الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سيدفع الثمن؟

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2018 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



أينما تذهب وفي أي لقاء يُطرح السؤال :"هل نحن بانتظار نشوب حرب؟"،
تحتار بماذا تُجيب، خاصة وأنّكَ لَستَ بمحلل عسكري، ولا معرفة لك بهذا المضمار، وكل ما تعرفه وتختص بِه هو الموضوع النقابي وما يتعلق بالطبقة العاملة.
نعم تَحتار بماذا تُجيب على مثل هذه التساؤلات التي تُعَبّر عن قلق واضح لدى الجميع من الحرب وكوارثها، وتكون الإجابة للمستفسر: ما تسمعه من وسائل الإعلام الإسرائيلية من تصريحات للقيادات السياسية والعسكرية، إستمعت لَه أنا أيضًا، ومضمونه أن الجماعة في إسرائيل يستعدون لتأجيج نار الحرب في المنطقة، تحت ذريعة الموضوع الإيراني وسوريا وغيرها من التصريحات الحربجيّة، وسط دعم من الرئيس ترامب والطغمة الامريكية الحاكمة في واشنطن.
لكن ما ألمسه من هذه الأسئلة والتساؤلات هو القلق الشديد مما قد تؤدي له نيران الحرب من دمار ليس فقط في الجانب السوري أو الإيراني أو اللبناني أو الفلسطيني، بل ما ستؤدي له الحرب من دمار هنا أيضًا، وكما قال أحدهم معبرًا عن قلقه هذا بقوله؛ "نحن العرب وعائلاتنا هنا من سيدفع الثمن الباهظ لهذه الحرب، فلا ملاجئ تقينا وتقي اولادنا من نيران الحرب ولا مباني ذات مواصفات وتقنيات عاليه تستطيع الصمود أمام الصواريخ والقنابل، فحكومات إسرائيل المتعاقبة لم تتعامل معنا كمواطنين في قضية الوقاية في حال نشوب حرب كمواطنين في الدولة، كما في باقي القضايا".
بالإمكان القول أنّ تصريحات المسؤولين في إسرائيل تعدت كافة الحدود، خاصة بما يتعلق بالتباهي بـ "القوة العسكرية التي لا تُقهر" وبإمكانيات كافة الأجهزة الأمنية التي لها "ذراع طويل يصل لكل مكان في العالم" على حد تعبيرهم، متناسين أنه كانت قوى تتباهى بمثل هذه الأقوال قبل عقودٍ عِدّه، واندثرت قوتها في حروب دفع شعبها والشعوب الأخرى ثمنها ومنهم الشعب اليهودي. فهل يعي هؤلاء القادة السياسيين منهم والعسكريين ما هو ثمن الحرب؟ ومن سيدفع هذا الثمن؟.
إنه الشعب، العائلات الأطفال، العمال والعاملات، جميع هؤلاء وغيرهم من المواطنين العُزّل الذين يريدون العيش بسلام واطمئنان، فهل هناك من يستطيع لجم عنجهية هؤلاء القادة ومنع نشوب نار الحرب التي قد يعرفون متى تبدأ لكنهم كغيرهم لا يستطيعون معرفة متى تنتهي، وما هو الثمن الذي سيدفعه المواطن. فيكفي أن نُشير هنا الى ما حدث بسوريا والمؤامرة التي شاركت بها الدول الإمبريالية والرجعية العربية ورأس الحربه إسرائيل وفشل مخططاتهم لتقويض هيكل الدولة السورية من خلال ارتكاب جرائم بشعه من قبل مجموعات إرهابية قاموا بتمويلها، بل وشاركوا جميعًا في عمليات ربما ستكشف عنها جهات في المستقبل القريب أو البعيد.
ان الحرب ونارها كارثه للشعوب جمعاء، لذلك نأمل أن يجري حراك دولي قوي لمنع القادة في إسرائيل من خوضها، فالجميع يعرف أن موازين القوى في المنطقة وبشكل خاص على الساحة السورية قد تغيّرت، لذلك فيما اذا واصل نتنياهو مغامرته هذه فعليه أن يتذكر أن لسان حال غيره يتذكر ما قاله ونستون تشرتشل رئيس وزراء بريطانيا عندما قامت دول "تحالف المحور" بشن الحرب العالمية الثانية، وتم تكليفه برئاسة وزراء بريطانيا؛ وعندما طلب من مجلس العموم الاقتراع على الثقة بالحكومة وبعد ان قدم للمجلس خطة الوزارة أنهى كلمته بقوله: "ليس لدي ما اقدمه لكم سوى الدم والعرق والدموع"، ثم تابع بقوله: "هذه هي سياستنا، وقد تسألون ما هو الهدف وردّي على ذلك كلمة واحدة وهي النصر مهما كلفنا من ثمن...". وهذا ما فهمناه وعشناه منذ سبع سنوات على الساحة السورية، فدخول الحرب والاستعداد لها لا يعني أنك ستنتصر بها لأن هناك من يخطط ويستعد في الجانب الآخر، ولذلك نقول وبصدق أوقفوا أوار الحرب فمن سيدفع الثمن الشعوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو


.. رسالة انتخابية -مزلزلة- من مدينة بلاكبول البريطانية لـ-سوناك




.. القاتل الصامت.. ظهور أمراض فتاكة في غزة جراء تراكم جبال القم


.. شركة ألمانية تنجح بإطلاق صاروخ فضائي وقوده الشمع




.. محل نقاش | يحيى السنوار.. هل هو -مقاوم- أم -مغامر-؟