الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هلوسات مساء

ساري سمير الحسنات

2018 / 8 / 4
الادب والفن


في هذا المساء

المصاب بنوبات الضجيج

والذي لم يشبه نفسه مطلقاً

أغلق نوافذ قلبي لأحميه

من عواصف حزن محتملة

وأحبو حائراً في أرجاء صداي

أفتش عن أغنية ماطرة

لأغسل حرير الأوقات

من شظايا الأنين


***

في هذا المساء المنشق عن لونه

أمزق بسيف الرغبة

سترة الفضاء الضبابية

كفارس أيهم تربة روحه

مبللة بنشوة الانتصار

تتقاذفني شهب غزيرة

أقول لأهل السماء

أنا لا أريد أن

أسرق أحلام النجمات

ولا أريد أن أشرب

حليب الغيمات

ولا أريد أن أطلع

على دفاتر الغيب

بل أريد أن أرتشف

نبيذ القمر

لأثمل غربان الحيرة

المعشعشة في صدري

وأطفئ عتمة حلمي


***

في هذا المساء

الذي أعيه جيداً ولا يعيني مطلقاً

أسافر من ذاتي إلى ذاتي

فتمر بمحاذاتي عرافة

ممتطية هودج من حكمة

وعلى كتفيها حقيبتها

التي تتخذها مملكة غموض

تضم شعباً يتكون

من تعاويذ وأحجية

وفناجين ممتلئة

بأسرار ناقصة

تقلب فنجاني وتقرأني

في ثنايا القهوة

وتتشدق لي بحكمتها الخضراء:

"لا تقتفي آثار أحبائك في بيداء العمر فلقد أقتفتها رياح الضياع

ولو يحبوك لما تركوك وحدك تغربل وحدتك من وحدتها"

أقاطعها ساخراً

منذ ألف دمعة وحيرتان

كنست بمكنسة النسيان أرصفة ذاكرتي

المكتظة بخطى وصور وهمسات

من تقيئوني في مراحيض الوحدة

وامتصوا غيابهم

فأنا يا سيدتي
أقشر غشاء الظلام عن جلد ظلي

فهو رفيقي الوحيد وسلمي الأزلي

الذي سوف يبلغني هامة نشيدي العسجدي



***

في هذا المساء

المدجج بحكايا الكمنجات

التي تعبق ذاكرة الليل

والورود التي تعتريها

شهوات الفراشات

أراقص لغتي فوق

عشب الشعر

المبلل بالمفردات

تصفعني الأسئلة

أجيب:

" لكي تجعلني شاعراً أجثو بين ذراعي كتابي

أقلم هواجسي وأؤرخ دمع الزمان"

فيا لغتي لا تركليني خارجك ألحفيني

بقواميسك وأدفئيني

من زمهرير الجهالة!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة