الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تبقى منا ومن فلسطين...

عماد صلاح الدين

2018 / 7 / 29
القضية الفلسطينية


ماذا تبقى منا ومن فلسطين...
عماد صلاح الدين
اكتب هذه المرة وبعد غياب طويل عن الكتابة والصحافة والاعلام وعالم السياسيين والسياسة، اكتب رغم انني مللت من الكتابة، كما انني مللت من الحديث والكلام، وكأني اقرب لنذر نفسي صائما عن كل ذلك، وانا لا أجد لنا رصيدا من واقع يسمونه انجازا أوتحققات ايجابية نعيش فيها وتعيشنا هي الاخرى.
مؤلم ان يزداد كلامنا وكتاباتنا افراطا ونحن مفرطون في كل مصائرنا الفردية والوطنية، وفوق كل هذا التفريط نجد في البيت الف قبيلة وقبيلة وفي المؤسسة قبائل وقبائل واحزابنا قبائل وصار الوطن كله مناطق ومناطق ليس لنا فيها غير التواجد المكتئب والحزين والفاقد للامل بكل حاضر ومستقبل والمتأوه جدا والمتألم على ماض معبأ بالفشل والفشل ثم الفشل.
ماذا نكتب عن انفسنا ونحن نعاني علة الانسان فينا منذ بداية كل مصيبة وقعت على رؤوسنا؛ فعلة تشوه الانسان فينا فلسطينيين وعرب جعلت فينا القابلية لفرض الانتداب البريطاني علينا ثم فرض وعد بلفور واقامة اسرائيل على ارضنا وطردنا منها غصبا وقهرا نفيا وتهجيرا، وعلة الانسان فينا المشوه جعلت كل ثوراتنا وانتفاضاتانا ونضالاتنا تذهب ادراج الرياح في كل مرة .. نعم في كل مرة.
وعلة الانسان فينا جعلتنا مطية للاخرين ومشاريعهم الاجرامية بحقنا والتي لا تستثني احدا منا، وعلة الانسان فينا جعلت الخصومة والفرقة بيننا دينا وطريقا لا رجعة عنه ولا خلاص. ماذا اكتب عنا وعن فلسطين.
ماذا تبقى منا كبشر في الارض المحتلة، سوى هياكل تغدو وتروح ومتخمة جدا بالف الف هم وهم، فقدنا مناعتنا على التوازن والصبر والقدرة على العطاء والتضحية في الطريق السليم لاجل الهدف النبيل في انعتاقنا الفردي والوطني وفي تقرير مصيرنا كبشر نستحق الحياة على ارضنا فلسطين.
ماذا تبقى من فلسطين؛ هل هي الضفة التي لم تعد ضفة للفلسطينيين وانما ضفة للمستوطنيين، ام هي القدس التي هي الاخرى لم يتبق منها شيء، وصارت تطلق عاصمة موحدة لاسرائيل بوعد جديد من ترامب .
ماذا تبقى من فلسطين بالله عليكم، ألم يقد وعد بلفور الى سرقة واغتصاب ثلثي فلسطين وطرد ثلثي شعبها وتهجيرهم، وقد كنا يومها متناحرين عائلات وقبائل هنا وهناك. ماذا تبقى منا ومن فلسطين، وهل وعد ترامب ونقل السفارة الاسرائيلية الى القدس وتشجيعه الحكومة الاسرائيلية على المضي قدما في الاستيطان وتهويد ما تبقى من الضفة الغربية والاغوار والقدس الشرقية هو وعد بلفور الثاني او هو صفقة العصر التي ندعي اننا احبطناها وعلى ارض الواقع نراها تتقدم خطوة فاخرى متسارعة ايجابا وميزة حسنة لعدونا الاسرائيلي، لم المكابرة، لم الكذب على النفس، لم كل هذا الادعاء الزائف منا، لماذا نغيب عقولنا عن كل امراضنا التي نخرتنا حتى آخر اللحم والعظم فينا، لماذا ندعي اننا سننتصر وسنهزم العدو، وعدونا يتقدم ونحن باستمرار من تأخر الى تأخر متسارع آخر على الجهة الاخرى من حالنا.
ماذا تبقى منا ومن فلسطين، هل هو باقي ثلث شعبنا الذي سيقود حالنا الاسوأ منذ قرن من الزمن الى تهجيره وطرده، لتكون فلسطين من بحرها الى نهرها دولة اسرائيل الكبرى، وهل هو باقي ثلث ارضنا او اقل من ذلك في الضفة او في قطاع غزة المحاصر والمنكوب منذ اكثر من عقد من الزمن.
ماذا تبقى منا ومن فلسطين، غير ادعاءاتنا الزائفة المعدومة من كل رصيد، وغير تفاقم امراضنا ومصائبنا وفشلنا حينا بعد حين، وغير صراعاتنا التي تأبى اطرافها عليها التوقف والانتهاء، ماذا تبقى منا ومن فلسطين..
علينا ان نصحوا صحوا حقيقيا وجادا كي لا يضيع بقية اهل فلسطين و بقية ارض فلسطين.. هذا يكفي يا سادة يا محترمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار