الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحاصصة باقية وتتمدد

احمد الجوراني

2018 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


مع إعلان النتائج النهائية للانتخابات النيابية العراقية وما رافقها من لغط وتشكيك، بدأت التصريحات الرنانة بشأن تشكيل حكومة بعيدة عن المحاصصة، بطعم تكنوقراطي ولون وطني، طبعاً هذا الطرح يتبناه الجميع كما عودونا على ذلك، فهم دوما يتبنون مطالب الشارع أكثر من الشارع نفسه، قولاً وليس فعلاً، فضلاًعن ثمة من يتبني مشروع حكومة الأغلبية، وهذا الطرح بعيد عن الواقع.
العمل السياسي ليس شعارات فقط، وإنما قراءة للواقع ومعرفة أمكانية تطبيق هذه الشعارات على أرض الواقع، من دون ذلك يصبح الفاعل السياسي أما طوباوي، أو مخادع.
الصراع والتدافع السياسي ينقسم إلى قسمين، (صفري وتساومي)، الصفري إما بوجود حزب متسلط دكتاتوري ينهي باقي القوى السياسية بشتى الطرق، أو بوجود حزب فائز بأغلبية ساحقة أومريحة فيأقل تقديرتضمن له الهيمنة الكاملة ديموقراطياً وإبعاد القوى الأخرى، استناداً إلى ذلك، الصراع الصفري مستبعد في العمل السياسي العراقي حالياً.
منطق التدافع التساومي يتطلب تنازلات متقابلة، بحيث يعرف علماء السياسة هذا العلم بأنه فن الممكن وفن التنازلات المتبادلة، الذي يؤدي إلى تشكيل كتلة نيابية كبيرة تستطيع تشكيل حكومة.
بنظرة بسيطة إلى الواقع العراقي بعد الانتخابات يظهرمنه ما يأتي:
أولاً:أغلب الكتل الحائزة على المراكز المتقدمة في الانتخابات متقاربة في عدد المقاعد.
ثانياً: هذه الكتل قديمة مع تحوير بسيط في التسمية والوجوه، ولكن الزعماء والداعمين هم أنفسهم.
ثالثاً: جميع هذه الكتل من المؤمنين بالمحاصصة، على الرغم من أنهم لايعترفون بذلك علناً، ويدلسون عبر تجميلها بمفردات أخرى من قبيل التوافق، أو حكومة وحدة وطنية.
وبناء على ذلك،فإن التحالفات الجديدة سوف تبنى على أساس المحاصصة، إذ إن جميع هذه الكتل تسعى للحصول على مكاسب عبر تمثيلها في السلطة التنفيذية، بل إن هذا الأمر ينسحب على التنافس داخل الكتلة الواحدة، ولكن بعضهم متفائل،ويرى أن تفكير هؤلاء اختلف في هذه المرحلة عما سبقها، وأن تحالفاتهم سوف تبنى على أساس البرامج وخدمة المواطن، وأنا لاأعتقد ذلك، إلا إذا نزل عليهم وحي من السماء،هم بالأمس القريب يتنافسون على أصغر عنوان وظيفي في دوائر الدولة، حسب ادعائهم مراراً عبر وسائل الإعلام، ولا اظن أن خدمة المواطن من ضمن أولوياتهم، علاوة على ذلك أن المفوضية التي أدارت عملية انتخابهم تقاسموها فيما بينهم، مهما اختلفوا في تسميتها وتجميلها، من المشاركة إلى التوافق وأخيرا الفضاء الوطني المحاصصة باقية وتتمدد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب