الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتهازيون مع وقف التنفيذ

زياد أبوالهيجاء

2006 / 3 / 27
القضية الفلسطينية


لغة مخملية , تقرب مقزز , مراوحة بين غض البصر عن المثالب وكيل المديح بلا حساب , تلك هي بعض مايميز كتابا ومثقفين واعلاميين فلسطينيين , في تعاملهم
مع حركة " حماس " , ومبرراتهم تبدء من الزعم باحترام الخيار الديمقراطي وتنتهي
بالاعتراف صراحة , ولكن عبر الهاتف, بالخوف من التكفير أو خسارة الوظيفة أو دعم مالي دأبت السلطة على تقديمه ...ومابين هذا وذاك , نجد عشرات النظريات المكتشفة حديثا...مثل ضرورة التجربة وافساح المجال لنرى !! أو ان محاربة الفساد أهم بكثير من منظمة التحرير الفلسطينية , أو أن وراء الاْمر رغبة أميركية على العاقلين احترامها ..فقد اكتشف الاميركيون أن العدو الصادق أفضل من العدو الكاذب!

المقرف في الاْمر , حقا , أن بعض هؤلاء المتسابقون اليوم على خطب ود حماس,
هم ممن بنوا أمجادهم بل وثرواتهم الشخصية , من دماء حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية , فتلك الاْموال التي سكبت في جيوبهم وفي حساباتهم , كانت تهدف الى
تعزيز البناء المعنوي والسياسي للكيانية الفلسطينية , والمحافظة على كل المنجزات الوطنية ,صونا لدم الشهداء والجرحى , وصونا للتضحيات الهائلة التي قدمتها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية خلال أربعين سنة.فتنكروا لمال أنجزه الدم الزكي , وتغاملوا مع الاْمر كما يتم التعامل مع حملات العلاقات العامة التي تطلقها الدول لتسويق سياستها وسياحتها ومنجاتها !

ولم يكن الاْمر معيبا , لولا أن حماس , ببرنامجها المعلن , وبخطابها الصريح ,
تعزز كل التكهنات والشكوك التي رافقت ولادتها ومسيرتها , بأنها وجدت أساسا
للحلول مكان منظمة التحرير الفلسطينية , والاستيلاء على منجزاتها , ومنها السلطة الوطنية , ليس من أجل صيانتها وتعزيزها وتطويرها , بل لتدميرها واعادة القضية الفلسطينية وشعب فلسطين الى الفراغ العقيم الذي ساد قبل أربعين سنة , يوم كانت
قضية فلسطين مرتبطة بوكالة الغوث وبجمع التبرعات في أفنية المساجد وساحات المدارس , وبتوزيع الطحين والملابس المستعملة.
ولايزعم أحد أن منظمة التحرير قادت شعب فلسطين الى الفردوس , بل أنها لم تقم
له دولة ولم تعد لاجئا , ولكنها أعادت له هوية وطنية منتزعة , وبنت شخصية وطنية عزيزة , واكتسبت اعترافا واحتراما من دول العالم , ونجحت في فرض دعم كريم من الدول العربية والاسلامية والاوروبية .ولم تكن المنجزات لتتحقق , لولا الكفاح العنيد الذي خاضته المنظمة بقيادة رمزالشعب الفلسطيني , ياسر عرفات , ولم يقل
ثمن الاعتراف العربي والدولي بالمنظمة ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني , عن مئة ألف شهيد وأضعافهم من الجرحى والاْسرى ,وهو استشهاد مازال يتواصل , وجراح لم تزل تنزف , وقيود لم تزل تشتد على أيادي الاْبطال.

هذا الاعتراف العربي والدولي , بثمنه الباهظ , هو ماتريد "حماس " التجاوز عليه والتنكر له , فتجد من يتماشى معها من الصحفيين وأصحاب المواقع الالكترونية
وأيضا بكل أسف بعض المبدعين , مع أنهم يعرفون جيدا , أن لامكان تحت مظلة حماس لشاعر أو روائي أوفنان ,بل ان طبيعة النظام الذي تبشر به حماس لايحمل غير الخصومة والاقصاء لكل مبدع ولكل ابداع .

لم نسمع عن نائب بريطاني , ينتخب فلا يعترف بالملكية , ولم نسمع عن برلماني
في أي مكان في العالم , يعترض على النظام السياسي الذي انتخب في ظله , بل أن برلمانيي الاخوان المسلمين , في الدول العربية ذات النظام الوراثي , لايجدون غضاضة في أداء قسم يتضمن الولاء للحاكم , فلماذا تستقوي حماس وبمن تستقوي لرفض
مرجعية منظمة التحرير ؟ هل هو استقواء بواقع الاحتلال؟ وبواقع تأمر اقليمي ودولي
على الممثل الشرعي والوحيد , تمهيدا لشطب أربعين عاما من الكفاح؟ أم أنه مكابرة وعبثية , تكمن خلفهما الرغبة في تبرير فشل حماس في قدرتها على التحرير
بالمواسير التي سميت صواريخا , فقتلت ودمرت في فلسطين أكثر مما قتلت ودمرت في اسرائيل؟ فيبرر فشلها العسكري باضطرار منظمة التحرير لافشال حكومة حماس , فيتم التحايل على الزمن , لاطالة عمر الحركةومواصلة المماحكةالسياسية, وهو أسلوب معروف لدى جماعات الاخوان المسلمين في كل مكان.
لم يعد الصمت ممكنا , على اعلاميي فلسطين وكتابها ومثقفيها ومبدعيها , تحمل مسؤولياتهم الوطنية والانسانية , في منع تصدع التجربة الوطنية , ومنع هذا الطعن اليومي الوقح بالمشروع الوطني الفلسطيني , ولابد من تنبيه الذين انجروا بدوافع الرغبة الصادقة في محاربة الفساد وارساء الاصلاح السياسي والاداري والمالي في بنية السلطة والمنظمة , لابد من تنبيههم , الى أن تدمير المشروع الوطني والمنجزات الوطنية , سوف يجعل من دعوات الاصلاح فارعة المضمون , فلن نجد مانصلح , وسبكون شعبنا حقل تجارب لمشروع وخيم العواقب.مشروع يودي بأصحابه أولا وقد بدأ هذا الاْمر بالتبلور , ومشروع اذا ماقيضت له السيادة , سيودي بنا جميعا .

وقد كان على حماس أن تفهم , بأن الناخبين الفلسطينيين في الضفة والقطاع , وان فوضوها بمحاربة الفساد , وادارة المال العام , فانهم لم يفوضوها أبدا , لحشر الشعب الفلسطيني في تحالفات اقليمية ضيقة, وغير ملبية لمصالح شعبنا , وعليها أن تعي جيدا , أن أي تفويض من ناخبي الضفة والقطاع , لايعني دائما تفويضا من كل الشعب الفلسطيني , وهو في خارج الوطن , يزيد عن ضعفي أشقائه في الداخل .وهو في خارج الوطن , وتحديدا في مخيمات دول الطوق , من صنع الثورة ومهد لحماس وسواها , الاْرضية التي تقف عليها اليوم ...أرضية منظمة التحرير ..التي شكلت السلطة وتقودها. ..ولها تتنكر حماس , فتجد في الصف الوطني منافقين يزينون لها الاثم
فتأخذها العزة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟