الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما نأخذ من الديمقراطية القشور..

شاكر كريم القيسي
كاتب وباحث , ومحلل سياسي

2018 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



عندما نأخذ من الديمقراطية القشور..
د.شاكر كريم القيسي
تظل مقولة الزعيم البريطاني ونستون تشرشل "إن الديمقراطية هي أسوأ نظام يمكن الأخذ به مالم يطبق على الجميع" وهو وصف منطقي وواقعي للديمقراطية. وهذه المقولة تبحث في الجذور الأساس والمعاني العظيمة التي يحققها التطبيق الحرفي للديمقراطية التي لاتأتي بصورة عبثية يشوبها التزوير وإجبار الناخب وحرق الصناديق او تعبئتها مسبقا وفقا لإرادة أحزاب وكيانات متنفذة أوعشوائية او حذف آلاف من أصوات القوات الأمنية لغرض عدم المشاركة بالانتخابات كما أكده النائب عن التحالف الوطني علي البديري ان تلك الأسماء لاتنوي التصويت لها اي لجهة سياسية معينة ضمن الاقتراع السري فعملت بطريقة معينة لحجب تلك الأسماء لضمان ضياع أصواتها" .
فالديمقراطية الحقيقية لاتاتي بهذه الطرق الملتوية وإنما عبر انتخابات ديمقراطية شفافة ونزيهة وحراك سياسي في أوساط الاحزاب والتنظيمات والكتل السياسية. لاتلك التي تأتي عبر التهديد والوعيد والبندقية او رمي الهاونات أوبأساليب الهيمنة والاستبداد والفرض من الخارج والاملاءات الأمريكية ودول الجوار والديمقراطية لاتاتي بتكميم الافواه للمتظاهر وللمثقف وللشاعر وللمهوال بالامس قال مهوال من ابناء العشائر في الفرات الأوسط باهزوجتة المعروفة : " الخير العدنه مطشر والأحزاب أتفرهد بيه" امام احد رؤساء الكتل الذي انتفض مكذبا المهوال بقوله " لاصحة لهذا الكلام" حتى اصبح المهوال متهما ومقصرا واعتذر مضطرا وقام برمي عقاله تحت أقدام السياسي الزائر رغم انه رمزاً للأصالة والانتماء، ولما يحمله من قيمة كبيرة؛ فهو بمثابة التاج للرأس.
و الديمقراطية الحقيقية يجب ان تكون بخيار سياسي ونمط تعددي وحرية في التعبير بعيدا عن الاستقواء بالسلطة وبالأحزاب وإلغاء الآخر وتبادل السلطة بصورة سلمية وديمقراطية عبر انتخابات حرة ونزيهة ونظيفة وتحقيق العدالة والمساواة في توزيع الثروات ومحاربة بؤر الفساد واستلهام من تجارب الكثير من الدول والتعامل بجدية مع حقوق الشعب وان تكون مثالا رائعا حتى تحتل هذه التجربة مكانة الصدارة في سلم أولويات الدولة وهنا السؤال: هل نحن قادرون على بناء تجربة ديمقراطية رائدة؟ الجواب " نعم" قادرون عندما تتوفر الإرادة والعقلية والثقافة التي تعتبر الديمقراطية انجاز سياسي هام. لاان يساء استعمالها وتجاوزها عند الممارسة والتطبيق ويلامسها الشطط السياسي واستخدام بعض النصوص التي تسمح بتعطيلها.
واليوم ومع ازدياد الوعي السياسي للشعب وانتشار العلم والثقافة لم تعد تنطلي التحايل وتفريغ الديمقراطية من محتواها، بعد ان أدرك الشعب انه من المستحيل تغيير الظروف الراهنة والمأساوية الا بضمان تحقيق الديمقراطية والتعددية والمصالحة والحريات السياسية وحقوق الإنسان وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي واجتثاث الفساد من جذوره وتطهير اقتصادنا الوطني من بؤر الفساد والاقتصاد الطفيلي والإجهاز على الفاسدين. ووقفة سريعة إلى مآل إليه العراق اليوم في إخفاق الديمقراطية والحرية والرخاء الاقتصادي الذي لم يكن في الأساس إلا شعارات للوصول لتحقيق المصالح الأجنبية والإقليمية وتحويل الديمقراطية بمفهوم هش إلى مذابح وفرق للموت ونهب وفساد وطائفية عرقية تؤول لامحالة إلى تشضية المجتمع العراقي والاجهاز على ماتبقى فيه من بعض معالم الحياة الطيبة السعيدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ