الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موت الدولة البورقيبية ‏

فريد العليبي

2018 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


يتسع مجال الأزمة في تونس من الاقتصاد والاجتماع والسياسة والأمن الى الاعلام ، ‏حيث حرب بيانات بين اذاعات وقنوات تلفزية بمناسبة اللقاء الاعلامي مع الرئيس الباجي ‏قائد السبسي ، الدولة التونسية الحالية هي تلك التي أسسها بورقيبة ، وقد هرمت بما يشبه ‏هرم رئيسها الذي يعتقد أنه مالك ماضيها وحاضرها ومستقبلها فهو هي وهي هو ، أما ‏رئيس حكومتها الشاب موظف السفارة الأمريكية السابق والنائم في حضن الاخوان الآن ‏والذى لا يجد حرجا في ترديد جملة لماركس وحديث للنبي وآية لله والاستعانة بشركة ‏دعائية بريطانية في سبيل الفوز بقلوب من يخاطبهم فيبدو أنه يحمل المعول لتهديمها من ‏داخلها ،الدولة البورقيبية تغرق الآن أكثر فأكثر وقد يبتلعها بحر الأزمة لتقوم مقامها ‏دولة أخرى قد تكون أسوء منها فللدول أعمارها كما يقول ابن خلدون ، تولد ‏وتمرض....وتموت ، أما اولئك الذين يتحدثون عن دولة عمرها 3000 سنة فيرددون ما ‏تمليه عليهم " المخاتلة السياسية " للخداع لا غير محولين التاريخ الى أساطير .‏
الأزمة التى تضرب الدولة التونسية الآن هى أزمة مكررة فقد عاشتها في مراحل سابقة ‏بما في ذلك تلك التى كان أثناءها مؤسسها ماسكا بمقاليدها وكان لتلك الأزمة أن تؤدي ‏الى هلاكها ولكن العامل الخارجي ساهم في المحافظة عليها بما يشبه تدخل طبيب ‏بآلاته في جسم عليل للإطالة في أمد حياته وهذا ما تقوم به أوربا وأمريكا اليوم عبر ‏أجهزة اقتصادية مالية وعسكرية وبطبيعة الحال فإن العامل الداخلي كان حاسما في بقاء ‏تلك الدولة على قيد الحياة فهى لم تجد من يجهز عليها لضعف شبه دائم في تنظيم ‏صفوف الشعب .‏
الدولة البورقيبية طالت حشرجتها خاصة الآن حيث تبدو رياح السموم التى تهب على ‏العالم قاطبة قوية فالنكوص والارتكاس والتراجع والعودة الى الماضي التليد من ملامح ‏المرحلة وتلك الدولة قد يخلفها يمينها منذ أن بشر بالخلافة السادسة ولما اصطدم برد ‏فعل دولي تريث واعتمد خطة قضمها تدريجيا ونجح في ذلك حتى اليوم فتلك الدولة ‏يتربص بها عدو أنجبته هى نفسها ترعرع في حضنها وشب في أكنافها وهو يعتقد الآن ‏أن النصر ليس سوى صبر ساعة. ‏
مصير الدولة التونسية المحتوم يفزع كثيرين وينبرى سياسيون وإعلاميون ومثقفون ‏غاضبون من أوساط البرجوازية المتوسطة والكبيرة للدفاع عن تلك الدولة وشحذ عقلها ‏وضميرها وإقناع أنفسهم أنها لا تموت فقد اقترن مصيرهم بمصيرها فموت تلك الدولة ‏يعنى موتهم أيضا لذلك يصورونها على أنها خالدة حتى أنهم يستعيرون سيوف ونبال ‏وفيلة حنبعل لإقناع أنفسهم بذلك بل انهم يغمزون من جهة البيان الأول أسى وحسرة ‏على زين العابدين بن على وأملا ورجاء في قدوم نسخته .‏
أما اليسارالليبرالي التونسي المتذرر ، فاقد البوصلة النظرية منذ حول ماركس وغيفارا ‏الى موضة و صورة وظل دونما قدرة على القراءة والتحليل والفهم فقد غدا عجلة ‏خامسة لدولة تسير بعجلات خشبية واختصرت كلمات حمه الهمامي زعيم الجبهة الشعبية ‏‏" نحن أبناء بورقيبة " ذلك الارتباط بين الدولة ويسارها.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب يقلد المشاهير ويصف بعضهم بكلمة ????


.. إيرانيون يعلقون على موت رئيسي • فرانس 24 / FRANCE 24




.. آفة التنمر تنتشر في المدارس.. ما الوسائل والطرق للحماية منها


.. مصرع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في تحطم مروحية




.. مصرع الرئيس الإيراني.. بيانات تضامن وتعازي ومواساة ومجالس عز