الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمن البقاء .؟؟

ميشيل زهرة

2018 / 7 / 27
الادب والفن


جاعت الثعالب يوما ، و ضاق بها الحال ، ولم يكن في مكان تواجدها من الطرائد الصغيرة ما يسد جوعها ، سوى قطعان الثيران ..و بما أن الثعلب لا يستطيع اصطياد الثور الذي سيسخنه جراحا ، بنطحة مؤلمة ، لو حاول الاعتداء على القطيع ، ففكرت الثعالب أن تفعل شيئا ، لتقتات على الثيران ، و إلا ستصبح مهددة بالموت جوعا . في المساء اجتمع بهم كبير الفصيلة ، ووضع خطته التي وافق عليها الجميع ..
في الصباح انطلقت قطعان الثيران إلى المراعي ..و كان مرورهم من قرب جحور الثعالب التي كانت تدير للثيران ظهورها قصدا ..و قف قائد القطيع مندهشا ، و قد تعالت ضحكات من خلفه ..و تساءل مبتسما موجها الكلام لأمير الثعالب : ما الذي فعلتموه بمؤخراتكم يا أبا الحصين ..؟؟ فضحك أمير الثعالب في استهزاء دون أن يجيب ..فما كان من قائد قطيع الثيران ، إلا أن يمتعض لقلة احترامه ..فكرر السؤال بنبرة تدل على غضب .. و عندما رأي الثعلب الأمير ما في عيني الثور الكبير من احمرار ، أجابه : و هل تريدنا كغيرنا يا قوي بين الأقوياء ..؟؟ أو تسألني من أقصد ..؟؟ ألا تعرف أني اقصدكم بكلامي ..هل تقول لي ما سر دوران ذيلك حول مؤخرتك بشكل دائم ..تقول إنك تطرد الذباب عن مؤخرتك ..! إذا لنفس السبب فكّرنا أن ندهن مؤخراتنا بدهان يمنع هذا الكائن الخبيث من أن يطن حولنا و يلسع مؤخراتنا و وجوهنا لأنه سبب لنا الاكتئاب . و ها نحن ندير مؤخراتنا للشمس حتى يجف . التفت الثور الكبير إلى القطيع يسألهم بنظراته عن رأيهم ..فما كان من القطيع الذي يعاني من الذباب ، أن أطرق أرضا علامة الموافقة إذا كان قائد القطيع يوافق . هز الثور الكبير رأسه ، و رسم على وجهه تعابير من هو سيد المقدمة الجبار ، و قد فتح في الأرض ثغرة بظلفه تأكيدا لقوته و هيمنته ، و لدبّ الرعب في قلوب الثعالب ، قائلا بكبرياء القوة : و هل لكم أن تساعدونا في ذلك ، و لن ننسى لكم هذا الجميل ..؟؟ نهض أمير الثعالب متصنعا التردد ، لكنه ابتسم على عجل تفاديا لنطحة تودي بحياته قائلا : مرحبا بكم يا سادة ..نحن جيران في هذه الغابة ، و ليس بوسعنا إلا أن نساعد بعضنا ، و أمر الفصيلة كلها أن يجلب كل منهم فرشاته ، و سطل دهانه وراحو يدهنون مؤخرات الثيران باللون الأحمر الفاقع ، و أمروا الثيران أن يديروا مؤخراتهم للشمس حتى يجف الدهان الأحمر . شكر قائد القطيع الثعالب على فعلهم لأن الذباب ابتعد فعلا عن مؤخراتهم ..و مضت الثعالب بانتظار الصباح التالي . في الصباح التالي كانت أول ضحية من الثيران التي بدأت تنطح بعضها بتأثير اللون الأحمر دون أن تدري ما الذي حدث لمؤخرته..و عاشت الثعالب بأمان وسلام و شبع .. و بقيت الثيران تتصارع للأبد ، وتتساقط واحدا تلو الآخر .
( ملاحظة : القصة ليست من كليلة و دمنة ..! )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى