الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سنصعد معركة الأرض والمسكن

محمد بركة

2006 / 3 / 28
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تعتبر الانتخابات الاسرائيلية نقطة انطلاق نحو مرحلة سياسية جديدة، سترسَم حدودها خارج المنطقة، فحزب "كديما"، الذي قد يشكل الحكومة القادمة، وهو حزب خليط بمعظمه من اليمين الاسرائيلي وحزب العمل، هناك ما يؤكد ان حزب كديما هو حزب الادارة الامريكية في اسرائيل، بدليل التغطية السياسية الامريكية لبرامج كديما، وانتقال شمعون بيرس المتنافس السابق على رئاسة حزب العمل، الى حزب "كديما"، وهو المرتبط تاريخيا بكنف السياسة الامريكية.
وعلى الرغم مما نسمعه من برامج سياسية لهذا الحزب او ذاك، من الأحزاب التي تدور في فلك الحكومة المقبلة، فإننا نلمس منها جميعا اننا مقبلون على مرحلة من الجمود السياسي، فهي لا تتحدث عن مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين، او الخطوات احادية الجانب، التي يحاول رئيس الحكومة بالوكالة، ايهود اولمرت، الذي على ما يبدو سيشكل الحكومة القادمة، ايجاد تغطية دولية لها من خلال دعم امريكي مباشر للتحرك السياسي الاسرائيلي كما هو الحال في السنوات الأخيرة على وجه الخصوص.
بالنسبة للجماهير الفلسطينية في اسرائيل، فإن هذه الانتخابات تضعها ايضا عند مفترق طرق مصيري، ورغم محاولات التهميش والتيئيس السلطوية، إلا ان غالبية جماهيرنا الفلسطينية ستشارك في هذه الانتخابات، لترمي بأكبر ثقل من ناحيتها في كفة مصالحها السياسية والاجتماعية والمدنية، وفي محاولة لمحاصرة الحلبة البرلمانية التي ترسم حدود التحرك السياسي، وايضا من اجل تعزيز كفاحها الميداني الشعبي ضد سياسة التمييز العنصري، التي تنعكس على مجريات حياتها اليومية بكافة تفاصيلها الدقيقة.
نحن في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، نخوض الانتخابات منذ العام 1949، من خلال الحزب الشيوعي المركب الاساسي للجبهة، ونرى اهمية للمشاركة في الحلبة البرلمانية كونها أحد اضلاع نضالنا من أجل حقوقنا القومية والمدنية، الذي في صلبه النضال الميداني وتعبئة الجمهور في مواجهة سياسة التمييز العنصري، ونأتي لهذه الانتخابات برصيد غني من العمل الشعبي، تؤكد عليه الاحصائيات والتقارير الرسمية للعمل البرلماني.
كما نراهن في الجبهة على التغيير في الرأي العام الاسرائيلي، ونرى في هذا الامر عاملا مهما في تغيير السياسات في اسرائيل، حتى وإن التقدم في هذا الاطار محدود جدا، ولهذا فإننا نرى بالشراكة العربية مع القوى اليهودية الديمقراطية السلامية عنصرا هاما في نضالنا، فباعتقادنا انه لا يمكن لاقلية قومية في وطنها ان تختار لنفسها التقوقع والانعزالية، فهي بحاجة الى قوة داعمة لحقوقها، من الطرف الآخر، وتضم الجبهة مجموعات من اليهود المناهضين للصهيونية والمناصرين لقضية الشعب الفلسطيني، ويدعون الى تطبيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، من اقامة الدولة الفلسطينية في حدود
بما فيها القدس 1967، وحق العودة للاجئين.
في هذه الحملة الانتخابية حاولت الجبهة تشكيل تحالف واسع سعيا منها لوقف حالة حرق الاصوات العربية التي لا تجتاز نسبة الحسم، من قبل جهات تغامر في كل عام لحرق آلاف الاصوات، وبالتالي الانتقاص من حجم التمثيل الحقيقي للفلسطينيين في البرلمان الاسرائيلي، ولكن للاسف لاسباب عديدة لم ننجح في هذه الجهود، ولكن هذا لا يعني نهاية المطاف للتنسيق والتعاون، فاصلا كل القوى الوطنية تلتقي تحت سقف لجنة المتابعة العليا لقضايا الفلسطينيين في اسرائيل ونحن في العمل البرلماني ننسق بين الكتل الفاعلة في شارعنا الفلسطيني.
لقد سعينا في هذه الحملة الانتخابية الى جانب الأخوة في القوائم الاخرى لصد الأحزاب الصهيونية التي حاولت اقتناص أكثر ما يمكن من اصوات من الشارع العربي، وآمل ان نكون نجحنا في هذه الحملة، وهذا ما سيتأكد لنا في نتائج الانتخابات.
وفي الدورة البرلمانية المقبلة، والى جانب نضالنا السياسي المستمر من اجل حقوق شعبنا المشروعة، سنرمي بثقلنا لمنع وصول اليمين الاسرائيلي الحكم، كذلك فإننا نضع على رأس سلم اولويات عملنا قضية الأرض والمسكن، حيث ان السلطات الاسرائيلية تواصل تضييق الخناق على بلداتنا ومدننا من خلال محاصرتها بالمستوطنات القائمة على الاراضي العربية ومنع توسعنا، وايضا من خلال مشروع تهويد الجليل والنقب العنصري الذي يقوده الوزير السابق شمعون بيرس.
فحسب معطيات عملية فإن جميع البلدات العربية تواجه أزمة ارض خانقة، وستشتد أكثر خلال السنوات السبع القادمة امام رفض السلطات اعادة اراضي لبلداتنا من اجل توسعها، وهذه معركة نعتبرها معركة استمرارية لمعركة البقاء والصمود في وطننا، وهذه المعركة تأخذ طابعا مميزا في هذا العام، وهو عام الذكرى الثلاثين ليوم الارض الخالد الذي انتفضت فيه جماهيرنا في الجليل والمثلث والنقب ضد سياسة مصادرة الاراضي العربية.
كذلك هناك قضايانا اليومية من صحة وتعليم وفرص عمل وتطور التي نواجه في جميعها سياسة تمييز عنصرية من خلال شح الميزانيات وحجبها عن جماهيرنا، إذ يبلغ الصرف على المواطن اليهودي في المجالات المختلفة اضعاف اضعاف ما يصرف على المواطن العربي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة ترفع شعار -الخلافة هي الحل- تثير مخاوف عرب ومسلمين في


.. جامعة كولومبيا: عبر النوافذ والأبواب الخلفية.. شرطة نيوريورك




.. تصريحات لإرضاء المتطرفين في الحكومة للبقاء في السلطة؟.. ماذا


.. هل أصبح نتنياهو عبئا على واشنطن؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. طبيبة أردنية أشرفت على مئات عمليات الولادة في غزة خلال الحرب