الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إفعلوها داخل الخَيمة

امين يونس

2018 / 7 / 27
كتابات ساخرة


تزامُناً مع سَحق إنتفاضة 1991 ، بدأتْ الهجرة المليونية من كردستان العراق بإتجاه الحدود التركية والإيرانية ، هرباً من بطش صدام وأزلامه . مئات الآلاف عانوا الكثير أثناء المسيرات الطويلة وسط ظروف مناخية مثلجة وممطرة وتضاريس وعرة ... وحتى بعد إجتيازهم للحدود التركية ، وإستقرارهم في مُخيمات ، ولأن هذهِ المُخيمات كانتْ بدائية ومُفتقِرة لأبسط الشروط الإنسانية ، فأن أحوالهم كانتْ مُزرِية وفي غاية القسوة ، لا سّيما وأن معظمهم أصيبوا ب " إسهال " شديد . وحيث أنهُ لم تكُنْ المرافق الصحية مُتوفِرة ، فأن الجميع كانوا مُضطرين للذهاب الى الخلاء أو ال " الجول " للإستفراغ .
عائلة الراحل " ر " كانتْ مُتكدِسة في خيمةٍ ، حالها حال الآخرين ... ولأن المرحوم " ر " كان ضعيف البصر ولا يرى جيداً وخصوصاً في الليل ، فأنهُ كُلّما يعود إلى الخيمةِ من مشاويرهِ الإضطرارية ، كان يدوس في طريقهِ على أكوام القذارةِ المنتشرة هنا وهناك ... فيدخل الخيمة المُكتظة بعائلته الكبيرة العدد ، بفَردَتَي حذاءه المُحّملَتَين بكميات مُحترَمة من ( ... ) ، ولّما تكّرَرَ الأمر ... فأن أحد أولاده المعروف بقفشاته المرحة ، لم يُفّوِت المُناسَبة ، فقال لوالدهِ :
- أبي .. أبي .. إنَكَ تَجلُب ( ... ) من الخارِج أضعاف ما تفرغه ... فنرجوك أن تستفرغ هنا من الآن فصاعداً ، داخل الخيمة ... فذلك أرحَم وأحسنُ لَكَ ولَنا !! .
...............
الكُتَل السياسية " الفائِزة " بِمقاعِد في إنتخابات 12/5/2018 ، مُصابةٌ ب " إسهال الوعود والأكاذيب " ، ولأنهُ لا تتوفرُ في العراق مرافِق معقولة ... فهاهي رموزهم ، تحملُ أباريقها ، مُتوجهةً إلى إسطنبول وأنقرة والرياض وطهران وقُم والدوحة ... ولأن غيمة الدناءةِ والحقارة تغشى أبصارهم ، فأنهم لا يرونَ جيداً ... فيدوسونَ على كُل قذارات العالَم ويعودونَ بها إلى " خيمتنا " .
.............
الراحِل المرحوم " ر " وأولاده ، حّولوا مأساتهم إلى طُرفة ونُكتة ، ليتجاوزوا بمعنوياتهم العالية ، تلك الظروف القاهرة الصعبة .
أمّا اليوم ... فنقول للطبقة السياسية المتنفذة الحاكِمة الجَشَعة الفاسدة المُنافِقة : كفاكُم تشبُثاً بعواصم الجِوار والعالَم ... كفاكُم هَدراً لأموالنا وكراماتنا ... تقيئوا أكاذيبكم ووعودكم هنا داخل الخيمة ... وعسى أن تختنقوا بِكُل ما نهبتموه من أموال الملايين من المنتفضين والمتظاهرين في طول البلاد وعرضها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا يعرف ماذا يفعل بدون قبطان سفينته
طلال الربيعي ( 2018 / 7 / 27 - 18:48 )
تقول يا سيدي بحق -فهاهي رموزهم ، تحملُ أباريقها ، مُتوجهةً إلى إسطنبول وأنقرة والرياض وطهران وقُم والدوحة- .
ولكنك للاسف نسيت بيروت التي و صل اليها زعيم سائرون الذي كان قبل الانتفاضة كالسوبرمان يخرج كل يوم للناس بتصريح ناري ضد الفاسدين ولكنه الآن بلع لسانه وهرب الى بيروت عندما انتفض الشعب وترك حليفه الحزب الشيوعي العراقي يلطم على وجهه و لا يعرف ماذا يفعل بدون قبطان سفينته التي توشك على الغرق!

مقتدى الصدر في بيروت.. ما طبيعة الزيارة ولماذا توقيتها الآن؟
http://www.qoraish.com/qoraish/2018/07/%d9%85%d9%82%d8%aa%d8%af%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%af%d8%b1-%d9%81%d9%8a-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%aa-%d9%85%d8%a7-%d8%b7%d8%a8%d9%8a%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b2%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%a9/

اخر الافلام

.. الفنان بانكسي يفاجىء جمهور فرقة موسيقية بإلقاء قارب مطاطي عل


.. كاظم الساهر: الجمهور المصرى راق وحفلى كان بمثابة -عرس




.. العراق. أيام التراث الموصلي مهرجان لنشر تقاليد وثقافة الموصل


.. إليكم ما كشفته الممثلة برناديت حديب عن النسخة السابعة لمهرجا




.. المخرج عادل عوض يكشف فى حوار خاص أسرار والده الفنان محمد عوض