الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتجاجات في العراق

جواد الديوان

2018 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



يشهد العراق احتجاجات واسعة ومستمرة ومنذ بدايات تموز 2018. والشرارة نقص في مياه الشرب والكهرباء وتزايد نسب البطالة وفساد الحكومات المحلية والفيدرالية. ولم تحظى هذه الاحتجاجات رغم تناميها باهتمام اعلامي من الولايات المتحدة الامريكية، ورغم مصالح الاخيرة في العراق وانتشار قواتها فيه.
اهتمام الولايات المتحدة الامريكية على الجيش العراقي وكذلك التحديات الامنية، وخاصة فيما يتعلق بداعش. وتختصر العمليات العسكرية على حدود العراق. وضعف اهتمام الولايات المتحدة الامريكية بما يواجه العراق من تحديات اقتصادية واجتماعية، والتظاهرات الاخيرة نتيجة هذه التحديات.
التظاهرات بسبب فشل بغداد في توفير الخدمات الاساسية، والبداية من البصرة الغنية بالنفط وتعاني من شحة الماء الصالح للشرب وقطع الكهرباء وتدهور النظام الصحي وتكدس الازبال! وغيرها مثل طقس حار جدا. وانتشرت الاحتجاجات في المحافظات الجنوبية ذات الاكثرية الشيعية.
واستخدمت القوات الامنية مدافع المياه والغاز المسيل للدموع وهروات الشرطة والذخيرة الحية، فاتجهت الاحتجاجات الى حقول النفط. واضافت الحكومة قطع الانترنيت عن العراق. وبرزت توقعات بان ايران تغذي الاحتجاجات، الا ان الهتافات كانت بالضد من ايران.
وحاول معظم الساسة من العراق استغلال التظاهرات لصالحه، الا ان المحرك للاحتجاجات كان اهتمام العراقيين بالواقع الاقتصادي والاجتماعي. وتشكلت مجموعة قيادة من النشطاء وشيوخ العشائر في البصرة، وقدموا مطالبات مطبوعة، واولها تجاوز شحة مياه الشرب ونقص الكهرباء وتوفير فرص عمل، وتحسين الخدمات العامة وخاصة في مجال الصحة والتعليم.
الحكومة العراقية توثق بشكل جيد سوء الادارة، وضعف قابليات الدولة على تقديم الخدمات الاساسية. ويحتل العراق مواقع متميزة في قوائم الفساد للدول. وقامت الحكومة العراقية ببعض الاصلاحات لاقناع منظمة التمويل المالي والبنك الدولي. الا ان القطاع الخاص بقى ضعيفا، والقطاع العام منتفخ. والحكومة تعمل على تنويع مصادرها المالية وتقليل الاعتماد على النفط.
رغم الزيادة في اجمالي الناتج المحلي نتيجة التحسن في الوضع الامني، والاستثمار في اعادة البناء، لم يلمس العراقيون اي فائدة من هذا النمو. توزيع الثروة والخدمات العامة غير عادل، لينتج عدم استقرار المناطق المحرومة (انقطاع متكرر للكهرباء وشحة مياه الشرب وبطالة واسعة) ومنها محافظات الجنوب. ضعف الخدمات وندرة فرص العمل وتدهور مستويات المعيشة وضعف الحركة الاجتماعية. والمحسوبيات عامل اخر للتفاوت في الدخل.
النمو الديموغرافي العالي في العراق يضخم المشكلة. والاهمال يسبب زيادة في نسب شباب متعلم يعاني من بطالة. ومحروم اجتماعيا واقتصاديا مما يسبب احباطا للشباب، ومع عدم اهلية الحكومات المتعاقبة في العراق. فيتشكل عدم استقرار هائل في العراق وربما التطرف.
ولم تجلب الاحداث الاخيرة في العراق اهتمام الولايات المتحدة، ففي الوقت الذي استخدمت فيه القوات الامنية العراقية العنف ضد المتظاهرين، يصدر بيان من وزارة الدفاع الامريكية حول تنظيف المنطقة الشمالية من داعش!. واوضحت امريكا ان التظاهرات شان داخلي عراقي، الا انها اكدت حق المتظاهرين في الاحتجاج وحق الحكومة في حفظ الامن. وتحت ضغط الاعلام اكدت الناطقة وجود الفساد في العراق.
ربما ستعمل الولايات المتحدة الامريكية على تشجيع الحكومة العراقية على الاصلاح، وخلق فرص عمل، وتشجيع الاستثمار، وتقليل الفساد (لم استخدم كلمة محاربة الفساد). وبامكان امريكا دعم المبادرات لتطوير قابليات الشباب وتدريبهم على الاقتصاد لازدهار الابداع والمبادرات والمهارات التي تتعامل مع التكنولوجيا الحديثة.
ولكي تتمكن الولايات المتحدة لتحقيق الاهداف التطويرية المشار اليها، بامكانها الالتزام بتمويل الاستقرار ونشاطات اعادة البناء في العراق، وقد فشلت في ذلك مؤخرا في مؤتمر الكويت لاعادة بناء العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تغلق -الجزيرة- والقناة القطرية تندد بـ-فعل إجرامي- •


.. حسابات حماس ونتنياهو.. عقبة في طريق المفاوضات | #ملف_اليوم




.. حرب غزة.. مفاوضاتُ التهدئة في القاهرة تتواصل


.. وزير الاتصالات الإسرائيلي: الحكومة قررت بالإجماع إغلاق بوق ا




.. تضرر المباني والشوارع في مستوطنة كريات شمونة جراء استهدافها