الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في خبر كان

محمد التهامي بنيس

2018 / 7 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي




في خبر كان

كان يا ما كان , في قريب الأزمان من هذا العصر والأوان
. كان في هذا البلد كيان عبر العالم يشار له بالبنان , حزب تشق سمعته العنان , جرأة وفهم وكلام في المفصل وبالميزان , له خطاب كم اقشعرت له الأبدان , صدق وقرب وتواصل في كل أوان , تقبل عليه الجماهير بالأحضان ,
وعند التلاقي تلمس حرارة الوجدان , تحليل للواقع الملموس بالحجة والبرهان , والانتساب إليه منهج لكسب الرهان , كان أمل الأمة فزكاه الشعب بإيمان , له شهداء قضوا خطفا وغدرا وعدوانا , كان له زعماء أبلوا في سبيل الشعب والوطن بكل عنفوان , وبتضحيات لا تقدر بأثمان , واجه الظلم
فحاربه الطغاة في كل مكان , فيرد مناضلوه بالإحسان , دفاعا عن حقوق الإنسان . ساعيا لأن لا يكون جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ نضاله شريف لا يعبأ بالعواقب ولا يدخلها بالحسبان . لأنه صادق ومواقفه مواقف الشجعان , مطالبه حق والحق لا يهان مهما طغى البهتان , مطالبه
مشروعة هي جزء من حقوق الإنسان التي لا يطولها النسيان

هذا الحزب يا قوم , لا يعرف عنه اليوم أهو ميت حي أو حي ميت . أوقف آلية الاشتغال وعطل قدرات المناضلين الإنتاجية والتواصلية . سيطرت عليه الأنانية والانفراد بالقرار , فتولد الطغيان وساد التخلف السياسي , جراء التخلف عن المجتمع والانغماس في الفتن , فافتقدت فيه نظافة اليد
ونظافة الفكر , وانهزم في مواجهة ضغوط الخصوم , فضاعت بوصلته إلى درجة إهمال التناسب النوعي في المجتمع الذي كان سنده . لا طبقة عمالية . لا شباب , لا نساء , لأن كل حقوقهم على ذاك الحزب , أضاعتها المهادنة والمخاتلة والتحجر والأنانية , وصح القول في حقه أنه تبنى
أنانية
الأناركية , منذ أن استبدل القيادة بطغمة انفرادية , تسيطر على حزب غادره شرفاؤه فعاد بدون مناضلين , طغمة عاجزة على حسم خلافاتها مع نفسها ومع الفروع ومختلف القطاعات , فاشلة في استعادة ثقة المواطنين , وكيف لها ذلك وقد فضلت التحول إلى أداة قمع واستغلال للمواطنين ,
وتمرر على أنقاضها قرارات المستبدين , ودارت 180 درجة من الاشتراكية العلمية , إلى اليمينية الرجعية , رضيت بالذل ولم يرض بها , استسلمت وانبطحت وفي جيدها حبل من مسد , مفتول محكم طوقا , منه تجر وبواسطته توجه وتستعمل بوقا . وكان يا ما كان


محمد التهامي بنيس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال الرئيس الفرنسي ماكرون عن اعتراف بلاده بالدولة الفلس


.. الجزائر ستقدم مشروع قرار صارم لوقف -القتل في رفح-




.. مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب رفع العلم الفلسطيني خلال


.. واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في سياستنا ودعمنا العسكري لإسرائيل




.. ذا غارديان.. رئيس الموساد السابق هدد المدعية العامة السابقة