و لم يكن أحد يهتم بشأن هذا الجرح.‏‎ ‎كان من الطبيعي حينما ‏يهطل المطر أن يقوم بإحضار السيارة قرب باب المنزل، وحينما ‏يمرض أحدنا كان هو الذي يحضر الدواء بنفسه.‏
وكان دوما‎ ‎مشغول‎ ‎بما فيه الكفاية، حيث ينصب فخاخا للفئران و يشذب ‏الشوك من أغصان الورود حتى لا تعلق بالثياب عندما تكون أمام باب ‏المنزل. و يضع الزيت للزلاجات الخاصة بي كي تكون أكثر سرعة.‏‎ ‎وعندما حصلت على دراجة خاصة بي كان يجري بجانبي على أقل ‏تقدير مسافة ألف ميل حتى تمكنت من إتقان السير بها.‏
‏ حيث كان هو الذي يوقع على كشف الدرجات الخاص بي و هو من ‏يحملني إلى سريري مبكرا. كان يلتقط كثيرا من الصور لنا ولم يكن هو ‏فيها. كان هو من يقوم بشد حبل الغسيل المرتخي لأمي كل أسبوع أو ‏نحو ذلك. كنت أخاف من آباء الآخرين ولكن ليس من أبي. ‏
و ذات مرة أعددت له كوبا من الشاي.‏‎ ‎كان فقط ماء وسكر،‎ ‎حيث جلس ‏على كرسي صغير وقال لي بأنه لذيذ. بدا لي أنه غير مرتاح . ذهبت ‏معه ذات مرة إلى الصيد في قارب صغير وقمت برمي أحجار كبيرة ‏في الماء. هددني حينها أنه سوف يرميني في البحر.لم أكن متأكدة بأنه ‏لن يفعلها، حينها نظرت مباشرة في عينيه، عرفت عندها أنه كان ‏يخدعني . فقمت بعدها برمي حجر آخر . كان أبي لاعب بوكر سيئ.‏
كنت في كل مرة ألعب لعبة دمى صاحبة المنزل، كانت لدى الدمية ‏الأم كثير من الأعمال تقوم بها . لم أكن أعرف ماذا أصنع بدمية الأب. ‏عندها أجعله يتكلم ويقول "أنا ذاهب إلى العمل" وأقوم برميه تحت ‏السرير .‏
‏ وعندما كنت في سن التاسعة لم يستيقظ أبي في أحد الأيام ويذهب إلى ‏عمله كعادته كل صباح. حيث ذهب إلى المستشفى وفي اليوم التالي ‏توفي.‏
كان هناك كثير من الناس في منزلنا أحضروا معهم أنواعا كثيرة من ‏الأكل والكعك. لم نتعود على هذا العدد الكبير من الضيوف من قبل.‏
ذهبت إلى غرفتي وبحثت عن الدمية الأب من تحت سريري. عندما ‏وجدتها أزلت عنها الغبار ووضعتها على سريري. لم تقم بعمل أو ‏تتحرك. لم أدرك أن رحيله مؤلم إلى هذا الحد. ولازلت لا أعرف ‏لماذا..!‏
==================================================================================================================================================================

إيرما لويز بومبيك (1927-1996) كاتبة امريكية ساخرة. حققت شعبية ‏كبيرة من خلال عمودها الصحفي الذي يصور الحياة الأسرية لساكني ‏الضواحي الامريكية في النصف الثاني من القرن العشرين بأسلوب ‏ظريف و ساخر. "دمية الأب تحت السرير" جزء مقتطع من كتابها ‏Family: The Ties That Bind and Gag‏!‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_