الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمة العربية في الخرطوم والحال العربي المشئوم!!!؟؟؟

محمد بسام جودة

2006 / 3 / 28
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


الساعات القليلة القادمة سوف تشهد عقد للقمة العربية بدورتها السنوية والتي ستعقد في الخرطوم لتناقش مجموعة من القضايا والملفات العربية التي باتت تهدد الأمن والاستقرار للأمة العربية جمعاء ، سيما وأن حالة الصمت العربي للأنظمة السياسية السائدة لا زالت تدق مضاجع الشعوب العربية المقهورة التي لا حول لها ولا قوة إلا إذا دقت أجراس الساعة الثورية لتبشر بمرحلة عربية جديدة عنوانها التمرد الشعبي للمشهد العربي المشئوم الذي لا يبشر خيراً لكل الجالسين علي مقاعد وأعراش النظام العربي كي يفيقوا من غيبوبتهم التي تجاوزت كل حدود المسئولية والثقة والانتماء والولاء واللا مبالاة تجاه هذه الأمة وشعوبها التي سئمت الانتظار ، يأتي ذلك تزامناً مع موعد انتخابات حكومة تل أبيب العنصرية الهمجية ، فماذا اذن سوف يصدر عن هذه القمة العربية كرسالة وخطاب سياسي موجه للكيان الصهيوني الذي لا زال يصعد من عدوانه وقتله وبطشه للشعب الفلسطيني الذي لم يقهر طيلة فترات نضاله ومقاومته وقتاله وحده ضد هذا المحتل الغاشم اللاانساني ، لا أدري سيوجهون التحية والمبايعة للحاكم الإسرائيلي الجديد ؟أم سيتلون خطاب مد يد التعاون مع هذا الكيان ورئيس حكومته الجديد لمكافحة الأحرار في هذا العالم ؟ أم سيصدرون بياناً يوضحون فيه لرئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد أنهم يستنكرون هذه الاعتداءات علي الشعب الفلسطيني ، ويسألونه هل من مزيد ؟لا أدري حقيقتاً ما سيخرج عن هذه القمة لتبشر الشعب العربي بكم المصائب التي ستحاك به من جديد ؟
إن حال الأمة العربية الحالي هو حال يرثي له ، نظراً لما تشهده الساحة العربية من تداعيات سياسية لها ارتباط ببنوية هذه الأمة وعراقتها وحضارتها وتراثها وكل أشكال ومقومات الاستقرار والأمن وما يتبعه من مسائل مرتبطة بأطماع الغرب وأمريكا علي وجه الخصوص للنيل من هذه الأمة ومقدراتها وتاريخها وثرواتها التي منيت بها علي مر العصور .
إن المشهد العربي في هذه الآونة بات يشكل حالة سوداوية قاتمة في ملامحها يكاد من الصعب النجو منها طالما بقي الحال العربي علي حاله بشكله ومنهجيته وأسلوبه ونمطيته التي وصلت إلي حد الولاء والطاعة والرضوخ لكل الاملاءات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الغرب علي أمتنا وحكوماتنا العربية وأنظمتها السائدة في واقع الحال ، سيما وأن النظام السياسي العربي الحالي أشبه بالإنسان الذي وصل لأقصي مراحل الشيخوخة من عمره ، بعد أن تفشت أمراض العجز بداخله وأوصاله ، فهل يمكن للحال العربي بهذه الحالة أن يعيد بناء ذاته وهرميته ليصبح حالا عربيا قادرا علي مواجهة كل التحديات السياسية الإقليمية والدولية التي تعد وتجهز للنيل منه ومن كينونته وبنيويته العربية ؟ هل يمكن للمواطن العربي الذي يقهر أن يشعر بالرضي والتفاؤل عند عقد أي من هذه القمم العربية ؟ هل يمكن أن يبقي حال أمة العرب علي هذا الواقع وهذا الحال ؟هل يمكن أن يفهم حكامنا العرب أن حال شعوبهم تزداد يوما بعد يوم سخطا وإحباطا وتشاؤما واستياءً وخجلا من أنظمتهم هذه التي تقودهم ؟ هل يفهم الحاكم العربي بأنه يحكم بشراً وليس قطيعاً من الأغنام ؟ هل يفهم الحاكم والنظام العربي السائد أن التبعيه والولاء والطاعه العمياء للسيد الوالي الغربي والأمريكي هي طاعة أشبه بالرجل الذي يسوق حماراً أو بالراعي الذي يسوق قطيعاً من الأغنام أوالبقر؟ الم يستحي ويخجل هؤلاء الحكام من أنفسهم قليلاً ليس لأجلهم بل للعروبة التي دنست وان هانت بسببهم وغبائهم و عدم مبالاتهم ؟ صدقاً فأي وصف مجاز لنعت هؤلاء الحكام العرب يا أمة العرب ؟
واقع حالنا العربي لايمكن أن يغير أو يتغير إلي حد التفاؤل من عقد هذه القمم طالما بقي هذا الحال يخطو خطوات التبعية والولاء الأعمى للنظام الغربي والقبول باملاءاته واشتراطاته وفرضياته دون أدني مسؤولية تجاه المصلحة العربية المشتركة ودون أي اعتبار للانتماء واللحمة العربية العربية ، وما يشهدها من حالة التناحر والتنافر وغياب مفهوم التنمية والتعاون العربي بكل أشكاله ومتطلباته ، والكف عن عبارات الشجب والاستنكار المخجل التي تصدر من ذلك الحاكم العربي أو ذاك إذا ما حلت المصائب بالشعب العربي في فلسطين و العراق و سوريا ولبنان جراء العدوان البربري والهمجي الصهيو أمريكي ، أعتقد أنه لايمكن بأي حال من الأحوال الشعور بالتفاؤل لدي المواطن العربي من هذه القمم مهما كانت قراراتها التي سوف تصدر عنها ، ما دام أن هؤلاء الحكام هم أول من يضرب بعرض الحائط كل القرارات التي تصدر عن هذه القمم ، وطالما أن هذه القرارات تحتاج إلي موافقة وضوء أخضر من السيد الوالي الأمريكي لتطبيقها .
وطالما أن الأنظمة العربية تخشي بعضها البعض ولا يثق أي نظام بالآخر وهذا يعطي مؤشرا لثقة الأنظمة العربية بالإدارة الأمريكية وحلفائها الغربيين والأكثر من ذلك فهنالك من الأنظمة العربية التي تثق بالعدو الصهيوني أكثر ربما من أي نظام عربي آخر ، وبالتالي فالتدخل الأمريكي في شؤون هذه القمم أمر وارد وأساسي من خلال توجيهها وإعداد بياناتها وخطاباتها السياسية التي تصدر عنها .إن هذه الحالة بشكلها ومشهدها المحزن المبكي ما هي إلا حالة تعبر عن الضعف والولاء العربي لأمريكا وحلفائها وما تمارسه بحكمة ودهاء لسياستها في الشرق الأوسط من ابتداع أساليب استخباراتية لنشر وتفشي قوي الظلامية التي تقوم بزجها في الساحة العربية للنيل من عقل المواطن العربي وتشويه وعيه الوطني والقومي ، ونشر سموم البلبلة والفتنة والأخبار المغرضة في أوساط المجتمع العربي لتحقيق الأهداف الرامية للتناحر والاقتتال العربي الداخلي وإعطاء الأنظمة السياسية العربية مبررا لزيادة حربها البوليسية ضد كل قوي التغيير التي تعبر عن مصالح مواطنين وشعوب الأمة العربية بجملها تحت ما يسمي بالحرب علي الإرهاب الذي صنعته إسرائيل وأمريكا وحلفائها .
أعتقد أنه حتى لا تكون هذه القمم مضيعة للوقت ، ومشهد يراد به قلب الصورة الحقيقية المريبة والمؤسفة للحالة العربية الحالية بعين المواطن العربي اليائس العابس المقهور، وإعطائه ابر مخدرة هدفها ترويضه وتهدئته لما يجري من حوله وما يري من واقع لهذا الحال المحبط والمحزن والمشؤوم الذي حل بوطنه وأمته وعروبته وتاريخه ومستقبله ،فهناك ثمة أمور أمام واقع هذا الحال المعاش تستدعي من هؤلاء الحكام وقممهم المنشودة لإعادة النظر في أدوات ووسائل التغيير ، وإحداث حالة من الحراك في النظام السياسي العربي السائد ليتمكن من النهوض والتطوير بما يتلائم وواقع النظام السياسي الدولي الجديد الذي يقوده الغرب عموما وأمريكا علي وجه الخصوص ، والذي يضفي أيضا لإحداث حالة من التحول الديمقراطي الحقيقي وفرض سيادة القانون في الساحة العربية ، بالإضافة لوضع سياسات تنموية حقيقية تطبيقية تساهم في استقلالية الاقتصاديات والسوق العربية من التبعية والخصخصة والهيمنة الغربية والأمريكية ، وترسيخ الهوية العربية القومية القادرة علي الارتقاء بالواقع والمكانة العربية علي مر التاريخ ، ووضع حداً للهمجية والعدوان البربري العنصري للمحتلين للأرض العربية في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان أو أي مكان عربي من قبل العدو الصهيو أمريكي.
فإذا أراد حكام العرب ولادة فجر جديد لشعوبهم من خلال هذه القمة في الخرطوم وما سيتليها من قمم منظورة ، فلن يحدث ذلك إلا إذا تغير حال هؤلاء الحكام وتحملوا مسؤولياتهم العربية بجدية ، وأوقفوا شرب مشروب اسمه النسيان السياسي الذي يأتيهم من مصانع مشاريب السياسة الأمريكية ، حتى يمكن للتاريخ أن يشفع لهم لو خلدوا ، فما لهم إذ لم يفعلوا فالتاريخ لن يرحمهم ولن ينساهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي