الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في انتظار . . البزوغ. قصة قصيرة / بنائية اللوحة

أمين أحمد ثابت

2018 / 7 / 25
الادب والفن


22/ 2/ 2018
ا.د.امين احمد ثابت

صباح شتوي جميل - منذ زمن بعيد . . لم ينم بهدوء ؛ لم تأته سلاسل الكوابيس . . التي توقظه كل ليلة . . مرات عديدة - نهض باكرا قبل تسلل فجر النهار خلسة عن النائمين - سيستقبل بزوغ الشمس . . كما اعتاد ه . . منذ دراسته في المرحلة الثانوية - لا يعرف ما الذي يجري معه . . سوى ان استقام عوده - بهجة عارمة تجتاح روحه ؛ لا آلام تناوب الوجع عليه . . من العنق . . الى الاكتاف. . حتى فقرة العصعص المشاغلة عليه معظم اوقات صحيانه. . . . .

- اسف . . أني . . انقطعت عنك .
- الحياة جميلة - كيف ننسى ذلك .

غسل فمه بالمعجون ومسح وجهه وشعره بطشطشات من قطرات الماء . . باستعجال ليخرج إلى الشرفة . . مترقبا قرص البزوغ الاحمر . . المعجون بتخللات مسحات البرتقال والاصفر المتواري خجلا وراء هالة الشعاع الوردي . . الباسط نفوذه على رقعة الفضاء المفتوح .

- من هذا ؟
. . من انت ؟

تصلب في وقفته المطلة . . على مرآه حمامه - جال في كل زوايا مرآته. . باحثا عن نفسه . . من قريب ؛ من بعيد ؛ من الزوايا المختلفة ؛ من اسفلها ؛ من اعلاها- نظر الى الخلف ؛ الى اليمين . . الى اليسار . . ثم ثبت عنقه على صدر المرآة . . . .

انك . . لست انا - اين انا - من انت - انك . . لست . . من كنت انا ؛ انك . . لست . . من سأكون - لست من هو اكون -
نهض بمشاعر جارفة - تذكرها حين كان مراهقا . . يستعد لموعد عشق . . يلتقي بحبيبته- كان كل شيء جميلا ؛ كانت الفرحة . . سر لا يعرف من اين يتسرب ؛ فيلون اليوم بكساء مرصع بكل الالوان ؛ وانغام صامته تجعل جسده منتشيا. . لا زمان قادمة

- انك . . ليس انا .
. . اين انا - كيف لك ان تظهر امامي - بمرآتي- على انك انا - وجهك بائسا ؛ مخططا بالشيب. . بأحمال تاريخ قذر من الاوجاع - لا . . لست انا - انا . . عشق لا ينتهي ؛ انا . . لا اشيخ ؛ انا . . طفلا عابثا. . بكل شيء . . ولا يمسكني. . احد - إن كبرت . . فإني اخادعكم. . لاني لا يتغير عمري - انك . . لست انا ؛ وجهك لا يحمل مشاعر ؛ لا يحمل . . أي معنى - لا حياة . . تحس . . فيك - إني . . لست . . انت ؛ غير ممكن ان تكون . . انا

اشاح بوجهه عن مرآة حمامه في خطوه الغاضب مغادرا ؛ بعد أن صفق الباب ورائه - انقلب مزاجه ؛ وعادت الاوجاع تشاكس اجزاء جسده المتهالك . . في مساره إلى شرفة جلوسه اليومي . . المتحنط لساعات طويلة - كانت الشمس قد توسطت رقعة السماء - لا لونا متسللا منها . . غير حرارة تلسع وجهك ؛ وتجعل جسدك . . لا يحتمل الملابس التي . . تغطيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائـ.يل سجنتني سنتين??.. قصة صعبة للفنان الفلسطيني كامل ال


.. عمري ما هسيبها??.. تصريح جرئ من الفنان الفلسطيني كامل الباشا




.. مهرجان وهران للفيلم العربي يكرم المخرج الحاصل على الأوسكار ك


.. محمود حميدة يحمل الوهر الذهبي من مهرجان وهران للفيلم العربي




.. تفاصيل أول زيارة لمصر من الفنان العالمي كامل الباشا?? #معكم_