الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-أسبوع الخليج العربي- .. أين هو الآن ؟

علي حسين العوضي

2006 / 3 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


لم تكن الحركة الوطنية في منطقة الخليج العربي في بدايات نشوئها ببعيدة عن قضايا وهموم المجتمعات الخليجية ، بل كانت هذه الحركة بمختلف أشكالها وأطيافها متوافقة في أطروحاتها وبرامجها وسياساتها ، ولذلك كانت متوحدة في عطائها واستطاعت أن تحقق حضورا جماهيريا وشعبيا واسعا .

ومناسبة هذا الحديث ، وفي هذا الوقت بالذات هو ما نلمسه الآن من تشتت كبير تعاني منه الحركات الوطنية الخليجية وتراجع مخيف أفقدها شعبيتها وقدرتها على التعامل مع الواقع الخليجي في المرحلة الراهنة .

فهناك تباين واضح في المواقف المشتركة على المستوى الإقليمي وهناك اختلاف أيديولوجي وفكري جلي لم يتم التغلب عليه ، وهو أمر يشكل عائق أمام عودة الحركة الوطنية الخليجية لموقعها السابق .

وسنعود بالذاكرة إلى الوراء ، والى فترة السبعينيات من القرن الماضي ، والى لحظات من تاريخ وطني حافل بالانجازات والتحركات والشعبية والجماهيرية ، ونستذكر هنا كيف كانت المنظمات والهيئات الخليجية تلتئم سنويا في شهر مارس من كل عام في أسبوع أطلق عليه اسم " أسبوع الخليج العربي " ، وجاء اختيار هذا الشهر لمناسبة أحداث البحرين في العام 1965 .

ففي الكويت كان يقام هذا الأسبوع سنويا وبشكل دوري والذي كان يشارك فيه عدد من الهيئات مثل نادي الاستقلال ورابطة الاجتماعيين ورابطة الأدباء وجمعية المعلمين والصحفيين والأطباء والمحامين وغيرهم إضافة إلى الاتحادات الطلابية كالاتحاد الوطني لطلبة الكويت واتحاد طلبة البحرين وعمان ، كما تشارك بعض المنظمات الجبهوية مثل الجبهة الشعبية في البحرين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وغيرهم من المنظمات والجبهات والاتحادات الخليجية والعربية والعالمية .

وكانت تقام في هذا الأسبوع المحاضرات والندوات التي تتعلق بالوضع العام ومستقبل منطقة الخليج العربي وكذلك يتم إصدار البيانات الخاصة بهذه المناسبة .

ولم تقتصر إقامة هذا الأسبوع في الكويت فقط ، بل كان يقام من خلال الاتحادات الطلابية وبخاصة الاتحاد الوطني لطلبة الكويت في عدة عواصم عربية مؤثرة كالقاهرة وبيروت ، ولا ننسى في المقابل الدور المميز الذي لعبته مجلتا " الطليعة " و " الاتحاد " في إبراز هذه المناسبة ، وكان لهاتين المجلتين الدور الواضح في عرض مشكلات المجتمع الخليجي في تلك الفترة الذهبية من عمر الحركة الوطنية الخليجية .

ومن يقرأ برامج الحركة الوطنية في تلك الفترة يجد الاهتمام المشترك بقضايا الخليج واتفاق شبه تام على أولويات محددة .

ولكن ، هذا التفاعل وهذا الأسبوع الخليجي اختفى من قاموس الحركة الوطنية الخليجية منذ النصف الثاني من السبعينات من القرن الماضي وتحديدا بعد العام 1976 ـ بحسب المعلومات المتوافرة لدي ـ ، وأصبحت هذه الحركة منغمسة أكثر في الواقع المحلي لكل دولة على حدة والتي على ضوئها افتقدنا للعمل المشترك ـ وإن كانت هناك بعض المحاولات المتفرقة إلا أنها لم يكتب لها النجاح والاستمرارية ـ وحتى برامج عمل هذه الحركة بدأت بإغفال الواقع الخليجي تدريجيا من برامجها إلى أن زال هذا الأمر من اهتمامها .

والمطلوب اليوم ونحن الآن في نهاية شهر مارس والذي كان من المفترض أن نحتفل فيه بـ " أسبوع الخليج العربي " ، أن تستعيد الحركة الوطنية الخليجية دورها المفقود من خلال إعادة مفهوم العمل المشترك وفتح المجال لحوارات مشتركة فاعلة بين أطرافها المتناثرة وفق منهج وطني ديمقراطي يُطرح فيه هموم المواطن الخليجي وتطلعاته وآماله في ظل التغيرات المحلية والإقليمية والدولية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا قررت مصر الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا في هذا التوقيت؟ |


.. بيسان ومحمود.. أجوبة صريحة في فقرة نعم أم لا ??????




.. دول أوروبية ستعترف بالدولة الفلسطينية في 21 مايو/أيار


.. -مطبخ مريم-.. مطعم مجاني ومفتوح للجميع في العاصمة اللبنانية




.. فيديو مرعب يظهر لحظة اجتياح فيضانات مدمرة شمال أفغانستان